مليشيات "الحشد الشعبي" تعيد انتشارها شمالي العراق وغربه
على نحو غير معلن، باشرت فصائل مسلحة عراقية، تابعة إلى مليشيات "الحشد الشعبي"، بعملية إعادة انتشار واسعة، بدأت منذ نهاية الشهر الماضي، وبلغت، حتى الآن، أكثر من 20 مدينة وقضاء وناحية، إلى جانب الحدود الدولية مع سورية، وفي بلدة النخيب الحدودية مع السعودية. وقال مسؤولون عراقيون، لـ"العربي الجديد"، إن إعادة الانتشار لم تكن بأمر من الحكومة العراقية، بل هي تنفيذ لتوجيهات، قد تكون إيرانية أو من قيادات ميدانية في "الحشد الشعبي"، الذي أعادت محكمة القضاء الإداري العراقية أخيراً المسؤول عنه فالح الفياض إلى منصبه بعد إقالته من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال، حيدر العبادي.
ووفقاً لمسؤولين عراقيين وضابطين في الجيش، أحدهما في قيادة العمليات العراقية المشتركة، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن فصائل مختلفة من "الحشد الشعبي"، أبرزها "العصائب" و"حزب الله" و"الخراساني" و"بدر" و"النجباء" و"الإمام علي" و"البدلاء" و"آل البيت" و"العباس"، أعادت انتشارها في مناطق عدة في الأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى وحزام بغداد، رغم انتشار القوات العراقية النظامية، ممثلة بالجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب وألوية التدخل السريع.
وكشف مسؤولون في المليشيا، التي تضم 69 فصيلاً مسلحاً غالبيتها تدين بالولاء لإيران، عن ارتفاع عديد عناصرها إلى أكثر من 140 ألف عنصر، منهم 115 ألف عنصر يتقاضون مرتبات شهرية دائمة من الحكومة العراقية ضمن مخصصات "هيئة الحشد الشعبي". وأكد مسؤول محلي في الأنبار لـ"العربي الجديد"، "عودة الحشد لافتتاح مقرات له بالمدن وداخل الأحياء السكنية"، والأمر ذاته أكده العضو في مجلس مدينة سنجار غربي الموصل، كريم حاتم، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، موضحاً أنهم "ينافسون القوات النظامية على الصلاحيات". وقال النائب عن تحالف "سائرون"، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، محمد رضا، إن "أكثر من 85 في المائة من (عناصر) الحشد يتواجدون في الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى، والقسم الآخر في معسكراتهم، مثل الناصرية والتاجي وغيرها، أو في تأمين مراسم الزيارة المليونية الدينية جنوب العراق". واعتبر أن "هناك حاجة لمخصصات مالية ووقت لبناء معسكرات وقواعد للحشد الشعبي، كونه تجربة جديدة، وأعتقد أنه سيندمج مع باقي القوات الأمنية العراقية".