وزير يمني يشكك بنية الإمارات الانسحاب من بلاده

وسط تسريبات بمقترح سعودي يفضي إلى انسحاب الإمارات.. الجبواني: لا نية لديها

07 أكتوبر 2019
عدم ثقة بالمناورات الإماراتية (أحمد الباشا/ فرانس برس)
+ الخط -

شكك وزير النقل اليمني، صالح الجبواني، اليوم الاثنين، في حقيقة ما يتردد بشأن نية الإمارات الانسحاب من بلاده، بالترافق مع تسريبات عن مقترح سعودي لحل بين الحكومة اليمنية وما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، يفضي إلى انسحاب إماراتي من عدن، وتسلّم الرياض الوضع الأمني بالمدينة.

وقال الجبواني في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "لم تنسحب الإمارات، وليس لديها النية للانسحاب، بل تعزز قواتها في المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها".

واعتبر الوزير اليمني أن الإمارات ستخرج في نهاية المطاف "لكن محمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي) لن يخرج إلا بعد أن يغرق بلادنا في بحور من الدم بدأها بالانقلاب الغادر في عدن"، وشدد على أن "الإمارات دولة معتدية، وإصرارها على البقاء بالقوة سيحولها إلى دولة احتلال".

وجاء تصريح الجبواني، بالترافق مع تسريبات عن مقترح سعودي تقدمت به الرياض، خلال الاجتماعات المنفصلة التي ترعاها مع ممثلين عن "المجلس الانتقالي" ومسؤولين من الحكومة اليمنية، في مدينة جدة.
وتشير التسريبات، التي تحفظت مصادر حكومية عن تقديم أي نفي أو تأكيد بشأنها، إلى أن المقترح السعودي يشمل ترتيبات من شأنها أن تسمح بدور مباشر للرياض في عدن، تشرف من خلاله على ترتيبات عسكرية وأمنية في المدنية، على حساب أبو ظبي، التي تتولى واجهة نفوذ التحالف في المدينة منذ سنوات.

وكانت الرياض قد دعت الحكومة اليمنية و"الانتقالي" الانفصالي المدعوم من أبو ظبي إلى حوار تحت رعايتها في جدة، منذ مطلع سبتمبر/ أيلول المنصرم، إلا أن اللقاءات بقيت غير مباشرة، مع اشتراط الجانب الحكومي اليمني انسحاب الانفصاليين من المقرات التي استولوا عليها في عدن، قبل أي حوار.

وكانت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية، قد أكدت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عودة النقاشات بين الجانب الحكومي والسعودي بشأن مسودة اقتراح للحل، تقدمت بها الرياض، وتحفظ بشأنها الوفد الحكومي، مشترطاً إحالتها على الرئيس عبد ربه منصور هادي للموافقة، وهو ما مهد لحملة بدأها نشطاء موالون لـ"الانتقالي" وأبوظبي وجهت سهامها إلى هادي، واعتبرته عقبة في طريق الحل. وفي الوقت الذي لا تزال فيه تفاصيل المقترحات السعودية محاطة بتكتم شديد من قبل مختلف الأطراف، تشير التسريبات إلى أنها لا تخرج بمجملها عن مقترحات تضمن إشراك "المجلس الانتقالي"، المدعوم من الإمارات، في الحكومة، في مقابل جملة من الترتيبات الأمنية والعسكرية، التي تسمح بعودة الحكومة الشرعية إلى مدينة عدن، والتي تصفها الأخيرة بـ"العاصمة المؤقتة".

وحاول المجلس الذي سلحته ودربته الإمارات، الشريك الرئيسي للرياض في التحالف، توسيع نطاق سيطرته في الجنوب، واشتبك مع القوات الحكومية في أعمال عنف هددت بمزيد من التفتيت لليمن وتعقيد جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.

وقال مسؤولان في الحكومة اليمنية لـ"رويترز" إن السعودية قدمت اقتراحاً لضمّ المجلس إلى حكومة هادي، على أن تنتشر قوات سعودية في عدن للإشراف على تشكيل قوة أمنية محايدة في المدينة.
في الرياض، ولكن من زاوية أخرى، عقد رئيس فريق المراقبين الدوليين في الحديدة اليمنية، المعين حديثاً، الجنرال الهندي أباهيجيت غوها، لقاءً مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، بعد يومين من تدشين مهامه رسمياً كرئيس للبعثة الأممية في المدينة.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الجبير بحث مع غوها المستجدات اليمنية والجهود القائمة حالياً على الصعيدين السياسي والإنساني.


وكان غوها قد بدأ مهامه بلقاء مسؤولين يمنيين في العاصمة السعودية، ومن المتوقع أن ينتقل إلى صنعاء، تمهيداً لانتقاله إلى الحديدة، التي يتولى فيها رئاسة اللجنة المعنية بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، المبرم في ديسمبر/كانون الأول 2018 في السويد.

المساهمون