القوات الأميركية تنهي انسحابها من قاعدة "القائم" غربي الأنبار

القوات الأميركية تنهي انسحابها من قاعدة "القائم" على الحدود العراقية السورية

18 مارس 2020
القوات الأميركية تقرر إنهاء عدد من قواعدها بالعراق (الأناضول)
+ الخط -

أكملت القوات الأميركية ليلة أمس الثلاثاء عملية الانسحاب الكامل من قاعدة القائم أقصى غربي الأنبار على الحدود العراقية السورية، وذلك ضمن عملية إعادة تموضع شاملة تجريها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). 

وكشف مسؤولون عراقيون في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن الانسحاب يأتي مع تصاعد عمليات الاستهداف الصاروخي لمقرات ومواقع عسكرية عراقية تستضيف القوات الأميركية بمناطق عدة من وسط وغرب وشمالي البلاد.

وأسفرت ثلاث منها نُفذت في أقل من أسبوع واحد عن مقتل أميركيين اثنين وبريطاني واحد وجرح 13 جندياً أميركياً، بحسب بيانات التحالف الدولي والبنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية.

وقال مسؤولون عراقيون في محافظة الأنبار غربي البلاد لـ"العربي الجديد"، إن قيادة عمليات الجزيرة والبادية التابعة للجيش العراقي تسلمت قاعدة القائم رسمياً من القوات الأميركية التي تتواجد ضمن إطار التحالف الدولي للحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي. 

والقاعدة عبارة عن محطة قطار تابعة لشركة السكك الحديد في بلدة القائم ضمن منطقة مناجم الفوسفات العراقية الضخمة غربي البلاد وتعرف سابقاً باسم محطة 22، لكن القوات الأميركية قامت بتوسعة المحطة وإضافة مبان جديدة وتحصينات وإحاطتها بأسوار محكمة حولها وحولتها لقاعدة صغيرة تبلغ أكثر من 4 كم مربع، وتشرف على محور واسع من الحدود العراقية السورية وتضم بداخلها مدرج مروحيات قتالية. 

وبحسب جنرال عراقي بارز في الجيش بمحافظة الأنبار، فإن الجيش الأميركي ترك للقوات العراقية كامل القاعدة دون أن يفكك شيئا أو يأخذ منها شيء، بما فيها أجهزة رصد وتحليل معلومات جوية وآليات مدرعة وكاسحتا ألغام، وأجهزة الكشف عن الألغام، فضلاً عن غرف نوم الجنود ومنظومة اتصال فضائية وخدمات مختلفة أخرى"، لافتاً إلى أن القوات الأميركية اتجهت إلى قاعدة "عين الأسد" وتم نقلهم جوا وبرا".

وأكد الجنرال العراقي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القاعدة كانت تقدم مهام إسناد معلومات جوية ودعم ناري في المعارك وعمليات التطهير التي دامت لنحو أربع سنوات ضد تنظيم داعش بالمدن والمناطق الحدودية مع سورية.

بدوره، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي مايلز كاغيتز، في تغريدة على موقع تويتر، أن التحالف غادر قاعدة القائم في محافظة الأنبار وقام بمناقلة ما يقرب من مليون دولار من الممتلكات والمعدات لقوات الأمن العراقية؛ وبفضل نجاحات القوات العراقية في معركتها ضد داعش.

وكشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن "الولايات المتحدة أنهت تقييماً شاملاً لوضع قواتها في العراق واتخذت قرارات عدة، من بينها إلغاء وجودها في قواعد تقع في مناطق هشة يسهل استهداف الجنود فيها من قبل فصائل مسلحة". 

وأوضح المسؤول أن القواعد المرجح إنهاء وجود القوات الأميركية أو التحالف الدولي ككل فيها هي التاجي شمالي بغداد، وبلد في محافظة صلاح الدين، والقائم غرب الأنبار، وموقع في القصور الرئاسية في مدينة الموصل، وكلها معسكرات متوسطة الحجم مقارنة بقواعد أخرى مثل عين الأسد وحرير والحبانية أو الإمام علي.

وقال العميد المتقاعد بالجيش العراقي حسين العزاوي إن انتقال الجنود الأميركيين من قاعدة إلى أخرى لا يؤثر على التواجد الإجمالي للقوات الأميركية في البلاد، بل سيؤثر فقط على الأمن في المناطق التي تنسحب منها، ويعطي فرصة لفصائل مسلحة مقربة من إيران بأن تنتشر فيها أو يكون لها موطئ قدم لم تكن تحصل عليه بسبب الوجود الأميركي في تلك المناطق.

وأكد، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن السبب وراء ذلك قد يكون بهدف الحفاظ على سلامة الجنود من خلال تركيز وجودهم في قواعد تمكن حمايتها، كما قد يعد خطوة للتخفيف من الضجة التي أثارتها أحزاب ومليشيات بهدف إخراج القوات الأميركية.


في السياق، قال عضو البرلمان جاسم البخاتي إن بعض الكتل السياسية تتذرع بتفشي وباء كورونا للحيلولة دون انعقاد جلسة استثنائية تناقش الضربات الأميركية الأخيرة ضد مواقع لفصائل "الحشد الشعبي"، مضيفاً في تصريح صحافي أن الولايات المتحدة الأميركية استغلت التشظي والانقسام السياسي ونفذت تلك الضربات.

وبين أن كتلا سياسية لا ترغب بإخراج القوات الأميركية من البلاد، موضحاً أن ذلك يضعف وحدة القرار العراقي، وجعل الأميركيين يتصرفون دون احترام لسيادة البلاد.

من جانبه، يرى زعيم ائتلاف "الوطنية" إياد علاوي أن القوات الأميركية في العراق موجودة بدعوة من حكومة بغداد، مؤكداً في مقابلة متلفزة أنهم لم يأتوا بالقوة.

وبين أن المشكلة تكمن في أن السياسيين العراقيين غير قادرين على تغيير سلوكيات إيران تجاه بلادهم، موضحاً أن أية قوات أجنبية يجب أن تعمل وفقاً لقواعد معينة تحدد نوعية الأسلحة المستخدمة وتوقيت العمليات، وهذا الأمر غير موجود في العراق الآن.

وشدد على ضرورة وجود اتفاق بين العراق وقوات التحالف الدولي لتنظيم قواعد الاشتباك، كما دعا الحكومة العراقية إلى الطلب من إيران وقف دعم بعض الجماعات المسلحة.