بريطانيا تخشى هجمات إيرانية في حال تفاقم أزمة الناقلة

"ذا تليغراف":بريطانيا تخشى هجمات إيرانية داخل لندن في حال تفاقم أزمة الناقلة

22 يوليو 2019
"حزب الله" يحضر الأرضية لهجمات مستقبلية (حسن شيرفاني/فرانس برس)
+ الخط -
في ظلّ تصاعد التوترات في الخليج، ومع إعلان إيران احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز، وما تبعها من تداعيات، كشفت صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، اليوم الإثنين، أنّ مصادر استخباراتية حذرت، من إمكانية نشر خلايا إرهابية مدعومة من إيران لشنّ هجمات في بريطانيا، إذا تفاقمت الأزمة بين لندن وطهران.

وتشكّل إيران أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني، بعد كلّ من روسيا والصين، وفق كبار ضباط الاستخبارات، كما أنّ حادثة الاستيلاء على ناقلة النفط ستعزّز مخاوف جهازَي الأمن والاستخبارات السري.

وتعتقد وكالات الاستخبارات، أنّ إيران قامت بتمويل وتنظيم خلايا إرهابية نائمة في كلّ أنحاء أوروبا، ومن ضمنها بريطانيا، قد تعطيها الضوء الأخضر لشنّ هجمات رداً على النزاع في الخليج. وذكرت الصحيفة البريطانية أنّ هذه الخلايا يديرها متطرفون مرتبطون بـ"حزب الله" اللبناني. ولفتت إلى تعطيل شرطة مكافحة الإرهاب عام 2015، خليّة ضُبطت وهي تخزّن أطناناً من المواد المتفجرة في شركات في ضواحي لندن.

ونقلت "ذا تليغراف" عن مصدر لم تسمّه، قوله إنّ إيران تستخدم وكلاء، لهم سيطرة على شبكة من الأفراد المرتبطين بـ"حزب الله". ويضيف المصدر أنّ لدى إيران عناصر في "حزب الله" بإمكانهم تنفيذ هجوم إرهابي في حال نشوب صراع. ويتابع: "هذه هي طبيعة التهديد المحلي الذي تشكّله إيران على المملكة المتحدة".


وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنّ جهاز الأمن وشرطة العاصمة واثقان من أنّ مداهمات عام 2015 عطّلت أنشطة إيران الإرهابية في بريطانيا، لكنّ الخلايا منتشرة في أوروبا.

وأشارت "ذا تليغراف" إلى أنّ مؤامرة عام 2015، والتي كشفت عنها بنفسها الشهر الماضي بعد أن تكتمت عليها السلطات، وُصفت بأنّها إرهاب منظّم. ونقلت عن مصدرٍ ثانٍ قوله إنّه تمّ تخزين ما يكفي من المواد المتفجرة لإحداث "الكثير من الضرر".

وتابعت أنّ الخلية التي كان مقرّها لندن، لم تكن تعمل بمعزل عن غيرها، بل كانت جزءاً من مؤامرة دولية لـ"حزب الله" للتحضير لأرضية لهجمات مستقبلية، وفقاً لمصادر مطلعة.

وذكرت أنّه تمّ لوم إيران على الهجمات الإلكترونية في المملكة المتحدة، بما فيها اختراق البريد الإلكتروني لأعضاء البرلمان ونظرائهم في عام 2017، والهجوم على مكتب البريد وشبكات الحكومة المحلية وشركات القطاع الخاص، بما في ذلك البنوك، في نهاية عام 2018.

وتأتي هذه المعلومات، بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني، الجمعة الماضية، أنّ قواته البحرية احتجزت ناقلة نفط بريطانية خلال عبورها مضيق هرمز لـ"عدم مراعاتها القوانين والمقررات الدولية للملاحة البحرية".

وكشفت بريطانيا، أمس الأحد، أنها تبحث في فرض عقوبات على إيران بعد هذه الحادثة، فيما اعتبر البرلمان الإيراني الحادثة إنجازاً كبيراً، مؤكداً دعمه احتجاز الناقلة.

وقال وكيل وزارة الدفاع البريطانية، رداً على سؤال بشأن فرض عقوبات على إيران: "نبحث الخيارات"، مضيفاً وفقاً لـ"رويترز": "ملتزمون بوجود عسكري في الشرق الأوسط للإبقاء
على مضيق هرمز مفتوحاً".

وأشار إلى أن المخاطر ازدادت ولندن ترسل "أسطولاً" للمنطقة، مضيفاً: "أعتقد أن الكل قلق إزاء احتمال نشوب صراع وعلينا تهدئة الموقف".


من جهته، وجّه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أصابع الاتهام إلى مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، بالتسبب في إشعال أزمة الناقلات بين طهران ولندن، والسعي إلى جر الأخيرة إلى حرب مع إيران.

وكانت بريطانيا قد احتجزت ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" في الرابع من الشهر الجاري في مياه مضيق جبل طارق، وأعقبت ذلك تهديدات إيرانية بالرد بالمثل على ذلك من خلال احتجاز ناقلة بريطانية.

المساهمون