كركوك... العقدة الأخيرة بين الأكراد و"تحالف الصدر - العبادي"

كركوك... العقدة الأخيرة بين الأكراد و"تحالف الصدر - العبادي"

28 اغسطس 2018
إصرار أربيل على عودة البشمركة لكركوك (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤولون وسياسيون عراقيون في بغداد وأربيل، اليوم الثلاثاء، إن ملف كركوك هو العائق الوحيد المتبقي قبل إعلان التحالف الرسمي بين الأكراد ومعسكر رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مؤكدين أنه قد يؤدي أيضا إلى فشل التقارب والعودة إلى نقطة الصفر في حال إصرار العبادي والصدر على عدم التجاوب مع المطالب الكردية بهذا الخصوص.

وقال مسؤول عراقي في بغداد مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم التوصل لاتفاق على معظم الفقرات التي طرحها الأكراد، لكن لا تزال فقرة كركوك وإصرار أربيل على عودة البشمركة كقوة رئيسة إلى جانب الجيش العراقي في المدينة، نقطة خلافية، وقد تنسف كل ما تم التوصل إليه من اتفاقات".

ولفت المسؤول العراقي إلى أن "الجانب الكردي يطرح كركوك كملف رئيس في قبول التحالف من عدمه، ويطلب البدء بتطبيع وضع المدينة وإعادة لواءين من البشمركة إليها من أجل المشاركة في ملفها الأمني، وهو ما ترفضه بغداد، وتعتبر أن الحديث عن كركوك وملفها الأمني يجب أن يكون بعيدا عن أي مساومات سياسية، وأن الملف يمكن حله بالمادة 140 من الدستور (إجراء استفتاء شعبي) بعد تهيئة إجوائه.

وعلق المتحدث ذاته على تحركات الفريق الآخر في بغداد بالقول: "المعسكر الآخر (نوري المالكي ـ هادي العامري) مستعد للتنازل حتى عن البصرة وليس عن كركوك فقط مقابل الحصول على التحالف وتشكيل الحكومة"، على حد قوله، معولا على "دور أميركي عبر المبعوث بريت ماكغورك في تقريب وجهات النظر بين الجانبين خلال الساعات المقبلة". 

وكشف خالد العبيدي، رئيس كتلة "بيارق الخير" في نينوى، المنضوية مع تحالف "النصر" بزعامة العبادي، ليلة أمس الاثنين، عن نتائج مفاوضات تحالف "سائرون" و"النصر" و"الحكمة" و"الوطنية" في إقليم كردستان.

وقال العبيدي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية، اطلع عليها "العربي الجديد"، إن "مفاوضاتنا مع الإخوة في كردستان تركزت على طرح برنامجنا السياسي والخدمي، ورؤيتنا في بناء دولة قوية لتشكيل الكتلة الكبرى".

 

وأضاف "أستطيع القول إن أجواء المباحثات كانت إيجابية، وهناك تفهم لما تم طرحه، وقد وعدنا الإخوة في الإقليم بالرد على ما تم طرحه في المفاوضات خلال يومين".

واستقبل زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني، أمس الاثنين، وفدا يمثل الكتل الأربع من بغداد، وهي تحالف "سائرون" و"النصر" و"الحكمة" و"الوطنية"، جرت خلاله جولة مفاوضات حول أبرز الشروط الكردية.

وضم الوفد نصار الربيعي (التيار الصدري)، وجاسم الحلفي (الحزب الشيوعي)، وخالد العبيدي وعدنان الزرفي عن ائتلاف "النصر"، وأحمد الفتلاوي وعبد الله الزيدي عن تيار "الحكمة"، وكاظم الشمري ورعد الدهلكي عن ائتلاف "الوطنية". 

وأكد حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الاثنين، أن وفد بغداد إلى أربيل تسلم مطالب الكرد باجتماعه مع الحزبين الكرديين.

وقال القيادي في الحزب، تحسين نامق، إن "قيادة الحزب، وبالاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، أوصلوا مطالب الكرد إلى الوفد الذي اجتمع معهم في أربيل".

وأضاف نامق، في تصريح صحافي، أن "الكرد تلقوا تطمينات بشأن تنفيذ مطالبهم الدستورية، والتي تمثل حقوق الشعب الكردي التي أقرها الدستور العراقي، ولكن الحكومة السابقة قامت بتعطيلها".

وأوضح القيادي ذاته أن "الكرد لن يحسموا خياراتهم قبل أن يتلقوا ضمانات بتنفيذ شروطهم ومطالبهم، وسيجتمعون مع المحور الآخر الذي يمثله ائتلافا (سائرون) و(الفتح) لتحديد موقفهم بشأن الانضمام للكتلة الكبرى".