كوربن يعرض نفسه بديلاً لجونسون في رئاسة حكومة بريطانيا

المعارضة البريطانية تضغط للإطاحة بجونسون... وكوربن يعرض نفسه بديلاً

15 اغسطس 2019
يرى كوربن نفسه البديل الأنسب لجونسون (يكتور شيمونوفيتش/Getty)
+ الخط -
دعا زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، قادة أحزاب المعارضة ومتمردي حزب المحافظين في البرلمان، إلى العمل معاً للإطاحة بـ بوريس جونسون من رئاسة الوزراء، بهدف وقف "بريكست" من دون اتفاق، كما طرح نفسه رئيس وزراء مؤقتاً يسير حكومة محددة زمنياً تعمل على تنظيم الانتخابات العامة.

وبعث كوربن برسالته إلى كل من زعماء "الديمقراطيين الليبراليين"، و"القومي الاسكتلندي" و"الخضر" و"حزب ويلز"، بالإضافة إلى الكتلة المحافظة المتمردة على خط زعماء الحزب، والتي تعززت صفوفها أخيراً بوزير المالية السابق فيليب هاموند.

وتجري تزامناً مع عرض كوربن، مباحثات بين النواب البريطانيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية وسطية، مثل كين كلارك من حزب المحافظين، أو إيفيت كوبر من حزب العمال. 

وبينما يرى كوربن نفسه البديل الأنسب لجونسون في دواننغ ستريت، رفضت زعيمة "الديمقراطيين الليبراليين" جو سوينسون عرضه قائلة: "جيريمي كوربن ليس بالشخص الذي يستطيع بناء حتى ولو أغلبية بسيطة مؤقتة في مجلس العموم. أعتقد بوجود أفراد في حزبه، وبالطبع بين المقاعد الخلفية لحزب المحافظين ممن يرفضون دعمه".

وبينما يتجه متمردو المحافظين للتعاون مع حزب العمال لوقف "بريكست" من دون اتفاق، يستبعد أن يدعموا حكومة يقودها كوربن.

أما الأحزاب الأخرى فأبدت تحفظها على موقف كوربن من "بريكست"، مطالبة إياه بدعم الاستفتاء الثاني أولاً. 

ويلاحظ أنّ كوربن لا يزال يكنّ الضغينة للنواب المنشقين عن حزبه، حيث لم يبعث برسالته إلى أي من ممثلي المجموعة البرلمانية المستقلة للتغيير، والتي تضم نحو 10 نواب عماليين سابقين. 

وقال كوربن في رسالته: "لا تمتلك هذه الحكومة أي تفويض بعدم الاتفاق، ولا يفوض استفتاء عام 2016 أياً كان بالخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. لذلك أنوي التقدم بطلب سحب الثقة من الحكومة في أقرب فرصة نرى أن النجاح سيكتب لها".

وأضاف: "وبعد نجاح التصويت بسحب الثقة في الحكومة، سأقوم حينها كزعيم للمعارضة بطلب ثقة البرلمان بحكومة مؤقتة محدودة زمنياً تهدف إلى الدعوة لانتخابات عامة، وضمان التمديد اللازم لموعد بريكست لإجراء الانتخابات".


وقد تقوم المعارضة البرلمانية بهذه الخطوة في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول بعد عودة البرلمان للانعقاد، على أمل أن تنظم الانتخابات قبل موعد "بريكست" المقرر نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، ولكن لا يزال من غير الواضح امتلاكها العدد الكافي من الأصوات.


ومن جانبه، بعث رئيس الوزراء جونسون برسالة مباشرة، عبر "فيسبوك"، اتهم فيها النواب البريطانيين بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لوقف خططه لتطبيق "بريكست" يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول. 

وعادة ما يلجأ جونسون لتشبيه "بريكست" بالحرب العالمية الثانية، وضرورة الانتصار البريطاني على أوروبا، وفي هذا السياق شبه النواب البريطانيين بـ"المتعاونين" مع بروكسل.

 


ويبدو أن ما أثار حفيظة جونسون رسالة بعث بها وزير المالية السابق فيليب هاموند، ووقعها 19 نائباً محافظاً، إلى رئيس الوزراء يتهمونه فيها بـ"رسم خطوط حمر لا تسمح بإفساح مجال للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى رفضه العودة للتفاوض مع بروكسل ما لم يلغ الاتحاد خطة المساندة الأيرلندية كلياً.

ووصف النائب عن المحافظين غوتو بيب، اللغة التي استخدمها جونسون بـ"المقيتة" وأنها "مهينة كلياً"، وخاصة بعد أن تسببت في تحريض مؤيدي "بريكست" مشدد ضد البرلمانيين، وتصاعد التهديدات بالقتل الموجهة ضدهم، مذكراً جونسون بمصير النائب عن العمال جو كوكس، والتي لقيت حتفها على يد متطرف يميني معارض للهجرة واللاجئين.


وفي مقابل متمردي المحافظين، توجد مجموعة من نواب العمال المتمردين على خط كوربن، والمؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، بقيادة النائب عن العمال ستيفن كينوك، والبالغ عددهم نحو 30 نائباً. 

وأشار كينوك، في تصريحات لصحيفة "ذا غارديان"، إلى أن مجموعته مستعدة للتصويت لصالح اتفاق "بريكست" الذي أبرمته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، حيث تراه مجموعته "السبيل الأمثل" للخروج من الاتحاد الأوروبي حالياً، ومشدداً معارضته للاستفتاء الثاني على "بريكست".


وكان كينوك قد حث كوربن سابقاً على دعم اتفاق ماي لـ"بريكست" أثناء المباحثات الثنائية بين العمال والمحافظين. 

ويعتقد حالياً أنّ هناك دعماً متزايداً لاتفاق ماي، وخاصة بين رافضي الاستفتاء الثاني. 

وتعتقد هذه المجموعة أيضاً أنه ورغم رفض جونسون المتكرر للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي ما لم تلغ خطة المساندة، فسيأتي وقت في الأشهر المقبلة عندما تطرح تسوية مبنية على اتفاق ماي لتيسير خروج منظم لبريطانيا من الاتحاد.