تحذيرات عسكرية إسرائيلية من تداعيات كورونا في غزة

تحذيرات عسكرية إسرائيلية من تداعيات كورونا في غزة

30 مارس 2020
محدودية قدرات الجهاز الصحي في القطاع (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
تبدي أوساط عسكرية في إسرائيل قلقا متزايدا إزاء تداعيات احتمال انتشار فيروس كورونا الجديد وتعبر عن مخاوفها من إمكانية أن تؤدي القيود التي فرضت على قطاع غزة في أعقاب ذلك إلى انفجار الأوضاع الأمنية واندلاع مواجهة شاملة في ظل ظروف بالغة التعقيد بالنسبة لإسرائيل.

وحسب عدد من المعلقين العسكريين، فإن قيادة جيش الاحتلال تمارس ضغوطا على حكومة بنيامين نتنياهو لتوخي الحذر وعدم التردد في السماح بوصول المساعدات إلى القطاع لمنع انتشار الوباء.

ويشير أمير بوحبوط، معلق الشؤون العسكرية في موقع "وللا"، إلى أن جيش الاحتلال لا يخشى فقط من تداعيات تفشي وباء كورونا، على اعتبار أن حالات الإصابة به المعلنة حتى الآن محدودة، بل يبدي قلقا من تداعيات فرض القيود على الأهالي في القطاع، وضمن ذلك منع الآلاف من العمل داخل إسرائيل، وتقييد حركة التجار، بما يساهم في مزيد من التدهور للأوضاع الاقتصادية المتهاوية أصلا.

وفي تحليل نشره الموقع، ذكر بوحبوط أن التقديرات التي قدمها الجيش لوزير الأمن نفتالي بينت، الأسبوع الماضي، حذرت من أن انشغال إسرائيل ودول المنطقة بمواجهة كورونا أسدل الستار على الجهود التي كانت تبذل للتوصل لاتفاق تهدئة طويل، مع كل ما كان يمكن أن يسفر عنه من تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وضمن ذلك السماح بدخول الأموال لتحسين البنى التحتية هناك.

وأشار إلى أن اقتراب شهر رمضان وتعاظم مستوى حاجيات الناس في القطاع قد يساهمان في دفع الأمور نحو التعقيد، مبرزا أن التقديرات الإسرائيلية تحذر من أن حماس يمكن أن تتجه للتصعيد خلال عيد "الفصح"، الذي سيحل بعد أسبوع، لإجبار إسرائيل على الوفاء بمتطلبات مواجهة كورونا في القطاع.

وأضاف أن ما يفاقم الأمور تعقيدا حقيقة أن قدرة إسرائيل على تلبية متطلبات مواجهة انتشار كورونا في القطاع محدودة بسبب النقص الحاد الذي تعانيه إسرائيل نفسها من المستلزمات، ولا سيما في عينات الفحص وأجهزة التنفس الصناعي وتجهيزات الوقاية للأطقم الطبية وغيرها. 

ولفت إلى أن محدودية قدرات الجهاز الصحي في القطاع تقلص من هامش المناورة لحركة حماس في حال انتشر الفيروس.

وأشار إلى أن ما يزيد الأمور تعقيدا حقيقة أن حركة حماس تبدي اهتماما كبيرا بأوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بحيث إن إصابة بعضهم بكورونا يمكن أن يمثل مسوغا بالنسبة لها للتصعيد، وضمن ذلك إطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي.

وحسب بوحبوط، فإن عوائل الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس يقلصون قدرة إسرائيل على الاستجابة لمطالب حماس، حيث إن هذه العوائل ترى أن تعاظم مظاهر الضائقة التي تعيشها حماس حاليا يمثل فرصة للضغط عليها لإجبارها على الإفراج عن أبنائهم.

 

وأكد أن إسرائيل في إطار محاولتها ردع حماس عن القيام بأي تصعيد عسكري أرسلت عبر المخابرات المصرية تحذيرات للحركة من أنها سترد على التصعيد بشكل غير متناسب.

من ناحيته، قال إليكس فيشمان، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن التقديرات التي اطلع عليها وزير الأمن أخيراً تؤكد أن الجبهة الجنوبية يمكن أن تكون مصدر التصعيد المقبل، وليس الجبهة الشمالية، وهو ما حذرت منه شعبة الاستخبارات العسكرية مطلع العام الجاري.

وفي تحليل نشرته الصحيفة، أضاف فيشمان: "الصورة التي رسمها قادة الجيش للمستوى السياسي تكاد تكون مروعة، فغزة في حال تفشى فيها كورونا ستنفجر في وجه إسرائيل بأبعاد لم نعرفها بعد؛ تتحدث السيناريوهات عن إمكانية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون لإجبار إسرائيل - والعالم بشكل عام - على تقديم الدعم الطبي واللوجستي لقطاع غزة الذي لن تتمكن بدونه حكومة حماس من التعامل مع كورونا أثناء انتشاره"، حسب تعبيره.

وأبرز أن هذا ما دفع قيادة جيش الاحتلال لمطالبة صناع القرار في إسرائيل بعمل الممكن وتقديم المعدات والبنية التحتية إلى قطاع غزة بقدر ما تستطيع، إلى جانب أن عليها الحرص على تخصيص كمية من المستلزمات التي تشتريها للقطاع.​