"أركيولوجيا بصرية": عدسات استعمارية

"أركيولوجيا بصرية": عدسات استعمارية

30 مارس 2018
(من المعرض)
+ الخط -
افتتح أمس معرض الفنانين البرتغالية فيليبا سيزار، والهاييتي لويس هندرسون، في غاليري "كيازما" في باريس، تحت عنوان "أركيولوجيا بصرية"، ويتواصل حتى 28 من نيسان/ أبريل.

بمناسبة هذا المعرض يقيم الغاليري "الملتقى التجريبي للصور والحركة"، الذي انطلق أمس ويتواصل طيلة اليوم، تحت عنوان "عدسات سوداء".

يربط الملتقى بين قراءات عدّة فنانين لأجناس بصرية مختلفة إن صح التعبير، حيث تجري مناقشة العروض الأدائية السمعية البصرية، بحضور فنانين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال.

الجلسات والنقاشات تستهدف الدخول إلى مساحة مفتوحة، لمشاركة ما توصّل إليه الفنانون الحاضرون حول الشكل وشروط الابتكار لمساحات آمنة ومفتوحة من الرموز والسرديات.

يحاول الملتقى أن يتتبّع من خلال التكنولوجيا البصرية ملامح وأشكال الحياة في بيئات معينة، وأشكال انتقال المعرفة فيها، مثل انتقال المعرفة من البشر إلى المحيط، ومن اللوغاريتمات إلى الواقع، ومن السطح إلى العمق، حيث يستكشف الفنانون مناطق الصراع الجديدة والخفية وكيف يمكن مخاطبتها بصرياً والاشتغال عليها.

بالنسبة إلى معرض سيزار وهندرسون، فيتضمّن فيلماً وتجهيزاً يستكشفان الكيفية التي تستخدم بها التقنيات البصرية المصمّمة للأغراض العسكرية والاستعمارية، بدءاً من عدسات "فريسنل" مروراً بأنظمة المسح ووصولاً إلى الأقمار الصناعية. ويتّبع العملان نهجاً نقدياً للأيديولوجيات الكامنة وراء هذه الأدوات التوجيهية والرقابية، ويستكشفان تمظهرات الكولونيالية من خلال العلاقة بين الضوء الساقط على نقطة ما، وهذه النقطة موضع المراقبة.

الفيلم عنوانه "حجر الشمس" ويتتبّع تاريخ عدسات "فريسنل" من مكان إنتاجها إلى عرضها في متحف يضم "أنظمة الرقابة والملاحة"، ويدرس أيضاً تنوّع السياقات الاجتماعية التي دخلت إليها، ويأخذ نماذج تاريخية مختلفة منذ بداية الاستعمار متنقلاً بين عدة مناطق على رأسها كوبا ما بعد الثورة.

أما التجهيز فيجمع 16 صورة تنطلق من اللحظة البدائية لوسائل الرقابة البصرية وصولاً إلى اليوم، كما يضم رسومات بيانية وخرائط بحرية وتخطيطات معمارية التقطت بهذه الوسائل إلى جانب مواد وثائقية وأرشيفية أُخذت من خلال كاميرات المراقبة والتجسّس تاريخياً.

يشارك في الملتقى عشرون فناناً من بينهم أرجونا نيومان، ودنيس فيريير دي سيلفا، وعائشة حميد، وروث ويلسون غلامور.

يذكر أن فيليبا سيزار فنانة معاصرة وصانعة أفلام مهتمّة بدراسة الصورة والحركة، وتلقّيهما في الفضاء العام، كما تشتغل على الجوانب الخيالية للبرامج التوثيقية، والجذور الاقتصادية والسياسة التي تتدخّل في إنتاج الصور، أما لويس هندرسون فتبحث أعماله في العلاقات بين الاستعمار والتكنولوجيا والرأسمالية والتاريخ.

المساهمون