"الشمس في يوم غائم": مقاومة السلطة من داخلها

"الشمس في يوم غائم": مقاومة السلطة من داخلها

06 يوليو 2018
مشهد من العرض
+ الخط -
انطلقت مؤخراً عروض مسرحية "الشمس في يوم غائم" على خشبة "المسرح البلدي" في رام الله، وقد اقتبسها مخرجها الفنان عماد مزعرو عن عمل الروائي السوري حنا مينة الذي يحمل العنوان نفسه، ومن المنتظر أن تقام عدة عروض لها داخل فلسطين.

موضوع العمل الأساسي هو الصراع بين الأجيال، والتمرد على المجتمع والطبقة، حيث تروي المسرحية قصة شاب متمرد على عائلته الأرستقراطية، يميل إلى الفن والرقص ويشعر أنه ينتمي أكثر إلى الطبقة العاملة، ما يقود إلى صدام بين العائلة والفرد ينتهي بالانتصار إلى الحرية والمقاومة لكن ذلك لن يتحقق دون تضحيات كبيرة.

العمل طرح للصراع الاجتماعي، الذي تجسّده بنى رسخها الظلم الطويل، والحرمان وتناقضاته، ويجسّد حواراً وصراعاً بين جيلين يمثلهما أب وابن؛ يدخل الاثنان في معركة من الرفض والتحدّي والتمرّد ثم مقاومة التمرّد ومحاولات قمعه.

يؤدي أدوار الشخصيات كل من أحمد بدوي، ووصال محمد، ونسرين حجو، ومحمد حمادة، وإسراء حجو.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها اقتباس الرواية، فقد جرى تقديمها سابقاً عبر السينما في فيلم سوري أنتج عام 1985 وكان من إخراج محمد شاهين. فالرواية ببنائها السردي وشخصياتها الدرامية تشجع على تحويلها إلى عمل درامي مسرحي أو سينمائي.

البطل الرئيسي (بدوي) فتى في الثامنة عشرة، متمرد وصعب الإرضاء، أما الحدث الذي تتحول معه أحداث الرواية ويظهر حقيقة الفتى فيبدأ حين يرقص رقصة الخنجر التي تعلمها عند الخياط، ببراعة أمام حشد كبير من الناس، لتجلب عليه الرقصة غضب الأسرة الأرستقراطية التي تعتبر ما قام به فعلاً مشيناً. تتوالى الأحداث ويكوّن الشاب والخياط الحكيم رباطاً من الصداقة يسعيان من خلالها إلى بث الوعي بين الناس لتغيير واقعهم إلى أن ينتهي العمل بقتل الخياط (حكيم الثورة).

الرواية المكتوبة عام 1973، كأنها تتحدث بلسان حال الواقع الراهن في بعض البلاد العربية، التي عاشت ثوراتها ومخاضاتها في سبيل تغيير واقعها السياسي والاجتماعي، إلى أن وصلت إلى اللحظة الدامية التي تعيشها اليوم.

دلالات

المساهمون