"بينالي المدينة": أسئلة عصر الجنون العمراني

"بينالي المدينة": أسئلة عصر الجنون العمراني

16 ديسمبر 2017
(زانغ شاو، الصين، الصورة من موقع البينالي)
+ الخط -

ينطلق اليوم "بينالي المدينة للتخطيط العمراني والعمارة" الدولي في مدينة شنزن، جنوب الصين، ويتواصل حتى 17 من آذار/ مارس 2018، تحت شعار "المدن تنمو بطرق مختلفة".

يتناول البينالي بشكل أساسي، التحوّل الدراماتيكي في التخطيط العمراني الذي شهده العالم في النصف الثاني من القرن العشرين ويتزايد باطراد في القرن الواحد والعشرين، ويحاول المشاركون فيه وضع تصوّر مستقبلي لهذا الجنون العمراني، لا سيما في ظل نمو هذه المدن في عصر ينادي بالتعايش والتعددية الثقافية، وأمام هذه الدعوات تتزايد الشعبويات والعنصريات والتعصّبات المختلفة.

من خلال دراسة حالة قرى إسكانية معيّنة في الصين، يستكشف البينالي التطوّر المستقبلي المتنامي لهذه الإسكانات العشوائية منها أو تلك القرى الحضرية المخطط لها والتي انتهت إلى نتائج سيئة، على مستوى الصين والعالم، فالدراسات تقول إن القرى الحضرية هذه نموذج للمزج بين التخطيط الرسمي والمقنن من فوق والنمو العفوي والعشوائي من القاع، وذلك لعدة أسباب اقتصادية واجتماعية على رأسها مقاومة التعددية الهوياتية، وأولى نتائجها تمركز 45% من سكان هذه القرى في 17% فقط من مساحتها.

البينالي من خلال دراسة حالة هذه القرى الحضرية، في الصين، إلى جانب دراسات أخرى من مدن العالم، التفكير في الكيفية التي يمكن للتخطيط العمراني من خلالها أن يعزز التعددية والتنوع على مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة، ويشكل درعاً لمقاومة مركزية الثقافة ويقترح حلولاً لإنجاح هذه المقاومة.

قيّم البينالي المعماري الصيني هو هانرو يلفت في مقابلة حول ثيمة التظاهرة، إلى أهمية مناقشة هذه القضية المعمارية والعمرانية بطريقة أكثر تنظيماً وأقل تنظيراً، فالعالم يواجه توسعاً عمرانياً متطرفاً، حيث النماذج المعتادة في مقاربة هذه القضية أصبحت غير مجدية اليوم.

يرى المعماري أن أخطر ما في هذه التوسعات أنها تمحو الماضي وتستبدل الأحياء التاريخية بمشاريع جديدة. وهذا يخلق مشاكل كثيرة بينما يخلف تحولات جذرية في البنية الاجتماعية والنسيج المجتمعي.

الأسئلة التي يطرحها "بينالي المدينة" تمس في جوهرها واقع العديد من المدن العربية اليوم، لا سيما العواصم منها، فهذه هي أسئلة القاهرة وبيروت والرباط وعمان والزرقاء الأردنية، وغيرها من المدن التي لم يعاد النظر في تخطيطها ولم تحافظ في كثير من الأحيان على أحيائها التاريخية أمام تغوّل رأس المال ومشاريع العمارة البزنسية من جهة، وزيادة عدد السكان من جهة أخرى، وتكاثر العشوائيات والأحياء غير الرسمية.

المساهمون