أهالي سيناء يخشون وصول كورونا إليهم

أهالي سيناء يخشون وصول كورونا إليهم

12 مارس 2020
تنشط السياحة في هذا الوقت (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
تتوقّع الأوساط الحكومية في شبه جزيرة سيناء وصول فيروس كورونا الجديد إلى أراضيها، بسبب السياحة التي عادة ما تنشط خلال هذا الموسم في المحافظة، تزامناً مع ضعف الإجراءات الوقائية المتبعة على بوابتي سيناء الغربية والشرقية. يضاف إلى ما سبق تسجيل الأراضي الفلسطينية المحتلة حالات إصابة بالفيروس، ما دفع إسرائيل إلى تعليق استقبال كل القادمين من مصر عبر معبر طابا الذي يفصل بين البلدين.

يقول مسؤول طبي في وزارة الصحة المصرية في سيناء لـ"العربي الجديد"، إنّ الحكومة المصرية تتوقع انتشار الفيروس في مناطق جنوب سيناء خلال الأيام المقبلة، في ظل تواجد السياح من شتى دول العالم، بما فيها إيطاليا والصين، وعدم وجود حظر حكومي على دخول أي مسافر إلى مصر من أي دولة، بما فيها إيطاليا والصين. كما لم يتوقف دخول السياح الإسرائيليين إلى سيناء طوال الفترة الماضية، ما يعني أن وصول الفيروس إلى مناطق سياحية جنوب سيناء بات أمراً محققاً، على الرغم من عدم اكتشاف أي حالة حتى هذه اللحظة. إلّا أن الطواقم الطبية في جنوب سيناء رفعت درجة الجهوزية والاستعداد لاستقبال أي حالة مصابة بالفيروس أو يشتبه بإصابتها، سواء من السياح أو المواطنين.

ويكشف المسؤول الحكومي أن وزارة الصحة قررت تحويل مستشفى طابا إلى نقطة عزل طبي للمصابين أو المشتبه بإصابتهم، على الرغم من ضعف إمكانيات المكان مقارنة بعدد السياح وحالة الاستنفار التي فرضت في المنطقة. ولا يضم المستشفى إلا 12 سريراً، وغرفة واحدة للعناية المركزة، فيما لا يملك المستشفى الأجهزة اللازمة للتعامل مع الحالات، أو مواد طبية كافية، ما يشير إلى أن الاهتمام الحكومي يبقى مجرد قرار وحبر على ورق.



وبالتالي، يصبح مئات السياح، وكذلك المصريون الذين اختلطوا بالسياح في المراكز التجارية والترفيهية، عرضة للإصابة بالفيروس في حال عدم تدارك الموقف من قبل الحكومة، ومد المستشفى بالمزيد من الإمكانيات اللازمة لمواجهة الفيروس، ووقف استقبال السياح القادمين من الدول التي تفشى فيها الفيروس، وإجراء الفحوصات للقادمين من بقية الدول بشكل احترازي، في حين أن القرار الأنجع يتمثل في وقف استقبال السياح حتى إشعار آخر.

وكانت سلطة المعابر والحدود الإسرائيلية قد أعلنت الأحد الماضي إغلاق المعبر البري الوحيد مع مصر حتى إشعار آخر خشية انتقال فيروس كورونا من مصر إلى السياح الإسرائيليين. وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن شركات السياحة الإسرائيلية تلقت بلاغاً رسمياً بنية الحكومة في تل أبيب إغلاق معبر طابا البري بدءاً من الساعة الخامسة من مساء الأحد الماضي وحتى إشعار آخر، في الوقت الذي سجلت فيه إسرائيل عشرات الإصابات بالفيروس خلال الأيام القليلة الماضية، عدا عن الأشخاص في الحجر الصحي، ما يشير إلى احتمال ارتفاع عدد المصابين. إلا أن السلطات المصرية لم تتخذ أي إجراءات إضافية عند معبر طابا قبل إغلاقه من قبل الجانب الإسرائيلي.

أما في شمال سيناء، فتقل احتمالات الإصابة بالفيروس لعدم وصول السياح إلى هذه المناطق. إلا أن الفرصة تبقى قائمة في ظل عمل عدد من أبنائها في مناطق فيها اختلاط بالسياح في جنوب سيناء، وفي ظل غياب الإجراءات المتبعة في التعامل مع العابرين إلى سيناء سواء من جهة معبر رفح البري المؤدي إلى قطاع غزة أو من جهة قناة السويس، في حين أن وزارة الصحة أعلنت عن إنشاء نقاط فحص للمسافرين عبر معبري رفح وطابا.



وفي هذا الإطار، يقول أحد سكان محافظة جنوب سيناء لـ"العربي الجديد": "لم نشعر بأي تغير في الإجراءات المتبعة عند مداخل ومخارج المحافظة خلال الفترة الأخيرة التي جرى فيها الإعلان عن انتشار فيروس كورونا. كما أن السياح الأجانب في إمكانهم صعود كل أشكال المواصلات التي يستخدمها المصريون سواء في الحركة الداخلية في المحافظة أو بقية المحافظات إلى جنوب سيناء والعكس. وتقمع قوات الأمن أي سائق يرفض ركوب السياح الأجانب في وسائل المواصلات، من دون أي فحص أو متابعة من الجهات الصحية المختصة في المحافظة. يضيف أن المواطنين يشعرون بالقلق في الآونة الأخيرة، نتيجة التحرك الطبيعي للسياح في المحافظة من دون أي اهتمام بحالتهم الصحية، نظراً إلى قلة الكوادر الطبية في المحافظة، وضعف إمكانيات مستشفى طابا، ما يستدعي اهتماماً عاجلاً من قبل وزارة الصحة وفي أقرب وقت ممكن للسيطرة على الوضع واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة للتعامل مع الأزمة، وحماية سكان المحافظة من انتشار الفيروس خلال المرحلة المقبلة.