تونس: دعوات لكسر حاجز الصمت للحدّ من عنف النساء

تونس: دعوات لكسر حاجز الصمت للحدّ من عنف النساء

25 نوفمبر 2016
النساء يخترن الصمت على العنف (العربي الجديد)
+ الخط -
أكدت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، راضية الجربي، أن نسبة النساء المعنّفات في تونس وصلت إلى 50.4 بالمائة بحسب إحصائيات 2016 الصادرة عن وزارة المرأة، وأن النسبة تصل في بعض المحافظات التونسية إلى نحو 70 بالمائة، خاصة أن أغلب أشكال العنف اللفظي والمادي والجنسي والاقتصادي تسلّط على النساء.

وأوضحت لـ"العربي الجديد" أن نسبة مهمّة من النساء لا يبلّغن عن العنف ولا يتقدمن بشكاوى، كما أنّ ذوات المستوى العلمي والاجتماعي المرموق هن اللاتي يتحدثن عادة عن العنف اللفظي، في حين أن نسبة كبيرة من النساء يخترن الصمت، مبينة أنّ بعض الرجال ممن يتوفرون على مستوى علمي لا يجرؤون على تعنيف نسائهم مادياً بل فقط معنوياً.

 وأفادت من خلال تجربتها بالاتحاد الذي يستقبل يومياً العديد من النساء المعنفات، ويخصص لهن مراكز للإيواء وأخرى للإنصات، بأن من بين المعنّفات لفظيا نساء أزواجهن حاليا في مناصب مرموقة وأحزاب سياسية معروفة، وبعض هؤلاء الرجال في منابر تلفزيونية ويتبجّحون بالديمقراطية، كما أن إحدى النساء المعنفات معنوياً وصلت إلى العلاج بمستشفى الأمراض العصبية (الرازي) جراء العنف اللفظي والكلام الجارح والحطّ من المعنويات الذي كان يوجّهه الزوج لها.

وقالت الجربي إنّ الاتحاد سيقوم بحملة وطنية في كامل المحافظات التونسية طيلة 10 أيام، بدءا من اليوم الجمعة، تاريخ إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف المسلط على النساء إلى غاية يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول القادم، تاريخ الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، مبينة أن هذا النضال هو جزء من تكريس حقوق الإنسان.


وأوضحت أن الاتحاد سيقدم، الثلاثاء القادم، شهادات تحت شعار "ماعادش نسكت".. أي "لن أسكت" تضم تجارب نساء معنّفات، من بينها شهادات صادمة تكشف بشاعة العنف الذي يسلط على النساء، والذي يصل الى بتر بعض الأعضاء، إذ قام الزوج بقطع أذن زوجته، وطالما لا يتم إيقاف العنف ووضع حد له في الوقت المناسب فإنه يصل إلى أشكال مرعبة.

وبيّنت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة، أنّ من بين الحالات التي وصلتهم حالات حرق وتعذيب واحتجاز بالقوة، وأن الحالات لم تعد تقتصر على الزوجة وزوجها، بل تشمل حتى الخطيب لمجرد الارتباط المعنوي، وأم الزوج (الحماة) وشقيق الزوج، فالعنف المسلط على المرأة قد يأتي من عدة جهات.

وكشفت عن أن من بين الحالات التي وصلتهم حكاية طالبة تبلغ من العمر 23 عاماً، من محافظة القيروان، وهي أم لرضيع قيّدها زوجها بسلسلة لمدة 4 أيام وأغلق الباب وتمكنت من الهروب بصعوبة بعد أن عنفها وضربها.

 وأفادت أنّ هذا الطالبة عاشت قصة حب مع هذا الشاب وتزوجته رغم معارضة عائلتها، ومع ذلك أصبح يعنفها بعد الزواج، وتذكرت الجربي حالة أم لـ 4 أطفال من محافظة سليانة، تعمل في المجال الفلاحي، شوهها زوجها في وجهها وعمد إلى حرق جسدها مسببا لها عدة أضرار، والسبب أنها أضاعت راتبها البالغ 160 ديناراً (80 دولارا) والذي تعود الاستيلاء عليه. 

وأشارت إلى أن من بين أسباب لجوء البعض إلى العنف، هو شعور بعض الرجال بـ "السيادة" ونظرتهم الدونية إلى المرأة، وما يشجع هؤلاء هو صمت النساء، إضافة إلى التشريعات القانونية التي ساعدت على الإفلات من العقاب، مبينة أن غياب الباحثين المختصين وضعف الإحاطة بالنساء المعنفات وسقوط التتبع الجزائي وراء تفاقم الظاهرة.

و حسب آخر الإحصائيات، فإن 47.6 بالمائة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة تعرضن ولو مرة في حياتهن للعنف، والعنف المادي والجسدي هو الأكثر شيوعا بنسبة 31.7 بالمائة، يليه العنف المعنوي بنسبة 28.9 بالمائة ثم العنف الجنسي بنسبة  15.7 بالمائة، وأخيرا العنف الاقتصادي بنسبة 7.1 بالمائة، و تتعرض 53.5 بالمائة من النساء لأحد أشكال العنف بجميع أنواعه الجنسي والنفسي والجسدي.

 

 

 

دلالات

المساهمون