"صلاة الفجر العظيم" تمتد إلى مساجد جديدة بالضفة الغربية

"صلاة الفجر العظيم" تمتد إلى مساجد جديدة بالضفة الغربية

14 فبراير 2020
احتشد الآلاف في مدن عدة بالضفة (عن فيسبوك)
+ الخط -
في أسبوعها الرابع، شهدت "صلاة الفجر العظيم" انتشاراً كبيراً في أماكن إقامتها في عدد من مدن الضفة الغربية، في فلسطين المحتلة، لتنضم مساجد في طولكرم وجنين ونابلس للمبادرة التي لاقت استجابة واسعة، بالإضافة إلى الصلاة في المسجد الأقصى في القدس، والحرم الإبراهيمي في الخليل. وقد أمّ آلاف المصلين تلك المساجد، وسط تفاعل واضح على منصات التواصل الاجتماعي.

منذ أكثر من شهر، تشهد مساجد في الضفة الغربية، إقبالاً على صلاة الفجر كلّ يوم جمعة، استجابة لدعوات أطلقها ناشطون لمبادرة "صلاة الفجر العظيم" من أجل إعمار المساجد بالمصلين ومناصرة المسجدين الأقصى والإبراهيمي اللذين يتعرضان لاعتداءات من الاحتلال.

وسبق هذه المبادرة، مبادرةٌ في الأقصى والإبراهيمي لإعمار المسجدين بالمصلين. ولم تعد المبادرة تقتصر على مسجد واحد في المدينة نفسها، بل انضمت مساجد أخرى، كما جرى في نابلس، شمالي الضفة الغربية، تحديداً، إذ أدى نحو خمسة آلاف مصلٍّ، صلاة الفجر في مسجد النصر بالبلدة القديمة من نابلس، وهو العدد الأكبر منذ انطلاق الحملة، فلم تتسع أروقة المسجد الضخم، إذ صلى الناس في الساحة الخارجية التابعة له، وفي الأزقة القريبة. وبعد الصلاة، تبرعت شركات ومواطنون بتقديم الحلويات، تحديداً الكنافة النابلسية، والتمور، والمياه المعدنية للمشاركين.



وامتلأ مسجد عباد الرحمن، في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرقي نابلس، وهو أكبر مساجد المخيم، بالمصلين بالكامل. ومن هناك، يقول الناشط محمد أبو رزق، أحد القائمين على حملة "صلاة الفجر العظيم" في المخيم لـ"العربي الجديد": "التفاعل مع أبناء المخيم والمناطق المحيطة في كان رائعاً، إذ أمّ الصلاة الآلاف تضامناً مع ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي في الخليل، من مضايقات من الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين" مؤكداً: "هذه سنّة طيبة، سنواصل في الأسابيع المقبلة، وسنشجع الكلّ بالانضمام إلينا".

في المسجد الجديد في مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، شارك مئات بأداء صلاة الفجر العظيم، لأول مرة، بعدما انطلقت الدعوات للمشاركة فيها حديثاً، إذ يوضح الشيخ إياد ناصر لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه الأعداد الغفيرة التي لبت الدعوة تؤكد على الحب الكبير الذي يكتنز في قلوب الفلسطينيين لمسجدهم الأسير - الأقصى المبارك- وكذلك رفضاً لما يتعرض له المسجد الإبراهيمي من اعتداءات من الاحتلال والمستوطنين". يتابع: "لو أتيحت الفرصة، فإنّ مئات الآلاف من كلّ الضفة الغربية سيذهبون للصلاة فيها وإن مشياً".


وفي مساجد عدة في جنين، شمالي الضفة، أقيمت صلاة الفجر، استجابة للحملة، خصوصاً في مسجد جنين الكبير بمدينة جنين، إذ يقول وزير الأسرى الأسبق، وصفي قبها، وهو من مدينة جنين لـ"العربي الجديد: "لم أتمالك نفسي من البكاء وغلبتني الدموع وأنا أرى الشيب والشبان يقصدون مسجد جنين الكبير لأداء صلاة الفجر تلبية لدعوة الفجر العظيم". يتابع: "هذه الهمة العالية أكبر دليل على تشوق الفلسطينيين للحرية، واستعدادهم الدائم للدفاع عن المقدسات، هذه رسالة واحدة نرسلها للقيادة الفلسطينية أنّ الشعب حيّ، ومستعد للتضحية بكلّ شيء في سبيل العيش بحرية وكرامة".


من جهته، يقول الصحافي محمود محمود لـ"العربي الجديد": "منصات التواصل الاجتماعي تتلقف كلّ ما ينشر من صور ومقاطع فيديو عن الفجر العظيم" مشيراً إلى أنّه أنتج الأسبوع الماضي مقطع فيديو قصيراً عن صلاة الفجر في مسجد النصر في نابلس، فاقت مشاهدته نحو ثلاثمائة ألف مشاهدة في أول يوم من بثه. يضيف: "حتى أنّ صفحات يشرف عليها فلسطينيون مغتربون في العديد من الدول العربية وأوروبا وأميركا طلبوا نشر الفيديو، وبعثوا بتعليقات عن شوقهم للانضمام إلينا في صلوات الفجر العظيم بمساجد الضفة".