بلدة بيت كاحل الفلسطينية تعود للمواجهة مع الاحتلال

بلدة بيت كاحل الفلسطينية تعود للمواجهة مع الاحتلال

15 اغسطس 2019
فتح الاحتلال الإسرائيلي مجددا خط المواجهة مع الأهالي (تويتر)
+ الخط -
في بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، اعتلى الأهالي ليل الأربعاء الخميس، أسطح منازل المتهمين بتنفيذ عملية "عتصيون" التي قتل فيها الجندي دفير سوريك قبل ثمانية أيام، فقد فتح الاحتلال الإسرائيلي مجددا خط المواجهة مع أهالي البلدة، الذين تجمعوا فوق المنازل منعا لهدمها، بعدما أخذ الاحتلال قياساتها قبل أيام.

وفجر اليوم الخميس، اقتحمت عشر آليات عسكرية للاحتلال بلدة بيت كاحل في ساعات مبكرة من الفجر، وعلى إثرها اندلعت مواجهات وصفها رئيس بلدية بيت كاحل يوسف العصافرة في حديث لـ"العربي الجديد" بأنها عنيفة، فيما احتشد أهالي بلدة بيت كاحل في أعلى الشقق السكنية الأربع الواقعة وسط البلدة، والتي تعود لعائلة الشقيقين المعتقلين نصير وعكرمة العصافرة المتهمين بتنفيذ عملية قتل الجندي الإسرائيلي قرب "عتصيون"، وذلك تخوفاً من تنفيذ عملية هدم على يد قوات الاحتلال، إذ يسكن فيها 3 أشقاء متزوجين والأم والأب والمعتقل نصير وهو أعزب.

يقول العصافرة لـ"العربي الجديد": "لم ينم أحد الليلة الماضية في بيت كاحل، الجنود أطلقوا قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية صوب المواطنين ومنازلهم بكثافة، ورد الشبان بالتكبير وإشعال الإطارات والرشق بالحجارة، وأصيب على إثر ذلك بالاختناق 13 مواطناً عولج أغلبهم ميدانياً، لكن إصابة المسن ابراهيم العطاونة بالاختناق استدعت نقله لأحد المشافي، وقد انسحب جيش الاحتلال الساعة الرابعة والنصف فجراً".

أشقاء المعتقل قاسم العصافرة فرغوا منزله من الأثاث والمحتويات الثمينة، ونقلوها إلى منازلهم المجاورة ظناً منهم أنها ستكون في مأمن، لكن الاحتلال حطّم منزلهم والأثاث المنقول إليه الليلة الماضية، أثناء اقتحامه بيت كاحل، بحسب ما يفيد به خليل العصافرة، وهو الأخ الأكبر للمعتقل قاسم.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت فجر السبت الماضي، وقبل يوم من عيد الأضحى، أربعة شبان من بلدة بيت كاحل، وهم: قاسم العصافرة (33 عاما) وزوجته إيناس (26 عاما) وأبناء عمه الشقيقين نصير (24 عاما) وعكرمة العصافرة (28 عاما)، وصادرت مركبة أحد المعتقلين، وعقبها اتهمت اثنين منهما بتنفيذ العملية، لتعاود بعد ثلاثة أيام وتأخذ قياسات منزليهما تمهيدا لهدمهما.

يقول خليل العصافرة لـ"العربي الجديد": "إن العائلة لا تعرف لماذا تشتبه سلطات الاحتلال بأخي وزوجته وأبناء عمي لتنفيذ عملية قتل الجندي، فهم يعملون في البناء في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وليس لهم نشاط يُشير لقيامهم بالعملية، ولا يوجد سبب مقنع لاعتقالهم واتهامهم، وحتى اللحظة لم يتمكنوا من معرفة حيثيات القضية عدا أنهم معتقلون في سجن عسقلان، وتم رفض طلب زيارة للعائلتين من قبل الاحتلال، ولم يتمكن المحامي أيضاً من مقابلتهم".

تعّرض المعتقلون الأربعة لتحقيقٍ قاسٍ في منازلهم أثناء الاعتقال لمدة ساعتين، حيث يقول خليل العصافرة: "احتجزوا أخي قاسم وأولاد عمي في إحدى غرف منزل عمي صالح والد نصير وعكرمة، وأبقوا زوجة أخي إيناس خارجاً، وقاموا بضربهم وضربنا بشكل مبرح، وقد نُقل في حينها شقيقي وليد وأحمد للمشفى على إثر ذلك".

المعتقلون الأربعة: قاسم لديه طفلان وقد تلقى دراسته حتى الثانوية العامة وزوجته إيناس حاصلة على شهادة جامعية في اللغة العربية، وعكرمة رُزق بطفل حديثاً وقد تعلم حتى الثانوية العامة، ونصير تخرج من جامعته بشهادة اللغة العربية منذ عامين، بحسب رئيس المجلس البلدي يوسف العصافرة، الذي يؤكد أن التفاف أهالي بلدة بيت كاحل حول عائلاتهم لمنع الهدم أمس الأربعاء، خير دليل على محبة الناس لهم، وقد تفاجأ سكان البلدة بخبر اعتقالهم واتهامهم بتنفيذ عملية خطف وقتل الجندي الإسرائيلي.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قاسم العصافرة وزوجته إيناس، وابني عمه نصير وعكرمة عصافرة فجر السبت الماضي، بعد يومين من إعلان قوات الاحتلال عن العثور على جثة جندي إسرائيلي فجر الخميس الماضي، قرب التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" المقام بين محافظتي الخليل وبيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لتعلن بعد يومين فقط أن قاسم ونصير متهمان بتنفيذ عملية قتل الجندي، وبعدها بيوم دهمت منزليهما وفتشتهما وأخذت قياساتهما تمهيدا لهدمهما لكنها لم تخبر عائلتيهما بذلك.


وعقب الإعلان عن مقتل الجندي الإسرائيلي كثفت قوات الاحتلال عمليات الدهم والتفتيش للعديد من المنازل والمحال التجارية واستولت على كاميرات مراقبة، ومشطت أراضي زراعية في عدة مناطق من الخليل وبيت لحم، فيما اعتقلت شابا من بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم وصادرت مركبته، لكنها أفرجت عنه، بعد يوم على اعتقاله، إلى أن اعتقلت الشبان الأربعة من عائلة عصافرة، بينما شهدت عدة مناطق في الضفة الغربية اعتداءات للمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومركباتهم، وكثفت قوات الاحتلال تواجدها العسكري خاصة في مناطق الخليل وبيت لحم.