"باينانس" تُعيد طفرة استثمار العملات الرقمية إلى الواجهة

"باينانس" تُعيد طفرة استثمار العملات الرقمية إلى الواجهة

15 مارس 2019
خسائر كبيرة أصابت المتداولين بالعملات الرقمية سابقاً (Getty)
+ الخط -
بدا في الأشهر الأخيرة أن طفرة العملات الرقمية قد خبَت، لكن الصعود القوي لعملة "باينانس" Binance التي ضاعفت قيمتها 3 مرات خلال 3 أشهر، بدأ يقنع المستثمرين بالعكس، إلى أن احتلت هذه العملة صدارة البورصات المشفّرة من حيث أحجام التداول.

هذه العملة هي، بحسب شبكة "بلومبيرغ" الأميركية، واحدة من أهم العملات الرقمية وتتخذ بورصتها جزيرة مالطا الأوروبية مقراً، حيث زادت قيمتها أكثر من 3 أضعاف في الأشهر الثلاثة الماضية إلى نحو 15 دولاراً الآن.

وتأتي هذه الطفرة في ظل تغيّر طرأ قبل مدة على سوق الأصول الرقمية في أعقاب انهيار شهده العام الماضي بهبوط أسعار العديد من العملات المنافسة أكثر من 90%.

والأداء المتفوّق لهذه العملة كان سبباً في الصعود المذهل لرجل الأعمال تشاو تشانغبينغ، الذي شارك في تأسيس بورصة هذه العملة إبّان طفرة التشفير عام 2017، وخاض مشادّات مع السلطات في اليابان وهونغ كونغ، قبل أن ينتقل في نهاية المطاف إلى الجزيرة الأوروبية.

تشاو تشانغبينغ (بلومبيرغ)

والعملة المشهورة أيضاً باسم BNB يستخدمها حاملوها لدفع الرسوم التي تفرضها البورصة على التداول، وربما تكون في طريقها لتصبح وسيلة تبادل مفضلة لمصدّري العروض النقدية الأولية، بما يسمح للشركات الناشئة بجمع الأموال من خلال إدراجها في واحدة من أكثر البورصات المشفرة سيولة مع حجم تداول يناهز المليار دولار يومياً.

أما أكثر ما جعل "باينانس" جذابة فكان لجوء الشركة إلى ربط أداء بورصتها بكمية الرموز المتداولة.

وبعد إصدار 200 مليون وحدة من هذه العملة في يوليو/ تموز 2017، تعتزم الشركة إنفاق 20% من أرباحها كل 3 أشهر لإعادة شراء وتدمير عملات "باينانس"، في إجراء قد يستمر لمدة 10 سنوات مقبلة، حسبما قال تشاو، الذي أوضح أنه تم تخصيص نحو 50% من العملات لموظفي الشركة والمستثمرين فيها.

تشاو قال: "نحن في القارب ذاته. لا نريد أن ينخفض ​​السعر وأن يتأثر سلباً. فنحن متحالفون جداً مع مستثمرينا".

وعملية إعادة الشراء المشابهة لما تفعله العديد من الشركات العامة بأسهمها، تثير قلقاً منذ فترة طويلة حيال سوق العملات المشفرة منذ نحو 10 سنوات، وتحديداً حيال ما إذا كانت هذه العملات هي في الواقع أوراقاً مالية. وإذا كانت كذلك، فمن المحتمل أن توضع الرموز، مثل "باينانس" وتبادلها، ضمن الاختصاص القضائي للهيئات المنظمة المحلية، والتي سعى العديد من أعضاء مجتمع التشفير إلى تجنّبها.
بهذا الشأن، يقول تشاو: "شخصياً، لا أعتقد أنها أوراق مالية"، مضيفاً: "لا أعتقد أن هناك أي لائحة تنظيمية تمنعك من تدمير أصول تملكها أنت بنفسك. وفي أسوأ الحالات، يمكننا إيقاف عملية الحرق".

وتقوم الشركة حالياً بتطوير سلسلة "بلوكتشاين" لنقل وتداول الأصول الرقمية التي يتوقع تشاو إطلاقها في غضون شهرين إلى 5 أشهر، على أن توفر الشبكة التي يُطلق عليها اسم "باينانس تشاين" Binance Chain، للمتداولين، إمكانية الوصول إلى بورصة لامركزية معاملاتها تلقائية، بما يلغي الحاجة إلى قيام طرف ثالث بالاحتفاظ بالأموال وتداولها.

وفقاً تشاو، حصدت "باينانس" نحو 400 مليون دولار العام الماضي، وهي تتوقع للعام الجاري أرباحاً بالقيمة ذاتها أو أكثر قليلاً، وهي قيمة تحصل عليها بالعملة المشفرة، علماً أن الشركة لا تصدر نتائج مالية مدققة.

يُشار إلى أن عملة "بيتكوين" التي تُعد الرائدة في سوق العملات الرقمية كانت قد خسرت من قيمتها نحو 80% سنة 2018.

دلالات

المساهمون