الكويتيون يستبدلون "بيتكوين" بـ"ليبرا"

الكويتيون يستبدلون "بيتكوين" بـ"ليبرا"

07 يوليو 2019
العملة الرقمية الجديدة ستطرح في النصف الأول من 2020(Getty)
+ الخط -
دخل الكويتيون على خط العملة الجديدة ليبرا، التي كشفت عنها شركة فيسبوك وتعتزم طرحها في النصف الأول من عام 2020، حيث كشف تقرير صادر عن شركة الأبحاث الدولية "كافيو"، التي تتخذ من الكويت مقراً لها، أن هناك كويتيين طلبوا التداول في العملة الجديدة، ويستعدون لضخ استثمارات بها تبلغ قيمتها 3.5 ملايين دولار عند طرحها. 

ويظهر التقرير، أن هناك أكثر من 5 آلاف كويتي ممن يتداولون في عملة البيتكوين سحبوا استثماراتهم منها، ويستعدون لشراء العملة الجديدة لبيرا بمجرد الإعلان عنها وطرحها بشكل رسمي مطلع العام المقبل، أملاً في تحقيق ربح في أولى عمليات الطرح، مثلما حدث في البيتكوين عند طرحها.

ويشير إلى أن المستثمرين الكويتيين في العملات الرقمية سيلجؤون إلى العملة الجديدة "ليبرا" كونها تتمتع بغطاء مالي وترتبط بسلة عملات على رأسها الدولار واليورو، وهو ما يعني أن هذه العملة ستكون أكثر تماسكاً من البيتكوين، ولن تكون الاستثمارات فيها معرّضة للخسائر والأزمات التي مرت على عملة البيتكوين خلال العام الماضي. وستدار العملة الرقمية الجديدة ليبرا من قبل مؤسسة غير ربحية أنشأتها فيسبوك تحت مسمى Libra Association وسيكون مقرها في جنيف.

ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت، نواف الصانع، لـ "العربي الجديد"، إن العملات الرقمية تعتبر سلاحاً ذا حدين، فهي من جهة تحقق مكاسب ونتائج مذهلة للمستثمرين الباحثين عن أرباح سريعة، ومن جهة أخرى فإن تلك العملات تعتبر أداة استثمارية محفوفة بالمخاطر.

ويضيف الصانع أن العملات الافتراضية المشفرة لا يقوم بإصدارها أي بنك مركزي، أو أي سلطة إصدار مركزية رسمية يمكن الرجوع إليها في الوقت المناسب، كما أن تلك العملات ليست لها أصول مادية ملموسة ومعروفة، ولا تخضع لإشراف أي جهة رقابية على مستوى العالم، وبالتالي ليس لديها أي نوع من أنواع الضمان والدعم الحكومي الذي تتمتع به العملات الرسمية.

بدوره، يشرح الخبير الاقتصادي بدر العتيبي، لـ "العربي الجديد"، أن إطلاق عملة ليبرا الجديدة سيعتمد على الشعبية الكبيرة التي حصل عليها فيسبوك، لافتا إلى أن لدى فيسبوك 2.5 مليار مستخدم يوفرون قاعدة أساسية لهذه العملة المدعومة، حيث سيتم إنشاء محفظة رقمية باسم المستخدمين من حفظ وتداول العملة الجديدة باستخدام تطبيقات الواتساب والماسنجر. كما ستتيح ليبرا لمستخدمي فيسبوك الذين لا يملكون حسابات بنكية إجراء التحويلات والمعاملات المالية للمرة الأولى.

ويشير إلى أن العملات الرقمية تمثل تطوراً كبيراً في عالم العملات والنقد بشكل عام، ولكنها ستظل تحمل مخاطر عالية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني، وذلك من خلال مجموعة من الأمور. ويلفت إلى أنه "على الجانب الاقتصادي، نرى أن العملات الرقمية الحالية تعاني من التذبذب الكبير، وهو ما كبّد الكثير من المتعاملين بها الخسائر، كما أنه لا يوجد ضمان لهذه العملة من قبل البنوك المركزية".

وفيما يتعلق بالمخاطر الأمنية، يقول العتيبي إن العملات الرقمية تعمل بمنأى عن أعين الرقابة الرسمية في دول العالم، حيث تعتبر وسيلة لوصول وتحويل الأموال من دون محاسبة أو مراقبة، كما أن مثل هذه الأداة يمكن أن تكون الخيار الأمثل لغسيل الأموال وتمويل العمليات المشبوهة حول العالم.

ومن جانبه، يتحدث مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية، مروان سلامة، مع "العربي الجديد"، قائلاً إن المؤسسات المتطورة تحاول حاليا إطلاق عملات جديدة تتواكب مع المستجدات المتلاحقة الحادثة في العالم، مشيرا إلى ضرورة التريث في الحكم على العملات الجديدة إلى أن تثبت وجودها في السوق.

ويتوقع سلامة أن تشهد ليبرا نموا كبيرا في الفترة المقبلة، نتيجة دعمها من قبل إحدى وسائل الدفع التي يستخدمها العديد من الشركات الكبرى في مجال التسويق الإلكتروني، وأبرزها "ماستر كارد"، و"فيزا"، مشيرا إلى أن العملات الورقية قد تتبخر في الـ 50 عاما المقبلة في ظل تكلفتها المرتفعة مقارنة مع العملات الرقمية.

وحول مدى إقبال الجمهور عليها، يقول سلامة إن وجود شركات عملاقة ضمن الأعضاء المؤسسين لهذه العملة مثل فيسبوك وأوبر وفودافون وبوكينغ، قد يعطي العملة ارتياحاً لدى الأفراد ويجعلهم يقبلون على استخدامها، ما يزيد من فرص نجاح تلك العملة. وفيما يخص مستقبل العملات الرقمية بشكل عام، يقول سلامة إن المشكلة الأساسية التي تحيط بها تعزى إلى عدم وجود تقييمات ثابتة لها.