5 عيوب تحد من انتشار السيارات الكهربائية

25 اغسطس 2019
كلفة السير على الطرق لا تزال باهظة الثمن(العربي الجديد)
+ الخط -
 

رغم الخطوات المتسارعة التي تقوم بها الشركات العالمية، نحو الدفع بالمزيد من السيارات الكهربائية على الطرق، إلا أن 5 عيوب مؤثرة تقلق المشترين، ما يحول دون انتشار هذه النوعية من المركبات في الأمد القريب، لا سيما في الدول العربية، التي يتوقع أن تظل السيارات التقليدية الأكثر حضوراً فيها بلا منازع.

فقد أشارت تقارير متخصصة إلى أن طبيعة الطقس تؤثر حتماً على فاعلية السيارات الكهربائية، ليضاف هذا العامل إلى عيوب أخرى رئيسية لا تغيب عن الكثير من الراغبين في شراء المركبات، على رأسها قلة نقاط شحن البطارية، وإصلاح الأعطال، والقيمة المرتفعة للسيارة، وعدم القدرة على قطع المسافات في المناطق الوعرة. 

البرد يكبح السير

ووفق نادي السيارات الأوروبي، فإنه يجب توقع تغيرات في مدى سير السيارة الكهربائية خلال فصل الشتاء، حيث تقل قدرة البطارية خلال الأوقات الباردة.

وأشار النادي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية، الأسبوع الماضي، إلى أن استهلاك السيارة من التيار يزيد في الأوقات الباردة، بفعل الاعتماد على الوظائف الإضافية مثل التدفئة، لافتا إلى أن وظيفة التدفئة تعمل على فقدان ثلث مدى السير المتوقع من السيارة.


وكثيراً ما تعمل الشركات المنتجة على إبراز مميزات السيارات الكهربائية، بينما تتجنب في المقابل إحاطة العملاء المستهدفين بالعيوب المحتملة وكيفية مواجهتها أو تجنبها، وفق محللين في قطاع السيارات. 

معضلة الشحن

ويأتي الطقس البارد، كعامل مؤثر في شراء السيارات الكهربائية، إلى جانب شحن هذه النوعية من المركبات.
وأشارت رابطة السيارات الألمانية في دراسة نشرتها في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري، إلى أن ألمانيا تواجه عقبات كبيرة لتحقيق هدفها المتعلق بتعزيز الإقبال على امتلاك سيارات كهربائية، خاصة أن الأغلبية لا يمكنهم شحن مثل هذه المركبات في المنازل.

ووفقا للرابطة، فإن ثلثي الألمان يعيشون في شقق سكنية ولديهم فرص ضئيلة لشحن مثل هذه السيارات في المنزل، وأنه حتى إذا ما كان هناك مرآب تحت الأرض للسيارات، فإن 96 في المائة فقط منها ليست مزودة بمقبس كهرباء واحد.

وأظهرت الدراسة أن رُبع الشركات التي تم إجراء مقابلات مع مسؤوليها تدرس توفير حلول للشحن خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ووفقا للمكتب الفيدرالي للسيارات، فإنه من بين 47.1 مليون سيارة في ألمانيا، فإن مائتي ألف منها فقط سيارات كهربائية أو هجين.

ورغم اهتمام الدول الأوروبية والولايات المتحدة بالبنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية على الطرق، فإن هذا الإجراء ضعيف إلى حد كبير في الكثير من البلدان النامية، ما يحد من انتشار هذه السيارات. 

إصلاح الأعطال

بالإضافة إلى العاملين السابقين، فإن ثمة عامل ثالث ينظر إليه على أنه أحد أبرز العيوب التي تحول دون انتشار السيارات الكهربائية، ويتعلق بالقدرة على إصلاح المركبة.

فقد أشارت تقارير متخصصة إلى أنه لن يكون بمقدور الأشخاص إصلاح المركبة حال تعرضها لعطل على الطرق مثلما يحدث في الكثير من الأحيان مع السيارات التقليدية.

قطع الطرق الوعرة

كما أن الذهاب إلى المناطق النائية والوعرة لن يكون متاحاً، لعدم قدرة السيارات الكهربائية على قطع المسافات في مثل هذه المناطق، ما يدفع الكثيرين للتفكير جديا في ترتيب أولويات الشراء، لا سيما أن الدراسات التي أجرتها العديد من شركات السيارات العالمية تظهر ميل أغلب العملاء المحتملين إلى السيارات ذات الدفع الرباعي والرياضية.

ثمن ضائع

لا تزال قيمة السيارات الكهربائية مرتفعة، بينما تتعرض هذه القيمة لخسائر كبيرة لدى إعادة البيع. وأظهر تقرير لمؤسسة "كاب" لتقدير القيمة، أن أسعار السيارات الكهربائية تتراجع كثيراً بعد عامين من الاستعمال.

وأشار التقرير الصادر في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى أن سيارة مثل "رينو زوي" تفقد 52.5 في المائة من ثمنها، كما تخسر "بي إم دبليو آي" 47.1 في المائة، وتفقد تيسلا موديل إس نحو 39.2 في المائة.


ووفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية في مايو/أيار الماضي، فإن قيمة السيارات الكهربائية وكلفة سيرها على الطرق لا تزال باهظة الثمن، ما يمثل حاجزاً أمام انطلاق مبيعاتها، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن البطاريات أصبحت أقل تكلفة خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها لا تزال غير رخيصة بدرجة تكفي لوضع التكلفة الإجمالية للسيارة الخضراء على قدم المساواة مع السيارة العادية العاملة بالوقود.

ورغم انخفاض تكاليف الخلايا المكونة للبطاريات إلى 180 دولارا لكل كيلوواط في الساعة أو أقل، مقارنة مع نحو 350 دولارا العام الماضي 2018 وحوالي 1000 دولار عام 2010، إلا أن الكلفة الحالية ما تزال مرتفعة وتنعكس على قيمة السيارة.

وفي مايو/أيار الماضي، أكد اتحاد صناعة السيارات في ألمانيا، أكبر منتج للسيارات الأوروبية، أن صناعة السيارات الألمانية، ستستثمر ما يزيد على 45 مليار دولار في صناعة المركبات الكهربائية، خلال السنوات الثلاث المقبلة، بهدف زيادة عدد النماذج التي تطرح على المستهلكين إلى ثلاثة أمثال النماذج المطروحة حاليا.

وبالفعل، أعلنت شركة فولكسفاغن العملاقة قبل نحو ثلاثة أشهر، عن اعتزامها طرح سيارة بسعر أقل من 30 ألف يورو في ألمانيا.