اتفاق باريس يمنح الشركات الراغبة بتسعير الانبعاثات بصيص أمل

اتفاق باريس يمنح الشركات الراغبة بتسعير الانبعاثات بصيص أمل

13 ديسمبر 2015
قادة العالم في مؤتمر باريس للمناخ (فرانس برس)
+ الخط -

أرادت الشركات الكبيرة شيئا واحداً من اتفاق المناخ في باريس، أمس السبت، وهو تسعير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي حين يبدو ظاهرياً أن آمالها قد تبددت، فإن إلقاء نظرة عميقة قد يبعث على الأمل.

وكانت الشركات متعددة الجنسيات مثل شركة بي.بي العملاقة للنفط ويونيليفر للمنتجات الاستهلاكية قد طالبت بالتوصل إلى أسلوب متفق عليه عالمياً لتسعير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الغاز الذي يقول العلماء إنه السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، لإيجاد الحافز لمحطات الكهرباء والمصانع للتحول إلى أنواع أنظف من الطاقة.

ويعارض كبار مصدري النفط مثل السعودية وآخرين مثل بوليفيا ذلك، ويرفضون تبني حل معتمد على آليات السوق، غير أن اتفاق باريس التاريخي، الذي تم التوصل إليه، أمس السبت، يتضمن إشارة ضمنية إلى ما يعتقد بعض المحللين أنه قد يبني في نهاية المطاف جسراً صوب آلية عالمية لتداول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويسمح الجزء الملزم من الاتفاق، الذي وافقت عليه نحو 200 دولة، للدول بتعويض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بشكل طوعي عن طريق شراء الأرصدة من الدول الأخرى.

ويقول المحللون إن: "ذلك قد يفضي في مرحلة ما إلى ربط نظام تداول انبعاثات الاتحاد الأوروبي، وهو حاليا أكبر سوق لأذون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وبرنامج التداول الصيني المقرر تدشينه في 2017، والذي سيصبح الأكبر في العالم.

وقال يان أندرياسن، المحلل في آي.سي.آي.اس تشاش سوليوشنز إنها: "إشارة مهمة في سياق إمكانية إنشاء آلية لتوزيع الأرصدة وبدرجة ما تسهيل ربط برامج تداول الانبعاثات المحتملة في المستقبل".

ومن المستبعد أن يحدث ذلك بالسرعة التي تريدها بعض قطاعات الأعمال، لكن بعد الاتفاق بفترة وجيزة قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إنه: "سيسعى إلى بناء تحالف للدول الراغبة في تسعير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

وترد الإشارة المباشرة الوحيدة في اتفاق باريس إلى: "تسعير الكربون في الجزء السياسي غير الملزم من النص حيث تقر الدول بأهمية توفير الحوافز لأنشطة تقليص الانبعاثات بما في ذلك أدوات مثل السياسات المحلية وتسعير الكربون".

وذكر المندوبون أن استخدام لغة أقوى في الاتفاق الدولي كان سيضر بالإجماع الهش.

وقالت وزيرة البيئة الكندية، كاثرين مكينا، إن: "بعض الدول المشاركة في مؤتمر باريس كانت تعارض أي دور للأسواق في مكافحة تغير المناخ".

وأضافت: "تدرك دول عديدة أنه ينبغي أن تضطلع الأسواق بدور وسواء ظهر ذلك في لغة الاتفاق أم لا فستظل الأسواق تضطلع بدور".

من جهته قال مدير السياسة لدى الرابطة الدولية لتداول الانبعاثات، جيف سوارتز، إن: "هذا يظهر أن عملية تسعير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستتسارع بغض النظر عن اتفاق باريس النهائي".

وأضاف: "أعتقد أننا سنرى أكثر من نهج لتسعير ثاني أكسيد الكربون. بعضها سيحدث من خلال تلك العملية والبعض خارجها".

 


اقرأ أيضاً:
قمة المناخ..تعهدات باتفاق عالمي ومساعدة الدول الأكثر تضرراً
الدول العشر الأكثر إنتاجاً لغاز الكربون في العالم

دلالات

المساهمون