العراق: مطار لخدمة مليوني سائح إلى كربلاء

العراق: مطار لخدمة مليوني سائح إلى كربلاء

بغداد

أحمد النعيمي

avata
أحمد النعيمي
26 يناير 2017
+ الخط -
بعد نحو عام من الخلافات الحادة بين الحكومة العراقية في بغداد ونظيرتها المحلية في محافظة كربلاء (جنوب)، بشأن السياح الدينيين، أعلنت المحافظة التي تستقطب مئات آلاف الوافدين سنويا من إيران ودول أخرى الشروع في بناء مطار مستقل يُنهي ارتباطها بسلطة النقل الجوي في العاصمة.
وتؤكد حكومة كربلاء أحقيتها في مبالغ سمات الدخول التي تُفرض على القادمين إليها عبر مطار بغداد، وتطالب بها بهدف تطوير السياحة الدينية لديها، وهو ما ترفضه بغداد التي تعتبر أن أي مخصصات إضافية لأي محافظة يجب أن تتم بقانون منفصل.
ووضعت حكومة كربلاء المحلية حجر الأساس لأول مطار في تاريخها قبل يومين، بتمويل رئيس من الذراع المالية لإدارة المراقد الدينية المقدسة في العراق وتنفيذ شركة "كوبرغس" البريطانية المتخصصة، بقيمة تصل إلى نصف مليار دولار.
وقال مسؤولون محليون في المحافظة إن مساحة المطار تبلغ قرابة 18 ألف دونم، ويقع على بعد 35 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة كربلاء. ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى للمطار خلال 18 شهرا، يكون بعدها قادراً على استقبال الرحلات القادمة إلى المدينة من خلال مدرج طائرات واحد.
ورفضت إدارة مطار بغداد التعليق على المشروع إلا أن مسؤولا فيها تحدث لـ "العربي الجديد" شريطة عدم الكشف عن اسمه قائلا: "مطار كربلاء سيكون بلا شك تابعا لسلطة الطيران المدني وأي موارد تأتي من تأشيرات الدخول للسياح ستذهب لبغداد سواء نزل المسافر بكربلاء أو غيرها لأن الإدارة واحدة"، وفقا لقوله.
ووفقا لمسؤولين في حكومة كربلاء، فإنه يتوقع أن يستقبل المطار نحو مليوني شخص من خارج العراق سنويا، ما يبشر بعوائد مالية تقترب من مائتي مليون دولار على أقل تقدير في العام الواحد.
وقال عضو مجلس كربلاء سلام البهادلي لـ "العربي الجديد": "إنشاء المطار بداية صحيحة نحو سياحة أكبر توفر فرص عمل وعوائد مالية أكبر".
وأضاف: "منذ سنوات نطالب بغداد بمخصصات لتطوير السياحة وتأهيل الشوارع في المدينة القديمة أو العتبات الدينية خاصة في مواسم الزيارات، لكنها لم تلتفت إلينا واضطرتنا للاعتماد على إمكانيات ذاتية، الآن المطار سيمنحنا رافدا ماليا يمكننا من خدمة السياح والمحافظة".

وقال المسؤول في المؤسسة الدينية بكربلاء، عبد المهدي الكربلائي، إن المطار سيساهم في إنعاش الحركة السياحية بمدن الفرات الأوسط التي تضم خمس محافظات بينها النجف وكربلاء.
وكشف مهندسون أن كلفة المطار ستكون بحدود نصف مليار دولار أميركي، نصفها ستكون خلال المرحلة الأولى من العمل وسينجز عند الطريق الواصل بين مدينتي كربلاء والنجف، وهما مدينتان لهما خصوصية دينية كبيرة في العراق.
وقال الخبير المعماري عبد الجبار حسن: "المطار سيكون له تثير كبير في تعزيز السياحة الدينية ورفد الاقتصاد الوطني بواردات كبيرة جداً وتعزيز حركة النقل الجوي بما يصب في صالح الاقتصاد الوطني العام".
وبين حسن لـ "العربي الجديد" أن الشركة البريطانية العالمية التي تشرف على التنفيذ، معروفة بسرعة الإنجاز، ما يعني أن المطار سيدخل فعليا حيز العمل في غضون عام ونصف كما هو متفق عليه.
واعتبر خبراء أن المطار سيكون قادراً على رفد العراق بمورد اقتصادي كبير يعزز ميزانية الدولة التي عانت أزمات اقتصادية متعددة نتيجة اعتمادها الأوحد على النفط.
وتوقع الخبير الاقتصادي جعفر الكربلائي، في تصريح لـ "العربي الجديد" أن يكون المطار الجديد قادرا على استقبال مليوني مسافر سنوياً على الأقل، "فمن المعروف أن مدينة كربلاء ذات خصوصية دينية في العراق وهذا يعني زيادة أعداد الزائرين من مختلف دول العالم وبالتالي رفد اقتصد البلاد بموارد إضافية".
ويقول مختصون إن المسافة بين مطار كربلاء الدولي المزمع إنجازه ومطار بغداد الدولي تقدر بنحو 100 كيلومتر ما يعني تكثيف حركة النقل ضمن المساحة الجغرافية المنحصرة بين مدن الوسط والجنوب ورفع القدرات الاقتصادية في ذات الوقت.
وتعتبر السياحة الدينية في العراق، هي الرافد الثاني للاقتصاد الوطني بعد النفط، لكنها تعرضت لشلل كبير بعد عام 2003 وما تلاه من تدهور أمني في عموم البلاد.
وكان خبراء اقتصاديون نصحوا الحكومة العراقية منتصف عام 2015 خلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت بالبلاد بضرورة تعزيز السياحة الدينية وإنشاء مرافق سياحية ومطارات جديدة.
ووفق تقرير وزارة التخطيط العراقية نهاية العام الماضي، فقد دخل قرابة 4 ملايين زائر ديني للبلاد، من دول أبرزها إيران وباكستان.
ويقصد الزوار بالعادة مدينة كربلاء والنجف التي تضم أضرحة ومراقد مقدسة لأهل البيت النبوي، فضلا عن بغداد وسامراء. وينفق السائح في المتوسط قرابة ألف دولار خلال زيارته للعراق.

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال

المساهمون