الحرب التجارية تضرب أسواق الخليج والنفط

الحرب التجارية تضرب بورصات الخليج والنفط... والصين تحذّر من فوضى الأسواق

06 اغسطس 2019
وول ستريت التقطت أنفاسها بعد خسائر هائلة (Getty)
+ الخط -

لا تقتصر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على أضرار تلحق بالجانبين، بل توغلت بالانعكاس على أسواق المال العالمية وحركة التجارة الدولية عمومًا، وقد ضربت اليوم بورصات الخليج وأوروبا واليابان، فيما التقطت وول ستريت أنفاسها بعد خسائر هائلة. كذلك انخفض سعر النفط، بينما عاود الذهب صعوده.

وحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، دحض المخاوف من حرب تجارية طويلة الأمد مع الصين، قائلاً إن الولايات المتحدة "في موقف قوي للغاية"، وذلك بعد يوم من تصعيد إدارته للتوترات عبر تصنيف بكين على أنها دولة تتلاعب بالعملة.

كذلك قال مستشار كبير للبيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، إن ترامب يرغب في مواصلة المحادثات التجارية مع الصين، وإن إدارته ما زالت تخطط لاستضافة وفد صيني لإجراء محادثات في سبتمبر/ أيلول. وقال لاري كودلو مدير المجلس الاقتصادي القومي لسي.إن.بي.سي: "إنه (ترامب) يرغب في إبرام اتفاق"، مضيفاً أنه يجب أن يكون "الاتفاق السليم".
البنك المركزي الصيني اعتبر اليوم الثلاثاء أن قرار واشنطن تصنيف بكين متلاعباً بالعملة سيلحق "ضرراً هائلاً بالنظام المالي العالمي وسيسبب فوضى في الأسواق المالية". وقال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أول رد فعل رسمي للصين على أحدث هجوم أميركي في الحرب التجارية المتصاعدة على نحو سريع بين الجانبين، إن قرار واشنطن زيادة التوترات بشأن العملة أمس الاثنين سيعرقل أيضاً "التعافي الاقتصادي والتجاري العالمي".

وأضاف البنك في بيان منشور على موقعه الإلكتروني أن الصين "لم تستخدم ولن تستخدم سعر الصرف كأداة للتعامل مع النزاعات التجارية". واستكمل "تنصح الصين الولايات المتحدة بكبح جماح جوادها قبل أن يصل إلى شفا الهاوية وأن تعي أخطاءها وأن تتراجع عن المسار الخاطئ".


تراجع بورصات الخليج وأوروبا واليابان

وبما ينسجم مع التحذيرات الصينية، تراجعت بورصات الشرق الأوسط الرئيسية اليوم الثلاثاء بقيادة هبوط أسهم القطاع المالي واقتفت أثر خسائر تكبدتها الأسواق العالمية نتجت عن تصنيف الولايات المتحدة الصين متلاعباً بالعملة، في تصعيد سريع للحرب التجارية بين البلدين.

وتراجع مؤشر البورصة القطرية، الذي سجّل أكبر انخفاض خلال عامين يوم الإثنين، حين هوى 4.2% ومحا كافة المكاسب التي حققها منذ بداية العام الحالي، وانخفض 1.5%، ليتكبّد خسائر لسادس جلسة على التوالي مع انخفاض 16 من بين 20 سهماً على المؤشر.

كذلك أغلق المؤشر السعودي الرئيسي منخفضاً 0.8%، ليواصل سلسلة خسائر للجلسة الخامسة على التوالي حيث تراجعت معظم أسهم البنوك.
وانخفض مؤشر بورصة دبي 0.1%، إذ نزل سهم بنك الإمارات دبي الوطني 0.9% وتراجع سهم إعمار للتطوير 3.1% بعدما أعلنت الشركة انخفاض صافي أرباحها في النصف الأول 24%. وفي أبوظبي، استقرّ المؤشر، إذ وزانت خسائر سجلها القطاع المالي وقطاع الاتصالات مكاسب حققتها أسهم الشركات العقارية.

وزاد المؤشر المصري الرئيسي 0.4% مع ارتفاع سهم القابضة المصرية الكويتية 3.2%.

كذلك، أغلقت الأسهم الأوروبية على تراجع لأدنى مستوى في شهرين اليوم الثلاثاء، متأثرة بالمخاوف المرتبطة بالتجارة، إذ إن الدعم الذي تلقته من بيانات ألمانية قوية وتدخل الصين لتحقيق استقرار عملتها لم يدم طويلاً.

وبعد ارتفاعه معظم الجلسة وصعوده 0.7%، أغلق المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية منخفضاً 0.5%، ليواصل الهبوط بفعل التجارة للجلسة الثالثة.

وانخفض المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الزاخر بأسهم شركات التعدين والشركات التي تركز على السلع الأولية، وهي شركات ذات انكشاف كبير على الطلب الصيني، بنسبة 0.7%، ليصل إلى أدنى مستوياته في شهرين.

وبدد المؤشر داكس الألماني مكاسبه التي بلغت واحداً % ليغلق منخفضاً 0.8%. وكانت المعنويات قد تلقت دعماً أيضاً في وقت سابق اليوم من بيانات ألمانية تظهر تجاوز الطلبيات الصناعية للتوقعات. 

وفي طوكيو، تراجعت الأسهم اليابانية اليوم الثلاثاء لأدنى مستوياتها منذ أوائل يناير/ كانون الثاني، مدفوعة بهاجس وقوع حرب تجارية كاملة بين الصين والولايات المتحدة، بعد أن صنفت واشنطن بكين على أنها متلاعبة بالعملة.
وانخفض المؤشر نيكاي القياسي 0.65%، ليغلق على 20585.31 نقطة، بعد أن هوى 2.94% خلال الجلسة وبلغ أدنى مستوياته منذ 10 يناير/ كانون الثاني. وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.44% إلى 1499.23 نقطة.

وفي اتجاه معاكس، فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع اليوم الثلاثاء، إذ تلقت أكبر دعم من قطاع التكنولوجيا، في الوقت الذي تدخلت فيه الصين لتحقيق استقرار في اليوان بعد يوم من تسجيل المؤشرات الرئيسية لوول ستريت أكبر انخفاض بالنسبة المئوية في يوم واحد هذا العام.

وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 0.36% إلى 25810.62 نقطة، والمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.58% إلى 2861.18 نقطة، وناسداك 1.02% إلى 7804.51 نقاط، وفقاً لبيانات رويترز.

النفط والذهب

في سوق البترول، انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت أكثر من 3% بفعل المخاوف المرتبطة بالنمو العالمي، بعد أن هدد ترامب الصين الأسبوع الماضي بفرض مزيد من الرسوم، مما قد يكبح الطلب على الخام من أكبر مشترين له في العالم.

وانخفض خام برنت 3.36%، ليبلغ عند التسوية 59.81 دولاراً. كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.74% لتصل عند التسوية إلى 54.69 دولاراً، وفقاً لرويترز، إذ تلقت بعض الدعم من انخفاض المخزونات بنقطة تسليم الخام الأميركي في كاشينج بولاية أوكلاهوما.

في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، لتتماسك قرب أعلى مستوى لها في أكثر من 6 سنوات مع اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بما يهدد النمو الاقتصادي العالمي.

وبحلول الساعة 18:08 بتوقيت غرينتش، كان سعر الذهب في التعاملات الفورية مرتفعاً 0.5% إلى 1470.96 دولاراً، بعدما بلغ أعلى مستوياته منذ مايو/ أيار 2013 عند 1474.81 دولاراً في وقت سابق من الجلسة. وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.52% ليبلغ عند التسوية 1484.20 دولاراً.