تونس: إعلام الإثارة يغضب الصحافيين الشباب

تونس: إعلام الإثارة يغضب الصحافيين الشباب

25 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
على الرغم من إطلاق عشرات المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة بعد الثورة، إلا أنّ أغلبها لم ينجح في إرضاء انتظارات التونسيين بإرساء إعلام مهني وحر وقادر على التغيير.

ركض المؤسسات الإعلامية الخاصة وراء المستشهرين نتج عنه سقوط في فخ برامج الترفيه والإثارة، الأمر الذي، وإن راق أصحاب المؤسسات لما يدره عليهم من أرباح، فهو لم يرق الصحافيين الشباب الذين لا ينفكون عن التعبير عن غضبهم ضد مستوى بعض البرامج السمعية والبصرية والمقالات الإعلانيّة.

وفي رد على استحواذ أصحاب رؤوس الأموال على أغلب المؤسسات الإعلامية ومحاولات تحويلها إلى مؤسسات تجارية، قام عدد من الصحافيين الشباب بإطلاق مواقع صحافية خاصة بهم، يحاولون من خلالها خلق مساحة جديدة للإعلام الجاد.

"العربي الجديد" التقت في هذا الإطار رئيس تحرير موقع "تونيزيا ماغ"، الصحافي الشاب أسامة السعفي، الذي شرح: "في تحليلنا للمشهد الإعلامي في تونس يبرز لنا كيف تسعى كل قناة لأن تكون الأكثر استحواذاً على نسب المشاهدة من خلال استحلال كل المواضيع المثيرة للجدل لأن هدفها الأساسي يعتمد على الربح، مما يجعلها أحياناً تتغاضى عن مسؤوليتها الحقيقية تجاه المجتمع والوطن. فمصطلح "إعلام الإثارة" يتوافق مع كل فقرة إعلامية تهدف إلى خلق جو خاص ذي قابلية من أطياف المجتمع الباحث عن الفضائح في سرّه".

وأضاف السعفي "هذا التوجّه الإعلامي يمكّن من إخضاع الاستقلالية الفكرية والعقلية لقوالب جاهزة باختلاف نوعيّة الإثارة وقابلية التأثير، وهذا يخص بالأساس البرامج الاجتماعية. أما بخصوص الإثارة في الحوارات السياسية و"التوك شو" فأعتبر أن بعض البلاتوهات التلفزية قد لا تمثل الصورة الحقيقية للإعلام التونسي لأنها وببساطة خاضعة لحسابات وتجاذبات سياسية يطرحها الضيوف".

ويؤكد الصحافي الشاب بجريدة المغرب، حسان العيادي، لـ "العربي الجديد" أن المشهد الإعلامي التونسي يتسم خصوصاً في الإعلام المرئي، بهيمنة الطابع القائم على الإثارة. وحسب العيادي، فإن المتلقي التونسي بات يهتم باستهلاك مثل هذه المنتوجات الإعلامية الموغلة في الإثارة لحد الابتذال، و"لنا في القنوات التلفزية التونسية أكثر من مثال لبرامج إعلامية تقوم على الإيحاءات الجنسية والمواضيع الفضائحية والحياة الخاصة".

ويرى الصحافي بشبكة "التلفزيون العربي" علي القاسمي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أنّ غياب الإعلام الذي يتناول الأحداث بعمق وغياب المؤسسات التي تراهن على الإعلام كمنتوج هو من عزز موقف البرامج السطحية التي تبحث عن الإثارة والتي تشجعها إدارة المؤسسات باعتبارها ضامنة للموارد المالية من الإعلان لما تحققه من نسب قياسية للمشاهدة. ويضيف القاسمي: "استمرار هذه الحالة سيؤدي في فترة قادمة لفقدان المواطن الثقة في الإعلام المحلي كما سيحافظ على تواصل تدني ترتيب الصحافة التونسية على المستوى العالمي، ناهيك عن الأضرار التي ستلحق بالمواضيع والملفات التي قد تكون على درجة كبيرة من الأهمية ومؤثرة في التاريخ المعاصر لتونس".

وبخصوص الآليات الضرورية لخلق إعلام بديل عما هو رائج، يرى القاسمي أن "ما هو مطروح لتغيير هذا الواقع هو دعم الإعلام الحكومي الممول من دافعي الضرائب لإنتاج محتوى إعلامي قيم ويتناول الأحداث في العمق بدون إعطاء الأولوية للبعد المادي في ذلك".

اقرأ أيضاً: تونس: جدل على "فيسبوك" حول اعتداءات بروكسل

المساهمون