انتحار إيبستين يُشعل نظريات المؤامرة على مواقع التواصل

من الاتهامات إلى الانتحار... نظريات مؤامرة عن جيفري إيبستين تُشعل مواقع التواصل

12 اغسطس 2019
مؤيدو نظرية اغتيال إبستين كثر (ستيفاني كيث/Getty)
+ الخط -
أثارت وفاة جيفري إيبستين منتحراً - على ما يبدو - في سجن فيدرالي، صباح السبت الماضي، نظريات مؤامرة جديدة عبر الإنترنت في مسلسل المزاعم والشائعات التي كان هناك ما يغذيها على مدار سنوات، وأشعلتها علاقات الرجل بأمراء وساسة وشخصيات شهيرة ذات نفوذ.

أصحاب النظريات سرعان ما طرحوا تكهّنات لا أساس يدعمها، بعضها أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشره عبر تويتر، تفيد بأن وفاة إيبستين لم تكن انتحاراً أو أن مرتكب جريمة القتل أراد أن تبدو انتحاراً.



تلك الأفكار نالت زخماً على خلفية عادت للظهور بعد اعتقال الملياردير جيفري إيبستين في السادس من يوليو/ تموز الماضي لمزاعم تنظيمه حلقة تجارة جنسية هدفها جلب مراهقات له. بعض اللواتي اتهمنه وصفن تعرضهن لاعتداءات جنسية من قبل أصدقاء الممول الثري ومعارفه.

وخلق ذلك المزيج أرضية خصبة للنظريات والمعلومات المضللة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب.

رفضت المحكمة طلب إيبستين (66 عاماً)، للإفراج عنه بكفالة، وكان يواجه عقوبة محتملة بالسجن خمسة وأربعين عاماً إذا ما أدين في اتهامات التجارة الجنسية والتآمر التي تكشفت الشهر الماضي. نفى إيبستين الاتهامات وكان في انتظار المحاكمة العام المقبل.

علاقته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأسبق بيل كلينتون والأمير البريطاني أندرو كانت الأبرز بين الشائعات والنظريات المثارة عبر الإنترنت، والتي تتساءل عما يعرفه الساسة عن الجرائم الجنسية المنسوبة لإيبستين.

غير أن نظريات أخرى سرعان ما ثبت زيفها. على سبيل المثال، بعد أيام من اعتقال إيبستين ظهرت صور ساخرة (ميمات) وتعليقات تزعم أن إدارة اوباما - كي تحمي الرئيس الأسبق كلينتون - زورت اتفاقاً سرياً في فلوريدا عام 2008 يسمح له بالإقرار بجريمة تحريض قاصر على ممارسة البغاء، لتجنب مواجهة اتهامات في جرائم أخرى أكثر خطورة. نفذ الاتفاق بالفعل في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وقبل تولي أوباما المنصب.

في الوقت نفسه، نشر الآلاف عبر تويتر وفيسبوك صورة خضعت للتلاعب تظهر إيبستين مع ترامب وإيفانكا ترامب ابنة الرئيس وهي صغيرة. كل من كلينتون وترامب نفيا أي معرفة بمخطط إيبستين المزعوم.

أنخل أورينا، الناطق باسم كلينتون، قال إن الرئيس الأسبق "لم يعرف شيئاً عن تلك الجرائم النكراء التي أقر إيبستين بارتكابها في فلوريدا قبل عدة أعوام، أو تلك التي اتهم فيها أخيرا في نيويورك"، مضيفا أنه خلال عامي 2002 و2003 قام كلينتون بأربع رحلات على متن طائرة إيبستين توقف خلالها في عدة محطات، وأن طاقم الرئيس الأسبق وعناصر أمنه السري كانوا معه في كل رحلة.

وأقر ترامب بمعرفته بإيبستين، لكنّه قال إن "العلاقة بينهما انقطعت منذ فترة طويلة".

ثمة نظريات أخرى سوداوية منتشرة عبر الإنترنت، خاصة بعد العثور على إيبستين مصاباً بكدمات على عنقه، على أرض زنزانته، الشهر الماضي. إذ وصف بعض المعلقين عبر الإنترنت الأمر بأنه "محاولة قتل". وكتب أحد مستخدمي تويتر "رجال في مناصب رفيعة يريدون إيبستين ميتاً".

ومع انتشار وسمين يتحدثان عن اغتيال إيبستين عبر تويتر في كل أنحاء العالم هما "#EpsteinSuicideCoverUp" و"#EpsteinMurder"، انقسم المغردون بين من اتهم ترامب نفسه بالوقوف وراء مقتل إيبستين، للتغطية على نفسه، كما قالوا، وبين من اتهموا بيل كلينتون بالوقوف وراءها، قبل تسميته من قبل إيبستين، حسبما قالوا في تغريداتهم.





وبعد ساعات من وفاة إيبستين، شارك الرئيس الأميركي في حملة التكهنات حول وفاة الملياردير الأميركي وهو قيد المراقبة من قبل الحكومة الفيدرالية. ترامب الذي ظهر في أوساط المحافظين في الولايات المتحدة بالادعاء كذباً أن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، أعاد نشر مزاعم لا أساس لها عن وفاة إيبستين. وجاءت التغريدات التي أعاد نشرها تتهم بيل كلينتون بارتكاب الجريمة. 




وشارك ساسة آخرون في حملات التشكيك في ملابسات وفاة إيبستين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري عن ولاية فلوريدا ريك سكوت - الولاية التي كانت مسرحاً لعدد من الانتهاكات الجنسية المنسوبة لإيبستين - إلى احتمال أن آخرين ربما كانوا ضالعين في وفاة إيبستين، عندما طالب مسؤولي السجون بتفسير ما حدث في منشأة "مركز ميتربوليتان الإصلاحي" في مانهاتن.

وكتب عبر تويتر "مكتب السجون الفيدرالي يجب أن يعقد مؤتمرا صحافيا حول أوجه القصور المنهجية في مركز ميتربوليتان الإصلاحي في مانهاتن أو التصرفات الإجرامية التي أتاحت لهذا الجبان أن يحرم ضحاياه من العدالة".

وكتب عمدة نيويورك السابق ومحامي ترامب حالياً رودي جولياني طارحاً عبر تويتر عدة تساؤلات عن وفاة إيبستين: "من كان يراقب؟ ما الذي أظهرته الكاميرا؟.. تتبعوا الدوافع".

وقال وزير العدل الأميركي ويليام بار إن مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب المفتش العام التابع لوزارة العدل سوف يحققان في الملابسات المحيطة بوفاة إيبستين، مضيفاً "وفاة السيد إيبستين تطرح تساؤلات خطيرة يجب الرد عليها".



وقال ممثل الادعاء الفيدرالي السابق في مانهاتن، بريت برارا، إن انتحار إيبستين سجلته كاميرات السجن على الأرجح. وكتب عبر تويتر "المرء يأمل أن تكون (تسجيلات) كاملة وشاملة ومؤمنة".

وكان اعتقال إيبستين الشهر الماضي قد أطلق تحقيقات منفصلة حول كيفية تناول السلطات لقضيته في البداية عندما نسبت إليه اتهامات مشابهة في فلوريدا قبل ما يزيد على العقد. وكان وزير العمل الأميركي ألكسندر أكوستا قد قدم استقالته الشهر الماضي بعدما تعرض لانتقادات حادة لإبرام ذلك الاتفاق تحت إشرافه عندما كان ممثل الادعاء الأميركي في ميامي.

وأصرّ ممثلو الدفاع عن إيبستين على أن الاتهامات الجديدة في نيويورك يغطيها اتفاق 2008 وإن إيبستين لم تكن له أي اتصالات غير مشروعة مع فتيات قاصرات منذ معاقبته بالسجن ثلاثة عشر شهرا في فلوريدا.






(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون