رئة العالم تحترق: تغطية إعلاميّة باهتة والناشطون يتدخّلون

رئة العالم تحترق: تغطية إعلاميّة ضعيفة وهبّة على مواقع التواصل

23 اغسطس 2019
دعا المستخدمون لحماية "رئة العالم" (تويتر)
+ الخط -
لثلاثة أسابيع، استمرّت الحرائق بالتوسّع في غابة الأمازون، المسؤولة عن حوالى 20 في المائة من الأوكسيجين الذي يتنفّسه العالم، من دون تغطية إعلاميّة. وبالرغم من ارتفاع نسبة تغطية الملفّات والقضايا البيئيّة في وسائل الإعلام حول العالم، إلا أنّ حريق الأمازون لم يحظَ بما هو كافٍ من تغطية وعواجل وتصريحات وصور وتقارير. بقي الأمر على حاله، حتى أطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حملةً عالميّة، تدعو إلى تغطية إعلاميّة صحيحة، وتُساهم بنشر الأخبار، وتدعو العالم وقادته للقيام باللازم لحماية الغابة من الاحتراق، والكوكب من التقدّم خطوة نحو الموت.

وتسبّبت الحرائق بغضب واسع على مواقع التواصل، فشارك فنانون ورياضيون وإعلاميون وسياسيون ومواطنون في الحملة الداعية إلى تغطية صحيحة ووافية، والدعوة إلى حماية وإغاثة "رئة العالم"، كما أطلقوا عليها.

وانتشر وسم #PrayforAmazonas وبكثافة على مواقع التواصل، وحاز حتى الأربعاء أكثر من 249 ألف تغريدة، وانتشر بكثافة أكبر يوم الخميس. كما انتشرت وسوم أخرى، بينها #PrayForTheAmazon و#PrayforAmazonia و#AmazonRainforest، وغيرها. لكنّ الوسم الأكثر قوّةً كان #ActForTheAmazon الذي طالب المستخدمون عبره بتحرّك واضح.

وقارن مستخدمون بين التغطية الإعلامية التي حازها حريق كنيسة نوتردام في باريس، وبين التغطية التي حازتها حرائق الأمازون، معتبرين أنّها غير منصفة. ومع صباح الجمعة، كانت وسائل الإعلام قد كثّفت تغطيتها، تحديداً مع ارتفاع حدّة التصريحات السياسيّة حول الموضوع.

إلا أنّ صوراً كثيرة نشرها المستخدمون، وبينهم مواقع إعلامية ومشاهير، ليست للأمازون، أو لم تُلتقط قريباً، إنّما تعود لسنوات سابقة أو حصلت في دول أخرى، بينها صور حيوانات تحترق، وصور للغابات من الأعلى بينما الدخان يتصاعد، وصور لتلوّث الهواء على أنّها انتشار للحرائق.

ودعت الأمم المتحدة وفرنسا، الخميس، إلى التحرك لحماية غابات الأمازون في ظل استعار الحرائق فيها، في وقت استمر الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو بالتلميح إلى أنّ "منظمات غير حكومية" هي المسؤولة عن اشتعال النيران "للإضرار بمصالح بلاده"، ملمحاً إلى أنّ المنظمات تسببت بالحرائق بهدف "لفت الانتباه" إلى تعليق برازيليا مساعدات رامية للحفاظ على "رئة العالم". ورأى مستخدمون لمواقع التواصل إنّ بولسونارو بتصريحاته تلك يؤجّج حرائق الأمازون ولا يُساهم في إيجاد حلّ، محمّلينه جزءاً كبيراً من المسؤوليّة. لكنّ الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف قال إنّ الصحافة حرّفت تصريحاته بخصوص الحرائق. وأضاف: "لم أتهم المنظمات غير الحكومية في أي لحظة بحرائق الأمازون. لا يصدق ما هو مكتوب في الصحف". لكنّه تابع أمام صحافيين في برازيليا، إنّه بالإمكان توجيه اتهامات واسعة تشمل المجتمعات المحلية والسكان وكبار مالكي الأراضي، "ولكن الشبهات الكبرى تقع على المنظمات غير الحكومية"، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وقالت الإدارة الوطنية للمحميات: "أكثر من 200 من حراس الغابات (...) يراقبون دقيقة بدقيقة وضع الحرائق في غابات البرازيل وبوليفيا". وكانت بوليفيا والباراغواي تعرّضتا بدورهما لحرائق الغابات، ولكنّها غير مرتبطة بحرائق الأمازون.

وفي ظل صعوبة إجراء تقييمات، أشار المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء إلى استعار نيران جديدة في البرازيل، بعدد يقارب 2,500 حريق، وذلك فقط في غضون 48 ساعة.

وبحسب المعهد، سجّل 75,336 حريقا في الغابات منذ كانون الثاني/يناير حتى 21 آب/أغسطس، بزيادة 84 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويقول ائتلاف لمنظمات غير حكومية إنّ 54 في المائة من هذه الحرائق وقعت في غابات الأمازون، بحسب "فرانس برس".