شهداء مجزرة غزة... تفاصيل مؤلمة على مواقع التواصل

شهداء مجزرة غزة.. تفاصيل مؤلمة على مواقع التواصل الاجتماعي

15 مايو 2018
مليونية العودة مجزرة غزة (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
لا يزال الفلسطينيون يحاولون استيعاب صدمة استشهاد 60 مواطنًا خلال مسيرة العودة الكبرى، أمس الاثنين، على الحدود الشرقية من قطاع غزة، في وقت تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بعديد من المنشورات التي تتداول قصصًا وصورًا مؤثرة لعددٍ من هؤلاء الشهداء، الذين ذكرهم المغردون في تفاصيل مُؤلمة.

وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة حقيقية ضد الفلسطينيين الذين تظاهروا على طول الحدود الشرقية من غزة، للمطالبة بحق العودة إلى أراضيهم المحتلة، وأوقعت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بين صفوف المدنيين العُزل. تزامن ذلك مع افتتاح الإدارة الأميركية لسفارتها لدى إسرائيل في القدس المحتلة.

ولأن الصورة تبقى محفورة في الذاكرة، كان الشهيد فادي أبو صلاح مشهورًا بين المتظاهرين منذ انطلاق الفعاليات في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، كونه دافع عن حقه في أرضه المسلوبة بنصف جسد. أبو صلاح زحف للعودة بنصف جسد وحاول رؤية أراضيه المحتلة، فعاد شهيدًا يوم أمس الاثنين.

وكتب أحمد بن راشد بن سعيّد على حسابه في "تويتر": "فادي (29 عاماً)، بُترت قدماه في عدوان صهيوني سابق على قطاع غزة، كان يشارك في مسيرات العودة الكبرى كل يوم حتى استشهد إثر قنصه برصاص جنود العدو. رحل فادي، وترك وراءه أمة تتخبط، منها من يشارك في حصار أهله، ومنها من يرميهم بفساد العقيدة، وهو يغني: إلا صلاتي!".

ولاقت صورة "الشهيد المبتسم" معتصم أبو لولي، تفاعلًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن استشهد على حدود غزة وشُيع إلى مثواه الأخير والابتسامة العريضة تتجلى على ثغره. وتغنّى المغردون بكرامات الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن القدس والأرض التي هُجر منها أجدادهم قسرًا العام 1948.

وقالت عنه ناردين الطراوة على "فيسبوك": "الشهيد معتصم أبو لولي من رفح، ذهب يبحث عن حياة كريمة، ذهب ليلاقي ربه مبتسمًا، هذا معتصم يبتسم كأنه يقول حصلت عليها.. نِلتها، لقد نلت الشهادة، وذهبت إلى من هو أعدل وأرحم منكم جميعًا، ذهبت وتركت لكم حياتكم البائسة الظالمة. اليوم قد حصلت على حريتي".

أمّا الشهيد شاهر المدهون، فشكّل خبر استشهاده صدمةً لكل من يعرفه. وتداول المغردون صور أمه وأحبائه وكيف ودّعوه في ثلاجات الموتى داخل مستشفى في غزة بالبكاء قهرًا على الوداع الأخير لحبيبهم. كما تحدّث المغردون عن قصة مولوده الأول بعد تسع سنوات من الزواج، وكيف أنه لن يحضر سنة ميلاد طفله الأولى.

وكتب تامر المسحال عنه على موقع "تويتر": "يُرزق بابنه الوحيد عبد الله بعد تسع سنوات من الزواج، فتشاء الأقدار أن يستشهد في عيد ميلاده ابنه الأول. هي قصة الشهيد الخلوق شاهر المدهون، رحمك الله يا شهيد وصبّر عائلتك".

ولك أن تتخيل مشاعر الطبيب الفلسطيني معتصم النونو، بعد أن استُدعي إلى مستشفيات غزة لمحاولة إنقاذ حياة شابٍ من الموت، ليفاجأ بأن هذا الشاب هو أخوه الشهيد معتز النونو الذي أصيب برصاصة قاتلة من الاحتلال الإسرائيلي على حدود غزة. وظهر ألم الموقف في الصورة المتداولة للطبيب على السوشيال ميديا.

ونشر الناشط عاصم النبيه على حسابه في "تويتر"، صورة الطبيب مصدومًا أمام جثة أخيه معتز، وكتب: "هذا الطبيب معتصم النونو، كان يعالج الجرحى في المستشفى، لكنه لم يتمكن من إنقاذ أخيه الشهيد معتز النونو، في نظراته من الحزن ما يكفي ليحكي لنا الحكاية".

فيما لا تزال الصورة داخل قطاع غزة حزينة، مكلومة على شهداء راحوا في مجزرة إسرائيلية ارتكبت ضد مدنيين عُزل على حدود غزة، في ظل تخاذل عربي ودولي تجاه هذه المجزرة، بينما ستبقى ذكريات الوجع وألم الفراق محفورين في أذهان الفلسطينيين الذين لم يجدوا من بكائهم قهرًا سوى الشكوى إلى الله.

المساهمون