مؤتمر "آبل" في سبتمبر: هذا المرتقب

مؤتمر "آبل" في سبتمبر: هذا المرتقب

23 اغسطس 2019
هاتفا XS وXS Max جاءا بسعر مرتفع (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
يقترب شهر سبتمبر/ أيلول، ومعه تكثر الشائعات حول مميزات الهواتف التي ستطلقها شركة "آبل" في مؤتمرها المرتقب نهاية الصيف. ورغم وجود قرابة الـ 1.5 مليار جهاز "آيفون" نشط حول العالم، إلّا أنّ الشركة تواجه مشكلة مبيعات غير مسبوقة تجسّدت بأرباح 51.9 مليار دولار فقط للربع الأوّل من العام الحالي، مقارنةً بـ 59.8 مليار دولار خلال الربع نفسه من العام الماضي. فبعد ثورة جهاز "آيفون X" الذي احتفلت الشركة مع إطلاقه بعيد جهاز "آيفون" العاشر، إلّا أنّ الأجهزة التي تلته لم تحتوِ على تغييرات تذكر. فجهاز "آيفون XS" أتى مطابقًا لنسخة X مع تغيير في نظام الصوت، الذي تحوّل لنظام Stereo والذي أتاح صوتًا مرتفعًا ونقيًا أكثر مقارنة بالنسخة السابقة. إلى جانب ذلك، أصبح بالإمكان التحكّم بدرجة وضوح خلفية الصور التي تُلتقط باستخدام نظام تصور الـ Portrait، إلى جانب لون جديد ذهبي أضيف إلى اللونين الأبيض والأسود. كل ذلك طبعًا مع ارتفاع في الأسعار بالنسبة للنسختين XS وXS MAX، ليكون السعر الأقل باهظًا بقيمة 999 دولارًا أميركيًا.

ورغم رواج النسخ الجديدة بسبب مظهرها الجميل والمواصفات والتقنيات التي تحتويها، إلا أنّ النسخة الأقل سعرًا التي تحتوي على مميزات أقل من XS كانت الأكثر مبيعًا، وهنا نتحدّث عن "آيفون XR" الذي يأتي بخمسة ألوان مختلفة. ويحتوي الجهاز على أفضل ميزات الجيل الجديد من "آيفون"، كالشاشة الكبيرة، لكن بدقة أقل من تلك الموجودة على نسخ X و XS، وكاميرا بدقة مقبولة، بالإضافة لنظام Portrait، التصوير البطيء، وغيرها.

لا شك بأنّ "آبل" ستُبقي على سياستها في إطلاق ثلاثة هواتف، وهي "آيفون 11" و"آيفون 11 MAX"، بالإضافة لنسخة مطوّرة من XR المرجّح أن تحمل اسم "آيفون 11R".
ومن المتوقع أن يحتوي آيفون 11 على ثلاث عدسات في الخلف عوضًا عن اثنتين، وبذلك سيصبح بالإمكان أخذ صور أكثر دقّة مع ميزة تقريب تصل لعشرين أو ثلاثين مرة، وذلك لمنافسة هواتف "هواوي P10" و"P10 Pro" التي بإمكانها تقريب الصورة لغاية 52x مع المحافظة على دقّتها. إلى جانب ذلك، ستؤمّن البطارية عمرًا أطول للهاتف تقريبًا بساعة إضافية عن نسخة XS. ومع شريحة A13 الفائقة السرعة، من المتوقّع أن يدعم الهاتف الجديد تقنية 5G للاتصال بالإنترنت، التي تعدّ مستقبل التواصل والاتصال عالميًا. أيضًا من المرجّح أن يحتوي الهاتف، إضافة لبصمة الوجه Face ID، على بصمة يد مدمجة في الشاشة تمامًا كما أجهزة "هواوي". قدرة الهاتف على تحمّل المياه والغبار ستبقى على حالها وهي IP68، التي تتيح الغوص لمسافة مترين لمدة لا تتجاوز النصف ساعة.

أما نسخة "11 MAX"، فستحوي نفس المميزات أعلاه مع عمر بطارية أطول، وربّما ستطرح شركة "آبل" لونًا جديدًا ليُضاف للألوان الثلاثة. وإذا ما صحّت التسريبات والتكهنات، فستصبح النسخة الأكبر حجمًا مشابهة لهواتف Note التابعة لشركة "سامسونغ" مع خاصية التعرّف على قلم خاص كذلك المستخدم مع "آيباد برو". وبذلك تكون "آبل" قد استجابت لطلب كثيرين، بتحويل أحد هواتفها إلى دفتر مذكرات وهاتف متطوّر مع قلم ذكي أو ما يسمّى الـ Phablet. لكن يجب أن تتنبّه الشركة إلى خطأ شائع لطالما ارتكبته، وهو عدم طرح القلم الذكي داخل علبة "آيفون 11 MAX" وبيعه منفردًا بسعر مرتفع جدًا. وبهذه الاستراتيجية، تنفّر "آبل" عددًا كبيرًا من المستخدمين المحتملين بسبب أسعار أجهزتها الثانوية والمكمّلة للهواتف والحواسيب الباهظة الثمن نوعًا ما.

أمّا نسخة "11R"، فستحصل على تحديث لبطارية بعمر أطول لساعة أو ساعتين، صلابة أكثر في الزجاج، عدسة إضافية من الخلف لتصبح عدستين تمامًا كنسخ X و XS، وربّما سعر منخفض لحث مستخدمين جدد على شرائه خصوصًا بعد انخفاض الأرباح.

لكن الشركة لم تعد تعوّل فقط على "آيفون" لزيادة أرباحها، فأكثر ما يدرّ الأموال مؤخرًا كان الخدمات. ووصلت إيرادات الخدمات لأعلى مستوى خلال الربع الأوّل من العام الحالي لتلامس الـ 11 مليار دولار، وذلك بزيادة 19 بالمئة عن المستوى السنوي. ومع تطوير خدمات الشركة كافة، تسعى "آبل" للوصول لإيرادات صافية من الخدمات بقيمة 50 مليار دولار أميركي بحلول العام المقبل. وتؤمّن "آبل" عددًا كبيرًا من الخدمات أبرزها: Apple Music وهي من أكبر المكتبات الموسيقية عالميًا مع قرابة الـ 65 مليون أغنية، Apple Pay التي تساعد الملايين حول العالم للدفع بواسطة هواتف "آيفون" أو ساعات "آبل ووتش" وذلك فقط بتمرير الجهاز عند نقاط البيع، ونظام الحماية متّصل ببصمة اليد أو الوجه.

أيضًا ما زالت الشركة تكسب الكثير من متجر التطبيقات Apple Store، الذي لا تنفكّ الشركة في تطويره وتطوير قسم الألعاب والمؤثرات الصوتية والتجربة الكاملة والمنفردة للمستخدمين، بحيث إنّ الألعاب على "آيباد" "ماك" و"آيفون" تبدو واقعية وحقيقية للغاية. ولعل أحدث خدمات "آبل" التي تسعى من خلالها لمنافسة منصّة "نتفليكس" هي " Apple TV+". هذا وقد تعاونت الشركة مع كبار نجوم هوليوود، أبرزهم المذيعة أوبرا وينفري والممثلة جينيفر آنستون، وذلك لظهور كلّ منهما في برامج من إنتاج آبل يعرض فقط على "Apple TV+". كل هذا إلى جانب أحدث الأفلام الموجودة في الصالات السينمائية والمسلسلات الخاصة المنتجة من قبل "آبل" والمسلسلات الأكثر شهرة.

أيضًا، ستُطلق الشركة في سبتمبر المقبل نسختها الخامسة من الساعات الذكية "آبل ووتش"، المتوقع أن تحتوي على كاميرا بدقة 7 ميغابيكسل، بالإضافة لتحسينات لأبرز ميزها وهي الـ ECG، التي تمكّن المستخدم من إجراء تخطيط قلب سريع لا تتجاوز مدّته النصف دقيقة وبنتائج دقيقة جدًا. هذا ومن المتوقّع أن تضيف "آبل" عددًا من الخدمات الصحيّة للساعة، التي أصبحت مؤخرًا أكثر ساعة ذكية مبيعًا في العالم، بسبب ما تقدّمه من خدمات ومميزات.

لكن كل ذلك لن ينقذ "آبل" من خطر تراجع المبيعات، وخصوصًا مع وجود منافسين أقوياء كشركة "سامسومنغ" التي أطلقت منذ أيام معدودة هاتف Note 10 بمميزات متطوّرة جدًا، وشركة "هواوي" التي تتزايد مبيعاتها بشكل قياسي وذلك بسبب جودة كاميرات هواتفها، مميزاتها وسعرها المقبول والزهيد مقارنة بأجهزة "آيفون" الباهظة الثمن. لذا، على "آبل" العمل على تخفيض سعر هواتفها للبقاء في المنافسة، وفي نفس الوقت إيجاد أي جديد وملفت في هواتفها المقبلة لجلب عدد جديد من المستخدمين، وزيادة الـ 1.5 مليار جهاز "آيفون" الناشط حول العالم.

دلالات

المساهمون