القتل الممنهج... من التوتسي إلى الأوكرانيين
"إذ نتذكر الدماء التي سُفكت قبل 28 عاماً، ندرك أن لدينا دائماً حق اختيار الإنسانية بدلاً من الكراهية، والتعاطف بدلاً من القسوة، والشجاعة بدلاً من التهاون، والمصالحة بدلاً من الغضب"، هذا ما قاله الأمين لعام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في اليوم العالمي الذي حددته المنظمة الدولية الخميس الماضي في 7 إبريل/ نيسان لـ "التفكير في الإبادة الجماعية التي وقعت ضد التوتسي في رواندا عام 1994"، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص في قتل ممنهج خلال فترة أقل من ثلاثة أشهر.
وجاءت هذه الذكرى فعلياً بعد 4 أيام من ورود معلومات من أوكرانيا عن العثور على 57 جثة في مقبرة جماعية ببلدة بوتشا قرب كييف، وسط انتقادات غربية لـ"جرائم" القوات الروسية التي تغزو هذا البلد منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، ما يشير إلى أن "التفكير بالإبادات الجماعية" لا يزال بعيداً عن تفكير قادة كُثر في العالم.
ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية صوراً قالت إنها في بوتشا، وأظهرت جثثاً متناثرة في الشوارع، واتهمت القوات الروسية التي كانت تسيطر على البلدة بتنفيذ إعدامات وارتكاب مذبحة في صفوف السكان تشبه ما حصل في مدينة "سربرنيتسا" البوسنية التي قتل فيها آلاف خلال الحرب في تسعينيات القرن العشرين. ودفع ذلك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى المطالبة بأن تحقق محكمة الجنايات الدولية في الفظائع المرتكبة في أوكرانيا.
(العربي الجديد)