"يونسكو" تدرج الدبكة الفلسطينية على قائمة التراث العالمي

"يونسكو" تدرج الدبكة الفلسطينية على قائمة التراث العالمي

06 ديسمبر 2023
رحب وزير الثقافة بالقرار في ظل "محاولات المحو والإلغاء والسرقة" (مصطفى حسونة/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية، الثلاثاء، موافقة منظمة يونسكو على اعتماد الطلب الفلسطيني إدراج "الدبكة الشعبية الفلسطينية" على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، وذلك خلال اجتماعها بمدينة كاسان في بتسوانا.

وقال المدير العام للتراث في وزارة الثقافة، صالح نزال، في حديث مع "العربي الجديد" إن هذا الملف قُدّم إلى "يونسكو" في مارس/ آذار 2022، وذلك بالاستعانة بكافة الفرق والمؤسسات الفلسطينية العاملة في هذا المجال، بدءاً من جمع المعلومات، أو عبر اللقاءات التالية المباشرة أو عبر التواصل الافتراضي بالاستعانة بالتقنيات الإلكترونية، لمواجهة إجراءات الاحتلال في منع التواصل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والاجتياحات المتكررة للبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة.

ولفت نزال إلى أنه تم توثيق الكثير من المقابلات وتصويرها وتوثيقها في مرحلة إعداد الملف، مع أجيال مختلفة من كافة المحافظات، لهم تجارب متعددة، حول نشوء وتطور الدبكة الفلسطينية وروّادها ومطوّريها، والحركات التي تميزها، وأزيائها والآلات الموسيقية المرافقة لها.

واعتبر وزير الثقافة الفلسطينية، عاطف أبو سيف، أنّ هذا القرار يأتي نتيجة جهود قامت بها السلطات الفلسطينية، بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية منذ عامين وفقاً لمعايير "يونسكو" المعمول بها لتسجيل الملفات على هذه القائمة.

وأضاف أبو سيف في تصريح من غزة أن تسجيل الدبكة الشعبية الفلسطينية على القائمة يعتبر الملف الثالث المسجل باسم فلسطين بعد ملفي الحكاية الشعبية وملف فن التطريز الفلسطيني.

وتابع: "يأتي هذا القرار انتصاراً لشعبنا الذي يؤكد يومياً في صراعه مع الاحتلال على حتمية البقاء ووجوب الوجود"، منبهاً إلى أن القرار جاء "في ظل مرحلة يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة لأبشع مظاهر العدوان الغاشم الذي يستهدف الوجود الفلسطيني والحكاية الفلسطينية، على مرأى ومسمع العالم".

وقال أبو سيف إن الحفاظ على التراث الفلسطيني بشكله المادي وغير المادي بوصفه اللبنة الأساسية في بناء الهوية الفلسطينية "هو مهمة وطنية خالصة لأنه دليل على هُويتنا وروايتنا الفلسطينية أمام كل محاولات المحو والإلغاء والسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول بكل الطرق القضاء على الهوية والرواية الفلسطينية".

علوم وآثار
التحديثات الحية

وسبق لسلطات الاحتلال أن حاولت السطو على الدبكة الشعبية الفلسطينية، ونسبها إليها، عبر تشكيل ما سمته فرقة "الفنون الشعبية الإسرائيلية"، والتي قدمت العديد من نماذج الفولكلور الشعبي الفلسطيني الراقص، وخاصة الدبكة، خلال مشاركتها في مهرجان اللوز بمدينة أجرجينتو الايطالية، في مارس/ آذار من العام 2010. آنذاك، نسبت الفرقة الإسرائيلية الدبكة إلى تاريخها الثقافي والفني، وقدّمتها لجمهور المهرجان باعتبارها من "الفنون الإسرائيلية".

وفي إطار التحضيرات لتسجيل الدبكة على قائمة التراثي العالمي لليونسكو، نظّمت وزارة الثقافة، العام الماضي، مهرجاناً بعنوان "فلسطين تدبك" في رام الله والبيرة ونابلس والناصرة والقدس ومناطق أخرى.

وتعد "سرية رام الله" فرقة الدبكة الأطول استمرارية منذ تأسيسها عام 1927، وشاركت في عروض المهرجانات الصيفية التي كانت تقيمها بلدية رام الله قبل احتلال عام 1967، وعرفت باسم "مهرجانات الطيرة".

وشدّد المدير التنفيذية للسرية، خالد عليان، في حديث مع "العربي الجديد" على أهمية هذا الإنجاز التي جاء بمبادرة من وزارة الثقافة الفلسطينية ومشاركة القطاع الأهلي لحماية الدبكة الشعبية الفلسطينية من السرقة والتهويد، معتبراً إياها "جزءاً من معركة الرواية والهوية المتواصلة مع الاحتلال الساعي لسرقة كل ما هو فلسطيني".

كذلك، قدمت السلطات الفلسطينية ملف الصابون التقليدي النابلسي لتسجيله على القائمة في عام 2025، وذلك بعدما استوفى جميع المعايير التي تحكم التسجيل.

المساهمون