هل يتراجع حضور الدراما المشتركة؟

هل يتراجع حضور الدراما المشتركة؟

16 نوفمبر 2022
سيرين عبد النور مغيبة عن الدراما المشتركة (ذبيان سعد)
+ الخط -

لم يحقق الجزآن الأخيران من مسلسل "الهيبة" (إخراج سامر البرقاوي) ما بلغته نسبة المشاهدة في الجزء الأول. وكان إصرار الشركة المنتجة للسلسلة حاسماً بشأن متابعة تصوير أجزاء إضافية، حتى وصل الأمر إلى تصوير فيلم يتابع القصة نفسها، من خلال اختيار حادثة حصلت في الجزء الثاني وبناء خط تشويقي عليها. لكن الفيلم لم يحقق الإيرادات المتوقعة.

وأكد متابعو الأفلام المعروضة في صالات السينما المصرية أن فيلم "الهيبة" توقف عرضه بسبب قلة الإيرادات على مدار شهر ونصف الشهر، وهو أمر يدخل في إطار تفضيل الجمهور المصري للدراما المصرية أولاً.

لم يتنبه المنتجون في العالم العربي لضرورة إشراك الجمهور المصري في مجموع الإنتاجات الدورية، وبالتالي لم يسلم المنتج العربي من إشكالية العمل في القاهرة، بسبب قرار اتخذته المخابرات المصرية، منع معظم المنتجين العرب من تصوير أعمالهم المصرية في المحروسة. هذا التباعد بين المنتج والسوق المصري تحديداً دفع أيضاً إلى فشل معظم الأعمال المصرية التي صُوِّرت في بيروت وكانت مصرية خالصة، وهو أمر تطلب إعاد النظر من شركة سيدرز آرت برودكشن التي اختارت مواقع وأماكن اخرى لتنفيذ أي عمل مصري سيعرض في موسم 2023.

والواضح أن معظم شركات الإنتاج العربية تصب جهدها على بيع الإنتاجات لمنطقة الخليج فقط، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي في لبنان وسورية لا يسمح للمحطات بشراء مسلسلات للعرض الأول.

لم تحقق المسلسلات المشتركة حضوراً جماهيرياً في القاهرة. حضور نادين نسيب نجيم في القاهرة يبدو بسيطاً، قياساً بزميلتها سيرين عبد النور التي عملت في القاهرة وصورت قبل سنوات طويلة أفلاماً ومسلسلات تحمل الهوية المصرية، وحصدت نجاحات عدة.

لم يتفاعل المصريون مع مسلسل "للموت" (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر)، رغم الشهرة العربية التي أدت إلى إنتاج جزء ثالث من المسلسل الذي لم يجمع عليه النقاد منذ الجزء الأول. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يعتبر واحداً من المسلسلات الخاصة بخط الخليج ــ بيروت، ويحقق نسبة مشاهدة جيدة في الموسم الدرامي الرمضاني.

سيحمل موسم 2023 للدراما العربية مفاجآت كثيرة على صعيد نسبة المشاهدة، خصوصاً أن هناك أسباباً تدفع الجمهور إلى تغيير وجهة المتابعة، ومنها بالطبع تكرار الحكايات نفسها، وقصص الحب المعلبة، إذ لطالما تأتي نهايتها سعيدة ووردية.

بين القاهرة وبيروت حدود فاصلة في إنتاج المسلسلات. تحافظ القاهرة على حد أدنى من الصناعة الخاصة بالدراما، وتؤمن لذلك أرباحاً مادية ومعنوية، تبقيها الأولى إنتاجاً على خريطة الدراما العربية، فيما يتجنب المنتج السوري الخوض في ما هو جديد، أو تطوير حكايات المسلسلات السورية التي شهدت ولادة هذه الصناعة في دمشق أواخر السبعينيات من القرن الماضي، لتأتي بيروت وتنقسم على نفسها بين دراما معدة محلياً، فاشلة في المضمون والتنفيذ، وبين دراما لا تزال حتى اليوم الأولى عربياً، نظرا إلى كثرة مشاهديها.

المساهمون