مهرجان أفلام الذكاء الاصطناعي لمحة عن مستقبل السينما

مهرجان أفلام الذكاء الاصطناعي لمحة عن مستقبل السينما

12 مايو 2024
بدأ بجلسة نقاشية تضمنت رؤى مستقبلية لمجموعة من صانعي الأفلام (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اختتم مهرجان أفلام الذكاء الاصطناعي الثاني في نيويورك، مع عرض عشرة أفلام من أصل 3000، من إنتاج شركة رانواي إيه آي، تبرز التقدم في استخدام الذكاء الاصطناعي بالسينما.
- أناستاسيس جيرمانيديس يؤكد على التنوع الكبير في أساليب وجماليات الأفلام، مما يدحض فكرة اقتصار الإبداع القائم على الذكاء الاصطناعي على نمط محدد.
- تواجه صناعة الأفلام تحديات تقنية في استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنها توفر فرصًا للمبدعين لتحقيق رؤاهم بميزانيات أقل وبطرق أكثر إبداعًا.

اختتم يوم 9 مايو/ أيار مهرجان أفلام الذكاء الاصطناعي الثاني (AIFF) في نيويورك، بعد العرض الأول له في لوس أنجليس الأسبوع الماضي. وبدأ البرنامج الذي امتد إلى تسعين دقيقة بجلسة نقاشية تضمنت رؤى مستقبلية لمجموعة من صانعي الأفلام، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة رانواي إيه آي Runway AI، التي نظمت المهرجان.

شارك ما يقرب من 3000 فيلم قصير في المهرجان الذي نظمته شركة رانواي، إحدى الشركات الناشئة والرائدة في مجال إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، اختير منها عشرة أفلام، والتي تعكس الخيال الحي لصانعيها وقصصهم التي تدور أحداثها في عوالم مذهلة من الناحية الجمالية.

وصرح أناستاسيس جيرمانيديس، أحد مؤسسي شركة رانواي وكبير مسؤولي التكنولوجيا، لوكالة فرانس برس: "هناك تصور أن صناعة الأفلام والإبداع القائم على الذكاء الاصطناعي لها أسلوب محدد للغاية". وخلال حفل توزيع جوائز المهرجان، يوم الخميس، أكد جيرمانيديس أن كل فيلم من الأفلام المختارة "يبدو مختلفاً تماماً عن الآخر".

عند مشاهدة أفلام الذكاء الاصطناعي القصيرة تلك، تتبادر إلى الأذهان الأفلام الروائية السابقة مثل "إنسبشن" Inception  و"ذا ماتريكس"  The Matrix و"لوفينغ فينسنت" Loving Vincent، حيث نمت صناعة الأفلام والرسوم المتحركة كثيراً خلال الخمسين عاماً الماضية.

واليوم، مكنت التقنيات الحديثة من إنتاج الأفلام بجزء صغير من ميزانية الفيلم النموذجية، وبواسطة أي شخص لديه إمكانية الوصول إلى جهاز كمبيوتر وبرنامج. فبمجرد الطلب، يستطيع "رانواي إيه آي" تحويل سلسلة من الصور الثابتة إلى فيديو قصير، أو تحويل الصورة إلى لوحة فنية.

في فبراير/ شباط، أطلقت شركة أوبن إيه آي OpenAI الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي برنامجها لإنشاء الفيديو، الذي أطلق عليه اسم "سورا" Sora، في حين تعمل شركتا غوغل وميتا على تطوير نسختهما الخاصة، وتدعى "لوميير" Lumiere و"إيمو" Emu، على التوالي.

الذكاء الاصطناعي.. ليس مثالياً بعد

خلال فترة عمله القصيرة، التي فاز بسببها بجائزة في المهرجان، قام المخرج ليو كانوني بإنشاء مئات الصور باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي "ميدجورني" Midjourney، ثم قام بتحريكها باستخدام "رانواي إيه آي"، لكنه اضطر إلى إجراء عدد لا نهائي من التعديلات على طول الطريق. فتقنية الذكاء الاصطناعي الحالية لا تزال غير متطورة في بعض المجالات، ولا سيما في توفير زوايا متعددة للكاميرا وإنشاء شخصيات ناطقة سلسة تشبه الإنسان.

وقال المخرج الفرنسي عن فيلمه القصير what happens to grandmothers after they die الذي يدور حول ما يحدث للجدات بعد وفاتهن: "بدونه لم يكن في إمكاني تقديم شخصيات (بشرية) أو حوار، وهذا ما يحدد جمالية الفيلم".

ولكن في ما يتعلق بالعناصر المرئية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي "لا يزال هناك الكثير من العيوب في كل مشهد، لذلك اضطررت إلى تنقيحها كثيراً. فهي لا تخرج من البرنامج جاهزة للاستخدام مباشرة".

واعترف أليخاندرو ماتامالا، المؤسس المشارك لـ"رانواي"، بأن التكنولوجيا لم تكتمل بعد. "إذا كنت تريد شخصية واقعية ذات طابع إنساني... فنحن لسنا متقدمين للقيام بذلك، لكننا نقول إن هناك أنواعاً مختلفة من الطرق لسرد القصص".

تغيير جذري مقلق

تعمل شركة رانواي إيه آي حاليّاً على تطوير ما تسميه "نماذج العالم العامة"، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه محاكاة بيئة العالم الحقيقي من خلال توقع كيفية تطور الأحداث المستقبلية في بيئة ديناميكية.

ولا ينحدر مؤسسو "رانواي" الثلاثة من خلفيات لها علاقة بهندسة الكمبيوتر، بل درسوا المجالات المتعلقة بالفن في جامعة نيويورك. ويركز الثلاثي على إنشاء "لغة مشتركة" للبرمجة والإبداع، مستشهدين بشركتي "آبل" و"بيكسار" بوصفهما مثالين.

ويقول الإيطالي كارلو دي توني، الذي فاز أيضاً بجائزة في المهرجان: "في ما يخص بعض صانعي الأفلام الناشئين مثلي، يمثل ذلك فرصة حقيقية لتغيير النموذج المتبع لصناعة الأفلام في هوليوود". ويضيف: "يمكن للفنانين إحياء بعض القصص الجديدة من دون الحاجة إلى المال"، لافتاً إلى أن بعض منصات الذكاء الاصطناعي تقدم اشتراكات مقابل 30 أو 50 دولاراً فقط في الشهر.

ويرى المخرج الإيطالي أنه في المستقبل "ربما يكون الإنتاج المستقل أقرب إلى بعض إنتاجات هوليوود، ولا أستبعد أن يواجه بعضهم بعضاً".

إن احتمال حدوث مثل هذا التغيير الجذري في صناعة الأفلام أمر مقلق للغاية لهوليوود، حتى إن الممثلين وكتاب السيناريو نظموا إضراباً لمدة شهر في الصيف الماضي، مطالبين بالحماية من الذكاء الاصطناعي التوليدي، من بين أمور أخرى.

وفي ما يتعلق بالمخرج دي توني، ستصبح التكنولوجيا في نهاية المطاف أمراً شائعاً، والأهم هو "أفكارك" حول كيفية استخدام الأدوات لتحقيق الرؤية على أرض الواقع.

وتعمل صناعة الأفلام باستخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل على قطع الطريق على العديد من المتخصصين، مما يعرض وظائف الصناعة للخطر، لكن كريستوبال فالينزويلا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة رانواي إيه آي، يرى أن الأتمتة "تحدث بالفعل طوال الوقت، لكن الوظائف نفسها ستتغير. هذا هو دور التكنولوجيا – السماح لنا بالتغيير".

المساهمون