ممثلون وممثلات في دوامة المسلسلات المشتركة

24 يونيو 2022
يطالب متابعون سلافة معمار بالعودة إلى الدراما السورية (فيسبوك)
+ الخط -

أين تكمن المُشكلة في الدراما العربية المُشتركة؟ سؤال يُطرح عند كل عرض لعمل عربي مشترك. أعمال تفقد رونقها من الحلقات الأولى، وتسقط في فخ المزايدات على الإنتاج ليس إلا، وتتسابق من أجل الفوز، أو استمالة مجموعة من الممثلين، تبعاً لرصيدهم الجماهيري أولاً، فيما تأتي النتيجة، غالباً، مُخيبة للآمال.

يُعرض منذ أسبوعين مسلسل "بيروت 303"، نص لسيف رضا حامد، وإخراج إيلي السمعان. لا يقدم المسلسل أي جديد، بل محاولة واضحة في استغلال "نجومية" سلافة معمار وعابد فهد، وزميلهما معتصم النهار، بطريقة تجارية، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى مطالبة الممثلين السوريين بضرورة التوقف عن أي عمل درامي مشترك. وأظهرت منصة تويتر تغريدات كثيرة، انتقدت سلافة معمار وكيفية موافقتها على أداء دور تاج في المسلسل عينه؛ إذ أمضت معظم مشاهدها في الصراخ والبكاء، فيما لم يتنبه المخرج، بحسب التعليقات والانتقادات، إلى الشكل المفترض أن تظهر معمار من خلاله. وطالب آخرون الممثل عابد فهد بضرورة التوقف لعام أو أكثر عن أي عمل درامي مشترك، رأفة في ماضيه الفني، وذاكرة متابعيه في سورية والبلدان العربية، فيما طالب آخرون، معمار وفهد، بضرورة التشدد في الموافقة على الحكايات أو السيناريوهات، بعيداً عن سلطة المال، واستغلال هذه الوسيلة لإقناع ممثلين ينتمون إلى الصفوف الأولى، بعمل متواضع لا يضيف لهما أي تقدم.

قبل ثلاثة أشهر، عرضت منصة شاهد مسلسل "عالحدّ"، من إخراج ليال راجحة، في أول عمل درامي تقدمّه المخرجة. ولعبت معمار دور البطولة في المسلسل؛ فوقعت في الفخ نفسه: الضعف وقلة الخبرة عند المخرجة، التي اختطفت القصة إلى عالم خاص، من دون أن تحيط بكافة جوانب الأحداث. لم يستسغ المشاهد هذا الضعف في الإخراج، فمر "عالحد" مروراً خجولاً، ولم يحظ بالمتابعة المطلوبة.

قبل أيام، أعلن عن نية شركة سيدرز آرت برودكشن (الصبّاح) إنتاج مسلسل درامي جديد، سيلعب بطولته الممثل السوري تيم حسن. يعود بطل "الهيبة" أدراجه إلى الشركة، مع فريق عمله الذي تحول إلى فريق "حصري" لإنتاجات تيم حسن، والذي لا يبدو أنه سيبحث عن آفاق وحيل جديدة للخروج إلى التجدد أو التطور. وكل ما يفعله هو انتظار شركة الصبّاح بالسماح له للعمل معها في حال وجدت له قصة تليق به.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لا يمكن فصل فشل الدراما المشتركة، خصوصاً تلك الخاصة بالمنصات، من دون أن نُسجل قبول أو تساهل الممثلين مع السيناريو الذي تقدمه شركات الإنتاج التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى إمبراطوريات تفرض ما تشاء وتتمسك بمواقفها، من دون أي مراجعة أو نقاش، وهذا بالطبع ما يُسهم في هبوط أسهم نجاح ما يعرف بالدراما المشتركة.

لا تبشر المواسم المقبلة من الإنتاج الدرامي بإصلاح ينقذ هذه الصناعة، على العكس تماماً؛ فكل المعطيات والتسريبات المتعلقة بموسم رمضان 2023، ودراما المنصات المبنية على سيناريوهات معدّة سلفاً، ستجمع مجدداً الممثل السوري مع ممثلين آخرين من جنسيات مختلفة.

المساهمون