مصر: مصادرة صحيفة حقوقية بحجة " قلب نظام الحكم"

15 يونيو 2014
جمال عيد مؤسس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
+ الخط -

صادرت قوات الأمن المصرية، في الساعات الأولى من صباح، اليوم الأحد، صحيفة "وصلة" التابعة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، كما ألقت القبض على عامل الطباعة، واقتادته إلى قسم بولاق الدكرور.

ورفض ضباط قسم الشرطة إطلاع المحامين على أسباب المصادرة، أو تفاصيل المحضر، الذي تم تحريره لعامل المطبعة، أو طبيعة الاتهام الموجه إليه. وقال مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد، على حسابه الخاص على موقع التفاعل الاجتماعي، "تويتر"، إنه هو المسؤول عن الصحيفة "من الألف إلى الياء، فضلا عن مسؤوليته عن فريق تحرير الجريدة، ولكنه لم يُخطَر بأي شيء قبل مصادرة العدد الأخير".

وتابع عيد: "يبدو أن ضرب المجتمع المدني بدأ أسرع من المتوقع.. مصادرة صحيفة (وصلة) من المطبعة، واعتقال عامل المطبعة، واتهامات لا تبشر، ورفض إطلاع محامي الشبكة على المحضر.. والدستور يقول بلغوا المحامي بالتفاصيل، ولكن لم يحدث.. ومبارك لم يفعلها". ثم عاد ليؤكد أن القسم أبلغ المحامي شفهيا بأن الاتهام هو "طبع صحيفة تدعو إلى قلب نظام الحكم، والتحريض على قلب نظام الحكم، وأن الصحيفة تابعة للإخوان المسلمين".

ورجح عيد أن يكون سبب المصادرة هو العدد الأخير للصحيفة بعنوان "جلالة الملك"، والذي ظهر فيه على الغلاف، الرئيس المصري الجديد، عبد الفتاح السيسي، في زي ملكي من خلال رسم كرتوني، معقبا "في غياب الشفافية وحرمان أصحاب الشأن من حق معرفة الاتهام، لا حل سوى الاستنتاج".

"وصلة" هي نشرة غير دورية، تصدر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، للحقوقي جمال عيد، وتشمل عددا من المواد المنشورة في مدونات النشطاء والأدباء والمثقفين، وصدر منها 70 عددا قبل الأخير، الذي صودر اليوم، وتهدف إلى تحقيق تواصل بين المدونين ونشطاء الإنترنت من جهة، وعدد من قادة الرأي العام في الدوائر السياسية، الحقوقية، والإعلامية، الذين قد يجدون صعوبة في التواصل من خلال الإنترنت، أو وسائط الاتصال الحديثة، حيث يتم إرسال عدد من النسخ إليهم فيما يتم توزيع الباقي مجانا، في عدد من المكتبات ونقاط التوزيع.

وقد أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانا، منذ قليل، قالت فيه إن قوات الأمن صادرت نحو 1000 نسخة من الصحيفة وقوالب الطباعة واعتقلت عامل المطبعة.

وقال جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية، والمسؤول عن الصحيفة، من خلال البيان: "بدأ ضرب المجتمع المدني وإظهار نوايا السلطة الجديدة أسرع مما توقعنا، فلم يمضِ سوى أسبوع على تولي الرئيس الجديد، عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم، وهذا الهجوم، إلى جانب إعلانه موقف الحكم الجديد من المجتمع المدني، يمثل إشارة إلى مصير حرية الصحافة وحرية التعبير عبر مصادرة صحيفة وتلفيق اتهامات عبثية وساخرة، بزعم يثير السخرية وهو الانتماء إلى الإخوان المسلمين".

وقالت الشبكة العربية في بيانها أيضا: "إن التحقيق سوف يتم اليوم، لمعرفة تطورات القضية وما قد تمثله من بدء رسمي لحملة ضد المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، وأيا كان قرار النيابة العامة في هذه القضية الملفقة الساخرة، فإن الشبكة العربية لن يتوقف نشاطها وإصرارها على إحلال سيادة القانون، مهما كان الثمن، الذي ستتكبده جراء ذلك".

المساهمون