مصر: اكتشاف مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل 2600 سنة في المنيا

13 أكتوبر 2020
المومياء بداخل التابوت لم تكن في حالة جيدة بسبب الرطوبة العالية (تويتر)
+ الخط -

أعلن أمين عام المجلس الأعلى للآثار بمصر مصطفى وزيري، أمس، عن اكتشاف أثري في منطقة الغريفة في تونة الجبل بمحافظة المنيا، مشيراً إلى أنه سوف يتم الإعلان الكامل عنه قريباً في احتفالية خاصة.

فقد عثرت البعثة الأثرية المصرية، التي استأنفت أعمالها في بداية أغسطس/ آب الماضي، على بئر للدفن تحوي تابوتاً من الحجر الجيري بداخله مومياء وعدد من تماثيل الأوشابتي تعود إلى عصر الأسرة الـ26 التي حكمت مصر قبل حوالي 2600 سنة.

ويعد هذا الكشف الثاني هذا العام في المنطقة ذاتها، ففي شهر فبراير/ شباط الماضي، أُعلن عن اكتشاف 16 مقبرة فيها حوالي 20 تابوتاً وأوان كانوبية.

البعثة المصرية التي تقوم بعملها في الموسم الرابع على التوالي استمرت في عملها بإزالة الكثبان والردم في المنطقة المستهدفة، وهو ما أدى للعثور على بئر الدفن هذه على عمق عشرة أمتار.

التابوت المكتشف داخل البئر مصنوع من الحجر الجيري، ومنقوشة عليه عدة مناظر، تُمثل أبناء حورس الأربعة، وهو في حالة جيدة من الحفظ، في حين وصِفت مجموعة تماثيل الأوشابتي الموجودة بجانب التابوت بأنها المصنوعة من الفاينس.

أما عن المومياء التي بداخل التابوت فلم تكن في حالة جيدة بسبب الرطوبة العالية داخل المقبرة.

يشير الفحص المبدئي للمقبرة إلى أنها تعود لأحد رجال الدولة في عصر الأسرة الـ26، ويدعى "جحوتي أم حتب"، وكان يشغل عدة مناصب عظيمة في النظام الحاكم، وأنه ابن "حرسا إيست" الذي كشفت البعثة عن التابوت الخاص به في موسم حفائرها الأول عام 2018.

وتقع "تونة الجبل" ضمن حدود مركز ملوي بمحافظة المنيا، وكانت تمثل عاصمة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا. أما عن اسمها؛ فهو مشتق من الكلمة المصرية القديمة "تاحني" أو "تاحنت"، ومعناه "البحيرة" نسبة إلى بحيرة تكونت بها نتيجة لفيضان النيل، تحرفت الكلمة في العصر الروماني إلى اليونانية وأصبحت "تاونس"، ثم "تونة" في العصر العربي، وأضيف لفظ "الجبل" لوقوعها في منطقة جبلية.

أضيفت الجبانة إلى الخريطة الأثرية المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي، بعد أن نجحت بعثة تابعة لجامعة القاهرة في اكتشاف مجموعة من الآثار تعود لحقبة ما قبل ميلاد السيد المسيح. وهي مجموعة صارت لها أهمية خاصة لأنها تضم عناصر فنية تنتمي إلى الحقبة الفرعونية واليونانية.

وتضم المنطقة مجموعة من الآثار الشهيرة مثل "مقبرة إيزادورا"، و"مقبرة الكاهن الأكبر "بيتوزيرس"، وإحدى لوحات حدود مدينة أخناتون، والساقية الرومانية، إضافة إلى سراديب تونة الجبل التي يطلق عليها "مقبرة تحوت".

يذكر أنه منذ بدء عمل البعثة منذ أربع سنوات، تم الإعلان عن العديد من الاكتشافات الكبيرة في المنطقة، بدأت في فبراير/شباط 2018 بكشف كبير لثماني مقابر تضم أكثر من 50 مومياء، و1000 تمثال، و40 تابوتاً حجرياً عليها نقوش فرعونية، وعشرات العناصر الأثرية من أوان ورقائق برونزية وقناع برونزي.

 

Posted by Dr. Mostafa Waziry on Monday, 12 October 2020

 وفي مايو/أيار من نفس العام، أُعلن عن اكتشاف 18 مومياء في إحدى المقابر. ثم أعلن في أوائل 2019 عن ثلاث مقابر تضم 40 مومياء بحالة جيدة وتوابيت حجرية وفخار، تعود لبداية عصر البطالمة مروراً بالعصر الروماني البيزنطي. ويبدو أن استمرار العمل في المنطقة سينتج عنه المزيد من الاكتشافات.

دلالات
المساهمون