مايلز تَلِر: وسامةٌ معطوفة على أداء محترف

مايلز تَلِر: وسامةٌ معطوفة على أداء محترف

08 يوليو 2022
مايلز تَلِر يُروِّج لـ"رأس العنكبوت" (نيويورك، 15 يونيو 2022): حِرفية تمثيل (دِيا ديباسُبُ
+ الخط -

فيلمٌ جديد تعرضه المنصّة الأميركية "نتفليكس"، منذ 17 يونيو/حزيران 2022، بعنوان "رأس العنكبوت" (2022)، لجوزف كِسنسكي، مخرج "توب غان: مافريك" (إنتاج العام نفسه). مزيجٌ من الخيال العلمي والمشاعر البشرية، في عالمٍ مُستقبليّ غير بعيدٍ، كثيراً، عن الزمن الراهن. اختبارات علمية على الإنسان الفرد، تحاول استكشاف ما فيه من انفعالاتٍ تُحرّكه إزاء الذات والآخر، و"تمرّد" هادئ لأحد المتطوّعين للاختبارات، يتمثّل (التمرّد) بتعمّقه في ذاته، والتنبّه إلى ما فيها من أحاسيس، وإلى معاني تلك الأحاسيس ومساراتها ومصائرها، تماماً كمعاني الذات ومساراتها ومصائرها، في ارتباطاتها وعلاقاتها.

المتمرّد الهادئ يُدعى جِف، والممثل الذي يؤدّي دوره، في جديد كِسنسكي، يُدعى مايلز تَلِر، المتميّز تمثيلياً في تأديته دور المنتج الكندي ألبرت أس رَدي، في فترة اشتغاله على إنتاج "العرّاب" (1972)، لفرنسيس فورد كوبولا، الذي يُفضِّل كثيرون ترجمة عنوانه الإنكليزي، The Godfather، بـ"الأب الروحي"، والعنوان هذا جميلٌ ومُحبَّبٌ أيضاً. دور المنتج السينمائي والتلفزيوني مرتبطٌ بالسلسلة التلفزيونية "العرض (The Offer)"، لمايكل توكان (ابتكار)، إنتاج "باراماونت بلاس"، بمناسبة مرور نصف قرن على تحقيق الجزء الأول من رائعة كوبولا. الفيلم الجديد لتَلِر يأتي بعد تعاونين اثنين له مع المخرج نفسه: "الشجعان فقط" (2017)، و"توب غان: مافريك".

عملان اثنان يُعرضان في فترة واحدة، كافيان لمعاينة إضافية، تتعلّق بشخصية الممثل الأميركي (مواليد "داوننغتان ـ بنسلفانيا"، 20 فبراير/شباط 1987)، الذي يبدأ حياته الفنية منذ عام 2004 (أفلام قصيرة)، علماً أنّه موسيقيٌّ أيضاً، عازفاً على آلة "ساكسفون" تحديداً. دراسته "الفنون الجميلة" غير مانعةٍ إياه عن التدرّب على "الطريقة" (المعروفة أيضاً بـ"أسلوب ستانسلافسكي")، في "معهد لي ستراسبِرغ للمسرح والسينما". إعلان حضوره السينمائي حاصلٌ، عام 2010، بفضل "حفرة الأرنب (Rabbit Hole)"، كتابة جون كامِرون ميتشل وإخراجه.

 

 

في "رأس العنكبوت"، يُقدِّم تَلِر دوراً عادياً، رغم اتقانه تأديته بحِرفيّة، تُضاف إليها وسامةٌ يُتقن توظيفها في اشتغالاته الفنية. له ملامح شابٍ، تجمع تلك الوسامة بسحر رجوليّ، وابتسامة بحزنٍ عميقٍ، لن يكون، بالضرورة، مأسوياً أو مؤذياً، لشدّة ما فيه (الحزن) من غليان روحٍ ونفسٍ وذات، تتوق كلّها إلى خروجٍ آمنٍ من وطأة الحياة وضغوط العمل، إلى رحاب المساحة الأوسع لبراعة اشتغال.

في شخصية جِف، يُكمِل تَلِر مساره التمثيلي، وإنْ من دون إضافاتٍ تجديدية، إذْ يبدو أنّ ما يملكه من مفرداتِ أداءٍ يكفي لإتقان ما يختاره من شخصياتٍ، بعضها حقيقيّ، في أفلامٍ سابقة، كشخصيتي الملاكم الأميركي فيني باتزيانزا (1962)، في "نزيفٌ من أجل هذا (Bleed For This)" لبَنْ يونغر (2016)، وديفيد مردخاي باكوز (1982)، متعهّد البناء، الذي يُدرك شهرةً كبيرةً بسبب فضيحة مع الجيش الأميركي، كبائع أسلحة غير شرعي، في "كلاب الحرب (War Dogs)" لتود فيليبس (2016).

المساهمون