كيكس ستنسلز... رسوم في وجه الفصل العنصري

كيكس ستنسلز... رسوم في وجه الفصل العنصري

11 ابريل 2024
يقول: لا أرسم أبداً جداريات ملونة وجميلة مثل الكعك (إنستغرام)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية تحول إلى لوحة تعبر عن نضال الفلسطينيين، مزين بأعمال فنانين عالميين مثل بانكسي وكيكس ستنسلز، تروي قصص المقاومة.
- كيكس ستنسلز، فنان مجهول يعبر عن تضامنه مع الفلسطينيين منذ 2017، يستخدم الغرافيتي لتصوير الحياة اليومية والنضال، وينشر أعماله عبر إنستغرام، مؤكدًا على أهمية فنه في تحقيق تأثير حقيقي.
- يستخدم كيكس ستنسلز أسلوب الاستنسل لعرض رسومات تعبر عن الأمل والتحدي، مثل أطفال يلعبون رغم الظروف القاسية، معيدًا تعريف أدوات القمع كأدوات للعب، لتسليط الضوء على الظلم بفلسطين.

يمتلئ جدار الفصل العنصري الذي شيّده الاحتلال الإسرائيلي لعزل سكان الضفة الغربية عن باقي الأراضي المحتلة، بالعديد من رسوم الغرافيتي المعبرة عن نضال الشعب الفلسطيني. وأغلبها رسوم ترمز إلى معاني الحرية وتحدي الاحتلال. فالجدار هنا لا يروي قصة اضطهاد الاحتلال للفلسطينيين فحسب، بل أصبح وسيلة لتسليط الضوء أيضاً على قدرة الشعب الفلسطيني على البقاء والمقاومة، على الرغم من هذا القمع والتضييق.
يحمل الجدار رسوم لفنانين كثيرين من كل أنحاء العالم، ومنهم فنانون معروفون، حتى وإن كانوا يوقّعون بأسماء رمزية، لعل أشهرهم الرسام البريطاني بانكسي. بين هذه الرسوم تبرز أيضاً أعمال كيكس ستِنسِلز (Cakes Stencils) وهو اسم مُستعار مثل بانكسي. كيكس ستنسلز فنان مجهول الهوية، وغزير الإنتاج أيضاً، لكنه يولي اهتماماً خاصاً بالجدار العازل منذ سنوات. تتميز أعمال هذا الفنان بسمات مشتركة؛ فخلافاً لكونها مرسومة بالأبيض والأسود؛ إنه هو يحوّل أدوات قمع الاحتلال الإسرائيلي في رسوماته إلى أدوات للعب والمرح. يرسم كيكس ستِنسِلز أطفال فلسطين وهم يلهون بهذه الأدوات مستهينين بها وبأصحابها. في هذه الرسوم، تتحول أجزاء الصواريخ إلى مصدر للمرح، والأسلاك الشائكة إلى حبال للقفز.

رسوم منذ عام 2017 

لم يتوقف هذا الفنان المجهول عن الرسم على الجدار العازل منذ عام 2017، فهو دائم الزيارة إلى الأراضي المحتلة، لكنه لم يتمكن من العودة إلى الجدار لمزاولة فنه بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. ينشط كيكس ستنسلز حالياً في صفحته على "إنستغرام"، ويعرّف نفسه بأنه مجرد رسام يسعى إلى أن تكون لحياته وفنه معنى. قد يكون أبلغ دليل على وصول الفنان إلى هذه الغاية، أن رسومه أصبحت حاضرة باستمرار في التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في عواصم العالم ومدنه. يقدم كيكس ستنسلز على صفحته ما يشبه اليوميات المرسومة التي يعبّر من خلالها عن تضامنه البالغ مع الشعب الفلسطيني. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Cake$ (@cakes_stencils)


في يوم القدس، الموافق 5 إبريل/نيسان، نشر كيكس ستنسلز رسماً لطفل فلسطيني يخرج من بين الرُّكام والأسلاك الشائكة ليحطم الجدار. وفي الثلاثين من مارس/آذار الماضي، أحيا الفنان ذكرى يوم الأرض برسم لطفلة فلسطينية تسقي مجموعة من الزهور، وهو عمل كان قد نفذه على الجدار العازل في مدينة بيت لحم، قبيل عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة.

اختار لنفسه هذا الاسم المستعار ليذكّر أنّ فنه ليس للزينة

يُذكّر كيكس ستنسلز متابعيه في تعليقه على هذا العمل بمقولة الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، بأن تجربة المقاومة الفلسطينية تشكل إحدى أبرز التجارب التاريخية في ما يتعلق بقدرة شعب صغير وفقير ومعزول جغرافياً على الاستمرار. يقول الفنان: "نحن نرى الآن تجسيداً لهذه المقولة، فعلى مدار ستة أشهر من الإبادة الجماعية الوحشية التي ارتكبها النظام الصهيوني، إلا أن النضال الفلسطيني مستمر، تماماً كما قال كنفاني. كما أن حملة التطهير العرقي قد وحدت مختلف الفصائل الفلسطينية في جميع أنحاء فلسطين، وكذلك حول العالم".
يرسم الفنان أعماله تلك بواسطة قوالب الاستنسل، وهو أسلوب معروف وشائع عند فناني الغرافيتي، وفيه يفرّغ الفنان الأشكال التي رسمها على مساحة الورق المقوى أو البلاستيك، ليصنع قالباً يمكن من خلاله طباعة الأشكال على الحائط عن طريق عبوات الرش.

رقص بساق واحدة

الرسوم التي يصنعها كيكس ستنسلز غالباً ما تكون لأطفال فلسطينيين، أو لأطفال مع أمهاتهم يمرحون في سعادة رغم الإعاقات التي يعانونها بسبب العدوان على قطاع غزة. بين رسوماته، نرى طفلةً ترقص بساق واحدة، أو طفلاً مبتور الذراع، هما يعانيان، لكنهما سعيدين وبريئين ويملؤهما التحدي.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Cake$ (@cakes_stencils)


ينشئ الفنان هنا، كما يقول، ساحة للعب في عالم خطير وأوضاع مجحفة، فالأطفال يلعبون بالأسلاك الشائكة والسلاسل، وقد يظهرون مكبلين، ورغم هذا لا يرون إلا الإيجابيات، ولا يستوعبون معاني العرق والقومية، فكلها أمور يصنعها من هم في السلطة. الأسلاك الشائكة في أعمال كيكس ستنسلز تمثل رمزاً متكرراً يشير إلى الحياة على الجانب الآخر من الجدار، حيث يعيش الناس في سجن كبير. أما استخدامه لأسلوب التفريغ بالاستنسل، فلأنه وسيلة سهلة وسريعة وتتسم بالاختزال، لكنها تلخص الكثير من المعاني والأفكار التي يريد التعبير عنها.

سينما ودراما
التحديثات الحية

اختار كيكس ستنسلز لنفسه هذا الاسم المستعار ليذكر نفسه دائماً أن فنه ليس من أجل الزينة، لكن عليه أن يكون معبراً عن قضية، أو كما يقول: "لا أرسم أبداً جداريات ملونة وجميلة مثل الكعك". ومن خلال رسومه على جدار الفصل العنصري، يسعى كيكس ستنسلز، كما يقول، إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذا الجدار، فهو لا يمثل حدوداً بين إسرائيل وفلسطين، بل هو هيكل للفصل العنصري يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم والتنقل بحرية.
يدرك الفنان أهمية تكرار هذه الحقائق لأنّه يعرف قدرة النظام الصهيوني على ترويج المغالطات في الإعلام الغربي. يقول الفنان: "يجب أن يعرف الناس أن الجدار العازل مخالف للقانون الدولي، ويعيق حركة الفلسطينيين، ويقيد حركتهم ويبتلع أراضيهم".

المساهمون