كيف تبيع وتشتري لايكات مزوّرة

كيف تبيع وتشتري لايكات مزوّرة

13 فبراير 2014
+ الخط -

رغم أنّها تجارة باتت معروفة ورائجة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّها باتت منتشرة بكثرة بين النجوم الكبار، على ما كشف مؤخراً عدد من الجهات الاعلامية العالمية، بينها "أسوشييتد برس" وصحيفتا "مترو" و"دايلي ميل" البريطانيتان. تقارير صادمة عن حجم الأرباح التي تدخل من هذا التزييف الإلكتروني. وهو "بزنس" تتخصّص فيه شركات كبرى تستغلّ الدول الفقيرة وأصحاب الدخول المنخفضة، على ما لاحظت "أسوشييتد برس" استناداً إلى إحصائيات رسمية.

 
ولا يستثني التقرير أحداً. فالمستفيدون من هذا الغش يترواحون بين السياسيين والفنانين وشركات الموسيقى والسوبرماركت، وغيرها، من دون ان نستثني الافراد العاديين مثل أصحاب حسابات LinkedIn الذين يوحون أنّهم مرغوبون لدى اصحاب العمل وأنّ هناك من يتابع تاريخهم المهني.
ومن السياسيين الذين اثاروا ضجة بسبب لجوئهم إلى شراء النقرات المزيّفة، نيوت غينغريتش، مرشح الجمهوريين إلى كرسي الرئاسة في العام 2011، الذي استأجر لحملته الانتخابية شركة ترفع من عدد المتابعين على Twitter. وتبين أنّ 92 في المئة منهم غير حقيقيين. ويجمع عدد من المحلّلين، ودائما بحسب التقارير الصحافية، على أنّ 45 في المئة من حساب الرئيس الاميركي باراك أوباما (41 مليون متابع) و39 في المئة من حساب المغنية الاميركية ليدي غاغا ((41 مليون متابع)، ليسوا حقيقيين، من دون أدلّة دامغة.


المدوّنان الإيطاليان والباحثان في الشؤون الأمنية أندريا ستروبا وكارلا ميكيلي قدّرا حجم مبيعات الأتباع المزيفين على Twitter العام 2013 بين 40 مليون الى 360 مليون دولار. وحجم مبيعات التزييف على Facebook هو 200 مليون دولار. ومن الغريب أنّ الحكومة الأميركية لجأت إل التزييف  للحصول على 400 ألف Like، كما ارتفع عدد متابعي موقعها من 10 آلاف إلى مليونين ونصف المليون متابع، فجأة، على Facebook، خصوصاً في مصر.

وانتقد أحد المفتّشين الأميركيين هذه الشعبية المزيّفة التي كلّفت 630 ألف دولار من أموال الشعب، ما سيدفع إلى التوقّف عن الإنفاق على هذه الخدمة.
يزدحم العالم الافتراضي بمواقع تبيع  Followers وهميين بتعريفات مختلفة. هناك موقع يبيع 250 متابعاً (Followers وهميين) على غوغل بـ13 دولاراً. وآخر يبيع ألف متابع على Instagram  بـ 12 دولاراً.
لهذا البزنس على العالم الافتراضي دول تقدم عمالة رخيصة إلى العالم الأغنى، تماماً كما تصنَّع سلع بيد عاملة رخيصة في دول فقيرة. وتسمّى "مزارع النَقرة" (Click Farms). وأشهرها في بنغلاديش. من هناك يقول شايف الاسلام، مدير شركة "يونيك أي تي وورلد)"، إنّه يدفع لأشخاص حقيقيين كي يقوموا بعمل Like مباشر على صفحات التواصل الاجتماعي. وبالتالي هي حسابات حقيقية غير مزوّرة. لكنّ "الإعجاب" هو المزوّر بالطبع.


وتشير بيانات Facebook إلى أنّ عاصمة بنغلاديش، دكّا، هي الأكثر ازدهاراً في هذا "البزنس"، وأبرز المستفيدين منها لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسّي، الذي يملك صفحة على Facebook حازت 51 مليون Like.
في إندونيسيا أيضا تزدهر زراعة اللايكات (Like). ويقدم علي حنفية، صاحب مقهى انترنت في العاصمة جاكرتا، ألف Followers على Twitter مقابل 10 دولارات، ومليون Like مقابل 600 دولار. وهو يعتقد أنّ "الحسابات المزوّرة أو التابعين الوهميين قد يرفعون من حجم البزنس"، وأنّ "المنافسة الكبيرة قد تحتاج إلى استخدام بعض الحيل".
غير أنّ هذا البزنس أوجد قبالته خبراء متابعة وتدقيق، كما قال روبرت وولر صاحب موقع Status People، لصحيفة "دايلي ميل" اللندنية. فهو يساعد زبائنه على التخلّص من الأتباع الوهميين بعدما تورّطوا بهم. ويقول مدير موقع Mogal tube في كاليفورنيا أنّ "شراء المتابعين الوهميين خطأ مميت وسيكلف صاحب البزنس الكثير إن اكشفت شركات الاعلانات حقيقة الامر، لأنّها لن تتعامل معه في المستقبل".

المساهمون