"عرب عرب"... تحية لمونديال قطر 2022

"عرب عرب"... تحية لمونديال قطر 2022

17 نوفمبر 2022
استاد 974 في قطر (فرانس برس)
+ الخط -

يحضر الملحن مشعل العروج في سلسلة من الأعمال الراسخة في ذاكرة الأغنية الخليجية. ورغم قلة ألحانه في السنوات الأخيرة، يعود صاحب "ويلي" (غناء راشد الماجد)، بأغنية بسيطة، عمل على تنفيذها بمساعدة زوجته المغنية الكويتية نوال، والفنان فضل شاكر، وزهير بهاوي، وأحمد شيبة، وحمود الخضر.
يمكن إيجاز فكرة "عرب عرب" (كلمات عبد الله التميمي وتوزيع جيهون جيلكتان)، بأنها محاولة لإضافة أغنية أخرى لتلك المصاحبة لكأس العالم في الدوحة، وكتحية لإنجاز عربي يتمثل في إقامة كأس العالم لكرة القدم في قطر، من دون أن تكون واحدة من الأغاني الرسمية التي أطلقتها الـ"فيفا".


لجأ الكاتب عبد الله التميمي إلى مفردات حماسية تتخذ من الحدث الرياضي بعداً للإضاءة عليه، بإيقاع سريع اعتمده الملحن مشعل العروج، ليزيد من حماس المستمع، في ثلاث دقائق فقط، بعدما اعتمد بداية على أصوات المغنين الشباب زهير بهاوي وأحمد شيبة، ليطلق بعدها جمل فضل شاكر ونوال الكويتية بطريقة لا تغلب على مساحة صوت المغنين، فيما يعتمد شاكر على هدوئه المعتاد في الغناء، ويزيد من المبالغة في الإحساس ضمن المقطع الأول والثاني، وينهي على الإيقاع الذي يستجد في كل مرة تذكر فيها مفردة "عرب/ عرب".
حسناً فعل موزع الوتريات، إسماعيل تونش بلاك، في استلهام نفحات موسيقية تعتمد على الوتريات في المقطع الثاني، مكملاً الجزء الأول الذي سجلت فيه الوتريات من خلال الكمنجات فقط.
يبشّر زهير بهاوي بموهبة مغربية بارزة لشاب يدرك جيداً أصول الغناء العربي الشرقي، ويمتلك مقدرات صوتية وظفها لصالح الأغنية، وكذلك أحمد شيبة الذي يرفع من أدائه ليماشي زملاءه.
ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها فضل شاكر مع المغنية الكويتية نوال. قبل عقدين، وقف شاكر أمام نوال. وغنى حينها "أحاول".

ثنائي تحوّل إلى مرجعية غنائية في تجانس الصوتين والطبقات بين شاكر ونوال، لتتكرر بعدها سبحة الأعمال المشابهة، أو "الديوهات"، لكنها جميعاً لم تحصد نجاح "أحاول"، الذي وثق العلاقة بين نوال الكويتية وزميلها فضل شاكر رغماً عن كل الظروف التي تعترض شاكر والاتهامات التي واجهته منذ سنة 2013 إلى اليوم، ووضعته في قضية يبدو أن الحل بشأنها لا يزال رهينة الوقت في لبنان.
كان واضحاً أن جمع مقاطع الفيديو المصورة لأغنية "عرب عرب" أمر صعب على منفّذ هذا العمل، ولو كان القصد هو مسايرة الجيل الجديد عن طريق إشراك بعض الشباب في الغناء، عبر تقنية الفيديو المصور بالهواتف المحمولة، وهو أمر ظلم فضل شاكر الذي ظهر في غرفة الجلوس من منزله، من دون أي رتوش، ولا حتى فلتر، فيما اتخذت نوال الكويتية موقعاً جيداً في ملعب لكرة القدم، وسجلت مقاطعها بكل حماس، ظهر من خلال تعبيرها وقدرتها على التماشي مع أصوات قوية، كونها الفنانة الوحيدة بين أربعة يؤدون بتقنية عالية.
فكرة جيدة لكاتب النشيد وملحنه، اعتمدت من دون شك على بساطة الكلام، وسرعة اللحن، والتقنيات التي وضعها مشعل العروج خدمة لفكرته، التي اجتازت بكل نجاح امتحان التكلف، وتصدرت في يومين بمليون ونصف مليون مستمع.

المساهمون