رولا حسنين... صحافية فلسطينية فرّقها الاحتلال عن رضيعتها المريضة

رولا حسنين... صحافية فلسطينية فرّقها الاحتلال عن رضيعتها المريضة

04 ابريل 2024
الصحافية الفلسطينية رولا حسنين (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رولا حسنين، صحافية فلسطينية تبلغ من العمر 29 عامًا، اعتقلت من منزلها بتهمة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، وتُحتجز مع ثلاث صحافيات أخريات في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي.
- الوضع الإنساني لعائلة حسنين يزداد سوءًا بعد اعتقالها، حيث تعاني طفلتها إيليا من ضعف في جهاز المناعة وتوفي توأمها بعد ساعات من الولادة.
- تواجه حسنين ظروف اعتقال قاسية بما في ذلك نقص الطعام والرعاية الصحية، مما يبرز الحاجة الماسة للتدخل الإنساني والضغط من أجل إطلاق سراحها.

لا تستطيع رولا حسنين إطعام ابنتها المولودة قبل أوانها منذ اعتقالها ضمن الأعداد الكبيرة للنساء الفلسطينيات المعتقلات بتهم التحريض. ورفضت محكمة إسرائيلية إطلاق سراح الصحافية الفلسطينية، بالرغم من أن طفلتها المولودة قبل أوانها تعتمد فقط على حليب أمها في التغذية.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي رولا حسنين (29 عاماً)، فجر الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024، من منزلها في بلدة العبيدية في محافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية. وقال زوجها شادي بريجية حينها لـ"العربي الجديد": "داهمت قوات الاحتلال منزلنا في وقت مبكر من فجر اليوم، وسألت عن رولا، وصادروا حاسوبها وهواتفها النقالة، وأبلغوها أنها قيد الاعتقال".

وتعمل رولا حسنين صحافية بشكل حر مع عددٍ من وسائل الإعلام، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الإعلام والماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت، وهي من مخيم الجلزون، شمالي رام الله، وتعيش في بلدة العبيدية. وتعتقلها قوات الاحتلال الإسرائيلي حالياً إلى جانب ثلاث صحافيات أخريات في الضفة الغربية، هن أسماء هريش، وبشرى الطويل، وإخلاص صوالحة.

 ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، رصدت مؤسسات حقوقية اعتقال 61 صحافياً وصحافية في الضفة الغربية، أبقى الاحتلال على اعتقال 40 منهم، فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الأربعاء، مقتل صحافيين فلسطينيين اثنين خلال اقتحام جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، غربي القطاع، ما رفع عدد الصحافيين الشهداء إلى 140 منذ بدء العدوان.

وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، أكّد بريجية أن رولا حسنين أخبرت معتقلِيها أنها أم ومرضعة لطفلة عمرها تسعة أشهر ولا يمكنهم اعتقالها، لكنّهم قالوا إنّ بإمكانها أخذ الطفلة معها، وبعد رفضها ذلك، قيّدوا يديها واعتقلوها. واتُّهمت الصحافية بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تهمة تُوجّه بشكل متكرّر ضد الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة. 

وأشار بريجية إلى أنّها المرة الأولى التي تتعرض فيها حسنين للاعتقال من قبل قوات الاحتلال، وشدّد على ضرورة إطلاق سراح زوجته فوراً، خاصةً أن مولودتهما تحتاج إلى عناية متواصلة من والدتها، لكن محكمة عسكرية أجّلت جلسة محاكمتها ثلاث مرات، ورفضت طلبات الكفالة والإفراج التي قدمها محاموها.

رولا حسنين ورضيعتها في حالة سيئة

في العام الماضي، أنجبت حسنين توأماً، إيليا ويوسف، قبل شهرين من الموعد المحدد بسبب مضاعفات صحية. توفي يوسف بعد ثلاث ساعات، وظلّت إيليا في الحاضنة طوال الأربعين يوماً الأولى من حياتها. تبلغ الآن تسعة أشهر، وهي تعاني من ضعف في جهاز المناعة، مما أدى إلى ظهور تقرّحات في راحتيها وقدميها وفمها، وهو ما يجعل من الصعب عليها إطعامها، ويجعلها تعتمد فقط على حليب والدتها.

يشرح بريجية لموقع ميدل إيست آي أن "الطفلة كانت تصرخ وتبكي في غرفتها بعد أن استيقظت على أصوات الجنود". وبعد ساعات من الاعتقال، بدأت إيليا تعاني من الجفاف. ولم تتناول أي شكل من أشكال التغذية، واضطر الأطباء إلى تغذيتها عن طريق الوريد. ويضيف: "لقد انقلبت حياتنا رأساً على عقب في لحظة واحدة"، "أصبح كل شيء كئيباً، وكانت طفلتي تبكي وتصرخ أمامي من دون أن أتمكن من مساعدتها".

حسنين نفسها تعاني من مضاعفات صحية، إذ جرى تشخيص إصابتها باضطراب مزمن في الكلى في عام 2017، وقالت شقيقتها لـ"ميدل إيست آي" إنها تحتاج لزيارة الطبيب كل أسبوعين وإجراء فحوصات منتظمة، وإن الاحتلال رفض طلب حسنين بأخذ أدوية حيوية معها، واحتجزها في ظروف سيئة.

ويوضح الموقع أن رولا حسنين نُقلت إلى معسكر لجيش الاحتلال، ثم إلى سجن الشارون سيئ السمعة في الضفة الغربية المحتلة، حيث تُحتجز النساء الفلسطينيات، وحيث أكّدت شقيقتها، هديل حسين، أن الزنزانة بلا مراتب أو بطانيات، ولم تحصل إلا على وجبة باردة واحدة غير مطبوخة جيداً في اليوم. ثم نُقلت لاحقاً إلى سجن الدامون، في ظروف سيئة مماثلة ونقص في الطعام.

المساهمون