روسيا تحاكم صحافياً بتهمة "الخيانة العظمى"

05 سبتمبر 2022
إيفان سافرونوف خلال إحدى جلسات المحاكمة (كيريل كودريافتسيف/فرانس برس)
+ الخط -

تنطق محكمة مدينة موسكو، اليوم الإثنين، بالحكم في قضية الصحافي السابق في صحيفتَي "كوميرسانت" و"فيدوموستي"، ومستشار المدير العام لمؤسسة الفضاء الروسية "روس كوسموس"، إيفان سافرونوف، المتهم بـ"الخيانة العظمى" وتسليم معلومات مصنفة "سرية" للاستخبارات التشيكية، والمعتقل على ذمة التحقيق منذ منتصف عام 2020. 
وفي حال إدانته، سيواجه سافرونوف البالغ من العمر 32 عاماً، السجن المشدد لمدة تصل إلى 24 عاماً، وهي عقوبة طلبها طرف الادعاء خلال الجلسة الأخيرة للمحكمة في 30 أغسطس/آب الماضي.   
ويرى الرئيس المشارك لنقابة الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام في روسيا، إيغور ياسين، أن ملاحقة صحافي بتهمة "الخيانة العظمى" عبثية في حد ذاتها، متخوفاً في الوقت نفسه من صدور حكم بإدانة سافرونوف، رغم عدم تقديم أي أدلة على تسليمه "مواد سرية" للاستخبارات الأجنبية.   
ويقول ياسين في حديث لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن هذه أخطر قضية ترفع بحق صحافي في روسيا خلال السنوات الأخيرة، ومن العبث أصلاً ملاحقته على عمله الصحافي بموجب مادة (الخيانة العظمى). فمنذ البداية، اعتبرنا أن هذه القضية موجهة ضد الصحافة المستقلة كلها بهدف ترويع الوسط الإعلامي الروسي كاملاً".  
ويتخوف من صدور حكم بإدانة سافرونوف رغم انعدام الأدلة، مضيفاً: "لا يراودنا شك في أنه يجب أن يصدر حكم بالبراءة، وأن يُحاكَم من فبرك القضية بحق إيفان. لكن في الظروف الحالية، من البديهي أن الحكم سيكون بالإدانة رغم أن جهات التحقيق لم تثبت شيئاً سوى عجزها هي". 
ويلفت ياسين إلى مجموعة من الانتهاكات تخللت التحقيقات في قضية سافرونوف، قائلاً: "نظراً للسرية المفروضة على القضية، لم يُكشَف لفترة طويلة عن جوهر التهم. على مدى أكثر من سنتين، استمر احتجاز سافرونوف في مركز ليفورتوفو للحبس الاحتياطي في موسكو، وطوال هذه الفترة مُنع من مقابلة عائلته أو حتى التواصل معهم عبر الهاتف، وكان يتعرض لضغوط حتى يعترف بما لم يرتكبه. أما دفاع إيفان، فواجه قيوداً حتى في الاطلاع على مواد القضية". 
وقبل انتقاله إلى "روس كوسموس"، تولى سافرونوف تغطية القضايا العسكرية والفضائية بـ"فيدوموستي" وكوميرسانت"، وقد اعتقله الأمن الروسي في 7 يوليو/تموز 2020. وأفاد جهاز الأمن الفدرالي آنذاك بأن سافرونوف متهم بتسليم بيانات سرية حول التعاون العسكري ــ التقني وقطاع الدفاع الروسي لأحد الأجهزة الاستخباراتية في حلف الناتو

وكشف الدفاع أن المحققين يشتبهون في عمل سافرونوف للاستخبارات التشيكية منذ عام 2012. وتتعلق القضية بالتسليم المزعوم للمعلومات العسكرية ــ التقنية عن إمدادات الأسلحة الروسية إلى دول أفريقيا والشرق الأوسط. وكانت الولايات المتحدة هي المتلقي النهائي للبيانات السرية، وفق رواية التحقيق. 
وبحسب بيانات النيابة العامة الروسية التي اعتمدت تقرير الاتهام بحق سافرونوف، فإنه "وُثِّقَت حقائق قيام سافرونوف على مدى فترة طويلة في أعوام 2015 ــ 2019 باستطلاع وجمع معلومات مصنفة "سرية" و"سرية للغاية"، بما في ذلك حول التعاون العسكري ــ التقني بين روسيا وبلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي والشرق الأوسط وأفريقيا وشبه جزيرة البلقان". 
إضافة إلى ما سبق، كشف دفاع سافرونوف أن التحقيق أدرج على الاتهام النهائي لموكله تهمة أخرى متعلقة بتسليم المحلل السياسي الروسي ــ الألماني المعتقل أيضاً، ديموري فورونين، "معلومات ما عن أعمال العسكريين الروس في سورية كان يسلمها لممثلي جامعة زيوريخ السويسرية والاستخبارات الألمانية".  
وفورونين نفسه متهم في قضية "خيانة عظمى"، وكان شاهداً لطرف الادعاء في قضية سافرونوف، ولكنه أدلى أمام المحكمة بشهادات تبرئ مستشار "روس كوسموس"، وفق طرف الدفاع. 

المساهمون