تواصل فعاليات أسبوع الموضة في باريس: ترشيد حكومي للطاقة وأزياء أنثوية

01 أكتوبر 2022
من تصميمات فيكتوريا بيكهام لربيع/صيف 2023 (جوليان دو روزا/فرانس برس)
+ الخط -

تدفّق مشاهير وزوار من أنحاء العالم إلى العاصمة الفرنسية باريس، في إشارة إلى تعافي قطاع الأزياء الكبير الذي يشهد إنفاقاً ضخماً في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19.

وتتواصل فعاليات الجزء الأخير من أسبوع الموضة في باريس حتى الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بمشاركة دور أزياء كبيرة، منها شانيل وديور وإيرميس ولوي فيتون وسان لوران، مختتماً عروضاً استمرت على مدى شهر، وأقيمت أيضاً في نيويورك ولندن وميلانو.

وبينما تعجّ مدينة الأضواء بالمصممين والمديرين التنفيذيين من الولايات المتحدة وآسيا، باستثناء الصين، قالت مديرة مشتريات الملابس النسائية في متجر برونتو الفرنسي، ناتالي لوكاس فيردير: "أجواء غاية في التفاؤل... أعتقد أننا لم نستشعر بعد خطر التضخم أو الركود أو السياق الجيوسياسي"، وذلك في تصريح لوكالة رويترز.

ومنحت تشكيلة الأزياء الكبيرة دفعة أخرى لتجارة التجزئة المحلية، بعد موجة السائحين هذا الصيف الذين استفادوا من ضعف اليورو.

تقام فعاليات أسبوع الموضة التي تشمل إقامة حفلات تتسم بالإبهار والبهجة على خلفية ترشيد حكومي للإنفاق، إذ يستعد المسؤولون المحليون لتدابير توفير الطاقة. ودعت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركات إلى خفض استهلاكها للكهرباء 10%. وستطفأ الأضواء في برج إيفل قبل ساعة من الموعد المعتاد، بينما ستُطفئ متاجر العلامات التجارية المملوكة لشركة إل في إم إتش أضواءها قبل الموعد المحدد بثلاث ساعات.

جيجي حديد ببزة من تصميم فيكتوريا بيكهام (جوليان دو روزا/فرانس برس)

ولم يتأثر عملاء بيوت الأزياء الأثرياء إلى حد كبير بأزمة تكلفة المعيشة. لكن محللي "إيكسان بي إن بي باريبا" أضافوا سيناريو ركود لتوقعاتهم لهذا القطاع بدءاً من الربع الرابع ولمدة ثلاثة أرباع. وقالت ماريا غراتسيا كيوري، وهي مصممة أزياء في ديور: "نعيش في أوقات صعبة جداً".

وارتدت عارضات دار فاكيرا الأميركية سراويل الجينز الممزقة وأعلاماً أميركية باهتة اللون، ما أثار إحساساً بالقلق. وقالت المصممة في الدار، برين توبينسي، في إشارة إلى التوتر في الولايات المتحدة قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني: "أعتقد أن الأمر أصبح عالمياً نوعاً ما في الوقت الحالي. يبدو أنه لا يوجد أحد راضٍ حقاً، الناس من الحزبين (الأميركيين) السياسيين غير سعداء".

إلى ذلك، قدّمت فيكتوريا بيكهام الجمعة أول عرض أزياء لها ضمن أسبوع الموضة في باريس، مستعينةً بعارضات من الصف الأول، في ظل حضور أفراد عائلتها.

وتميزت التصاميم بطابع الأنوثة، إذ ارتدت عارضة الأزياء بيلا حديد، مثلاً، فستاناً أخضر مزموماً على الخصر مع قفازات طويلة باللون الأسود، فيما عرضت شقيقتها جيجي بزة سوداء.

بيلا حديد بفستان من تصميم فيكتوريا بيكهام (جوليان دو روزا/فرانس برس)

ولم تلقِ بيكهام، وهي عضوة سابقة في فرقة "سبايس غيرلز"، التحية على الحاضرين كما جرت العادة، بعد عرض الأزياء الذي أقيم في فال-دو-غراس، وهو دير ومستشفى عسكري سابق حُوّل إلى متحف.

ارتدت بيكهام فستاناً أسود طويلاً، أضافت تعديلات عليه، ونسقته مع حذاء طويل. وخرجت إلى باحة المكان برفقة زوجها ديفيد بيكهام لالتقاط الصور. تُعتبر خطوة بيكهام هذه نادرة في عروض الأزياء المُقامة ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس، لأنّ الكواليس عادة ما تكون مخصصة للمشاهير وقلّة من الحاضرين "المحظوظين".

وطبعت الأنوثة تصاميم بيكهام المعروضة، إذ برزت الأحذية المروّسة ذات الكعب العالي وتصاميم مفتوحة وفساتين ضيقة. وتولت عرض هذه التصاميم عارضات أزياء نحيفات جداً، على شاكلة بيكهام (48 سنة) التي يتابع حسابها عبر "إنستغرام" 30 مليون مستخدم، وتظهر في "تيك توك" نظامها الغذائي المرتكز على الأسماك والخضر المطبوخة على البخار.

ومزجت بيكهام في تصاميمها الأسود مع ألوان الوردي والأزرق والبنفسجي والأرجواني.

وكانت دار فيكتوريا بيكهام للأزياء قد واجهت مشاكل مالية في السنوات الأخيرة، لكن هذا الوضع يتغير. فقد استعانت المصممة البريطانية ببعض الأسماء الفرنسية، مثل رالف توليدانو أو ماري لوبلان دي رينيس، وهي رئيسة قسم المشتريات سابقاً في متجر برينتان الباريسي، لتولي منصب الرئيسة التنفيذية للدار.

ودُمج خطّا الملابس الجاهزة في الدار، مع تحديد استراتيجية جديدة للأسعار، كذلك طُورت خطوط الأكسسوارات ومنتجات التجميل، بالإضافة إلى مجموعة VB Body للحمالات المصنوعة من الجيرزي المحبوك والفساتين الضيقة.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون