تمثال شامبليون في باريس والغضب في مصر

تمثال شامبليون في باريس والغضب في مصر

29 سبتمبر 2022
طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإزالة التمثال (فيسبوك)
+ الخط -

منذ أيّام والمصريون على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة من الغضب. أمّا السبب فهو، من جديد، تمثال "جان فرنسوا شامبليون" في فرنسا.

اعتراض المصريين على هذا التمثال يمتدّ إلى سنوات، وقد تجدّد الآن بمناسبة الاحتفالات بمرور مئتي عام على توصل عالم المصريات، جان فرنسوا شامبليون، إلى فكّ رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة في 27 سبتمبر/أيلول من عام 1822.

ما جدّد غضب المصريين هو تمثال شامبليون الذي أنجزه النحات الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي عام 1875. تمثال رخامي يُجسّد شامبليون واقفاً، بينما يدوس بقدمه اليُسرى على رأس يبدو فرعونيّاً. يوجد التمثال منذ عام 1878 في مكانه الحالي، أي أمام "كوليج دو فرانس" في وسط العاصمة الفرنسية باريس.  

وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإزالة التمثال من مكانه، نظراً لما يُمثله برأيهم من إهانة للحضارة المصرية، ولواحد من ملوك الحضارة الفرعونية.

واعتبر عالم المصريات زاهي حواس، خلال مداخلته في برنامج "الحكاية" للإعلامي عمر أديب، أن الفرنسيين لا يقصدون إهانة أي طرف من خلال هذا التمثال، مشيراً إلى أن المسألة "مجرّد قضية اختلاف ثقافات: وضع القدم على شيء ما، عند الأجانب، هو نفس فعل وضع اليد، هم لا يقصدون إهانة الآثار المصرية". بينما جاء تعليق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أكثر حدّةً، إذ اعتبر مصطفى وزيري التمثال "إهانة وأمراً غير مقبول لتاريخ الحضارة المصرية القديمة".

وأشار وزيري إلى إرسال المجلس الأعلى للآثار الكثير من المطالبات إلى وزارة الخارجية المصرية للتدخل لدى السلطات الفرنسية للمطالبة بإزالة التمثال، ولكن من دون الحصول على أية نتيجة واضحة. وهذه المراسلات، حسب وزيري، بدأت في العام 2013.  

وهذا ليس الاعتراض المصري الأول من نوعه، بل سبقته اعتراضات عديدة حصلت على مراحل مختلفة، حيث نُشرت عريضة باللغة الفرنسية عام 2018 كتبها هاني جبران بطرس، ووُقعّت من قبل ثلاثين شخصاً.

العريضة عبارة عن رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي، تطالبه بالتدخل لإزالة التمثال "الشائن" من مكانه، كونه يضرّ بصورة الجمهورية الفرنسية التي تملك هالةً ومكانة ثقافية مرموقة في الجمهورية المصرية. وتساءلت العريضة عن "معنى وضع القدمين على رأس ملك، في جميع الثقافات واللغات حول العالم، سوى تقصّد الإهانة والاحتقار للملك وبلده".

كما كان أحد المصريين الموجودين في مدينة باريس قد نشر، في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2012، فيديو عبر موقع يوتيوب للتمثال مُعلّقاً، ومُتسائلاً عن ردّة فعل الحكومة الفرنسية لو كان التمثال معكوساً، أي الفرعون المصري وهو يتكئ على رأس شامبليون.

هذا عدا عن المقالات والتصريحات الرسمية حينها، استنكاراً واعتراضاً، ولكنها لم تصل إلى "نهايات سعيدة" للجانب المصري. فهل ستكون حملة عام 2022 سبباً لمطالبة مصرية رسمية أكثر جدية، وسبباً لسحب تمثال مضى على نصبه وسط باريس أكثر من 140 عاماً؟

المساهمون