بينالي البندقية... بيان احتجاجي ضدّ العالم

بينالي البندقية... بيان احتجاجي ضدّ العالم

29 ابريل 2024
من احتجاج قبيل افتتاح بينالي البندقية، 17 إبريل 2024 (ستيفانو ماتزولا / Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلقت الدورة الستون من بينالي البندقية في ظل توترات جيوسياسية، مع تركيز على الصراع في غزة، حيث استخدم الفنانون والناشطون المنصة للتعبير عن دعم الفلسطينيين ورفض السياسات الاستعمارية، بما في ذلك مقاطعة "تحالف الفن وليس الإبادة الجماعية" لافتتاح البينالي.
- نظمت مسيرات احتجاجية تندد بالعلاقات بين الدول الغربية وإسرائيل ودعمها بالأسلحة، مع توزيع منشورات تطالب بإغلاق الجناح الإسرائيلي، وتسلق المتظاهرين للركائز الخارجية للجناح الأمريكي، معبرين عن موقفهم بالكوفية والعلم الفلسطيني.
- على الرغم من الدعوات لاستبعاد إسرائيل، لم تستجب إدارة البينالي لكن الجناح الإسرائيلي أغلق مؤقتًا. وصف التحالف هذا الإجراء بالانتهازي، مشيرًا إلى استمرار عرض أعمال فيديو تجنبت القضايا الأساسية، بينما نظم أعضاء التحالف أنشطة تدعم استخدام الفن كأداة للمقاومة.

انطلقت الدورة الستون من بينالي البندقية وهو الحدث الأكبر والأهم في المشهد الفني العالمي، وهي دورة استثنائية بلا شك، كونها تأتي وسط أجواء جيوسياسية ملتهبة للغاية، فنيران الحرب مشتعلة في أماكن عدة من العالم، والاستقطابات الدولية على أشدها. بين هذه الصراعات الدولية، يحتل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مكانة خاصة. 
بينالي البندقية يعد مناسبة مهمة للتعبير عن الدعم الشعبي للفلسطينيين، ورفض سياسات الدول الاستعمارية، وهو ما عبر عنه فنانون وناشطون من أعضاء "تحالف الفن وليس الإبادة الجماعية"، في بيانهم الذي وُزّع يوم الافتتاح. انطلقت أولى هذه التظاهرات يوم افتتاح الأجنحة الرسمية، إذ قاطع المتظاهرون الافتتاح الرسمي للبينالي بأصواتهم التي تحدثت عالياً مذكرة بالدعم الدولي للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

الناشطون في بينالي البندقية

انطلقت مسيرة المتظاهرين من أمام الجناحين الأميركي والإسرائيلي المتجاورين، ثم شقت طريقها إلى الأجنحة الفرنسية والبريطانية والألمانية. أمام كل جناح من هذه الأجنحة، تحدث الناشطون باللغتين الإنكليزية والإيطالية عن العلاقات بين الدول الغربية والدولة الإسرائيلية، ودور الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا المباشر في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل ودعمها غير المحدود لها. نادى المتظاهرون بوقف الإبادة الجماعية وإغلاق الجناح الإسرائيلي كاملاً، كما وُزّعت منشورات كُتب عليها "لا للموت في البندقية.. لا لجناح الإبادة الجماعية". وأمام الجناح الأميركي المجاور للجناح الإسرائيلي، تسلق المتظاهرون الركائز الخارجية الضخمة المصنوعة من الخرسانة والألياف الزجاجية للفنان جيفري جيبسون، ملوّحين بالكوفية والعلم الفلسطيني.
نظم الاحتجاجات "تحالف الفن وليس الإبادة الجماعية"، أو ما يعرف اختصاراً بـANGA، وهو تحالف مكون من مجموعة من الفنانين والقيمين والناشطين من مختلف الجنسيات. هذا التحالف هو من أصدر في فبراير/شباط الماضي العريضة التي دعت بينالي البندقية إلى استبعاد إسرائيل من المُشاركة في دورة هذا العام، والتي جمعت نحو 25 ألف توقيع لفنانين وقيمين من مختلف أنحاء العالم.
لم تستبعد إدارة البينالي إسرائيل من المشاركة في هذه الدورة، غير أن فريق العمل المسؤول عن الجناح الإسرائيلي قرر إغلاق الجناح حتى يتم وقف إطلاق النار و"تحرير الرهائن". وهو سلوك وصفه بعضهم بالدعائي والانتهازي، فالقائمون على الجناح لم يشجبوا الحرب ولم يعترفوا بحق الفلسطينيين في التحرر، بل يتبنون الأسباب والمبررات نفسها التي يُعلنها النظام الإسرائيلي لهذه الجريمة. 
في بيانه، وصف تحالف الفن وليس الإبادة الجماعية الإجراء الذي اتخذه القائمون على الجناح الإسرائيلي بأنه سلوك انتهازي، يهدف إلى الحصول على أقصى قدر من التغطية الصحافية. يقول البيان إن القائمين على الجناح الإسرائيلي أعلنوا إغلاق الجناح، لكنهم تركوا أعمال الفيديو معروضة أمام الجمهور ويمكن رؤيتها من خلال الزجاج. يتضمن عمل الفنانة الإسرائيلية التي تمثل الجناح الإسرائيلي، تركيباً مكوناً من شاشات فيديو حول المعاناة التي تكابدها النساء بسبب الإجهاض. ورداً على هذه الأفكار التي تطرحها الفنانة الإسرائيلية في عملها، يذكر بيان التحالف بالمخاطر التي تتعرض لها النساء في فلسطين، والجرائم الوحشية التي يتعرض لها الأطفال في قطاع غزة، خصوصاً أنّ هاتين الشريحتين تمثّلان 70% من ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

نظم أعضاء التحالف عدداً من الأنشطة الأخرى، كما شاركوا في الفعاليات المصاحبة لمعرض الفنانين الفلسطينيين. بالقرب من مقر معرض الفنانين الفلسطينيين، وزع عدد من الناشطين والفنانين بيان التحالف الذي يحمل عنوان "ما هو مستقبل الفن؟.. بيان ضد حالة العالم". يدعو البيان إلى التخلص من رواسب الاستعمار واستعادة الفن أداةً مهمةً للمقاومة.

لا جناح لفلسطين

يذكر البيان أن فلسطين ليس لها جناح في هذا الحدث لأن إيطاليا لا تعترف بها دولةً ذات سيادة. كما وُزع أيضاً بيان لتحالف العاملين في المتاحف يندد بالحرب والرقابة على الآراء ووجهات النظر المتعلقة بالعدوان على قطاع غزة. يُذكر أن معرض فلسطين المشارك في بينالي البندقية ينظم ضمن العروض الجانبية، ويشرف عليه مجموعة "فنانون وحلفاء الخليل"، وهو واحد من بين 30 حدثاً جانبياً يعتمدها البينالي في دورته الحالية.
إلى جانب هذه الأنشطة التي نظمها التحالف، كان هناك أيضاً العديد من الفعاليات الأخرى المساندة للشعب الفلسطيني، ومن بينها فعالية أطلق عليها "قارب الحرية". شملت هذه الفعالية سلسلة من حلقات النقاش والندوات تحت عنوان "قراءات من أجل فلسطين"، وجميعها تجري على متن قارب يرسو قبالة المنطقة التي تضم الأجنحة الرسمية في البينالي. شملت الأحداث والفعاليات الداعمة لفلسطين أيضاً عدداً من المعارض التي نظمت بحريّة في الفضاء العام، ومن بينها معرض لرسوم الغرافيتي في فلسطين.
 

المساهمون