الممثل السوري ووصاية المنتج

الممثل السوري ووصاية المنتج

09 يونيو 2022
قدّم تيم حسن أعمالاً مهمّة بعيداً عن "الهيبة" (لؤي بشارة /فرانس برس)
+ الخط -

قبل أيام، نُشر حديث بالفيديو للمنتج اللبناني صادق الصبّاح، يكشف ضمنه عن أعمال الممثل السوري تيم حسن، بعد مرور ما يقارب عشر سنوات على تعاقد تيم حسن مع شركة "سيدرز آرت برودكشن"، التي يديرها الصبّاح الأب، وابنته لمى..
ينسف الصبّاح في الفيديو "نجومية" تيم حسن قبل دخوله الشركة، ويتحايل على الألفاظ والعبارات التي تضع ممثلاً محترفاً، مثل تيم حسن، في إطار التقييم المتأخر. يستند الصبّاح في ذلك إلى أن حسن "صعد السلم درجة درجة"، من دون ذكر معظم الأعمال التي طبعت أذهان المشاهد السوري في بدايات الممثل، مثل مسلسل "أسعد الوراق" (2010)، من كتابة هوزان عكو وإخراج رشا شربتجي. وقبله "زمن العار"، من كتابة حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وإخراج شربتجي أيضاً. وبعدها بسنوات، كشف المخرج السوري الراحل حاتم علي خبرة وتنامي موهبة تيم حسن، عندما قدمه في "الملك فاروق" في عام 2007، واقتحم السور المصري الدرامي المُحصن، وتفوق في واحد من المسلسلات التاريخية المهمة، وكان من تأليف لميس جابر.
يحصر المنتج العربي اليوم "نجاحه" التجاري في بعض الأعمال، التي تحولت إلى "موضة"، فيها كثير من الاستسهال واللعب على أوتار قصة حب، هي أشبه بروايات الخيال العاطفية التي طبعت ثقافة أجيال من حقبة الخمسينيات حتى التسعينيات، وسبقت التحول التقني للميديا ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. هذا كله، يضع الممثل العربي اليوم في عنق الزجاجة التي يملكها المنتج. وأكثر من ذلك، يشكل هذا الأمر "وصاية" واضحة على الممثل السوري "المتواطئ" أصلاً مع أهداف المنتج، لسبب بسيط هو الأجر المرتفع الذي يتقاضاه، بغض النظر عن المستوى أو المعايير المفترض أن تسهم في زيادة الرفض أو النقاش، بين الممثل والكاتب والمنتج، للخروج بمسلسل أو محتوى نوعي.
لا يمكن حصر تيم حسن في خمسة أجزاء من مسلسل "الهيبة"، رغم فرادة القصة الأساسية للسلسلة. لكن التحايل على الأحداث، وتمديد العمل لأجزاء، استنزف الفكرة والتنفيذ، وحتى تيم حسن نفسه. وهذا ما يدفعنا إلى أن ننتظر المزيد، وعدم إلغاء أعمال تيم حسن الفنية التي قدمها على مدار 14 عاماً. أعمال وضعت له الأساس للوصول إلى الصف الأمامي، اليوم، ومبارزة زملاء له، بعضهم ليس أفضل حالاً، ويرضخ لـ "وصاية" شركة إنتاج ما، ما يؤدي إلى إنتاج استهلاكي يفقد قيمته المعنوية، أو يتحول إلى "مرجع" جيد في الدراما، مهما اختلفنا بشأن تصنيفها، أو الطرح والسيناريو الذي حملته، لكنه يحيد الممثل ويجعله في خانة اللاتراجع عن ذلك النجاح.

تعاني الدراما العربية، اليوم، من سخاء المال، واستسهال القصص، والسطوة "الاستشارية" من قبل بعض النافذين. المنتج ليس بعيداً عن كل هذا الهوان والتسليم، بل يحاول أن يلمع المشهد بطريقة يبدو فيها الحمل الوديع الخائف على الممثل بالدرجة الأولى، فيما لا يعير أي اهتمام أو نقاش مع الكاتب أو المخرج، ويتجه للإنجاز بسرعة البرق، وتقديم المادة أو المحتوى كونه جرعة إضافية من الإبداع، لكنه يقع من الحلقات الأولى، والأمثلة كثيرة على ذلك.

المساهمون