السجادة الحمراء في مهرجان كان مساحة للاحتجاجات السياسية والاجتماعية

السجادة الحمراء في مهرجان كان مساحة للاحتجاجات السياسية والاجتماعية

29 مايو 2023
تضامنت الممثلة اللبنانية منال عيسى مع غزة في دورة عام 2018 (نيكولاس هانت/ Getty)
+ الخط -

اقتحمت امرأة ترتدي فستاناً بلونَي العلم الأوكراني السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، يوم الأحد 21 مايو/ أيّار الحالي، ثمّ سكبت على نفسها سائلاً أحمر مشابهاً للدماء، كاحتجاج على استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، قبل أن يُخرجها رجال الأمن من المكان.

قبلها بأيام، اقتحمت ناشطة نسوية السجادة الحمراء أيضاً في خطوة احتجاجية على تأجير الرحم أو ما يُعرف أيضاً بالحمل البديل. وكانت ترتدي فستاناً أحمر يكشف عن بطنها الذي يُظهر حملاً مزيفاً وكتبت عليه "تأجير الرحم".

نفس الناشطة، دخلت السجادة الحمراء خلال دورة العام الماضي عارية الصدر، وغطّت القسم العلوي من جسمها بلوني العلم الأوكراني مع عبارة "توقفوا عن اغتصابنا".

ويعكس ذلك لجوء مزيدٍ من الناشطين وكذلك الفنانين لاستغلال المهرجانات السينمائية وحفلات توزيع الجوائز، مثل الأوسكار، لتوجيه رسائل احتجاجية على قضايا سياسية أو اجتماعية مختلفة.

وخلال السنوات الأخيرة، شهدت السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي عدداً من الاحتجاجات، التي جذبت أنظار الصحافة والجمهور.

منذ اندلاعها مطلع فبراير/ شباط 2022، حضرت الحرب الروسية على أوكرانيا بقوّة المهرجانات السينمائية، ومن بينها مهرجان كان.

وشهدت الدورة 75 من المهرجان التي أقيمت العام الماضي عرض خاص للفيلم الوثائقي "ماريوبوليس 2" للمخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيسيوس الذي قتل على يد القوات الروسية في أوكرانيا في إبريل/ نيسان 2022، والذي يقدم صورة عن قرب عن شكل الحياة تحت القصف. كذلك، خصّص يومٌ للمخرجين الأوكرانيين المحاصرين في بلدهم.

فيما استغل المخرج الأوكراني ماكسيم ناكونيشنيي السجادة الحمراء للتعبير عن رفضه لعدوان روسيا، فسار مع طاقم عمل فيلم "باترفلاي فيجن" على صوت صافرات الإنذار، قبل أن يرفع لافتة كتب عليها "الروس يقتلون الأوكرانيين، هل تجد الحديث عن هذه الإبادة الجماعية أمراً بغيضاً أو مزعجاً؟". بعدها، قام أعضاء الفريق بتغطية وجوههم بأوراق شفافة كتب عليها "محتوى حساس"، في إشارة إلى الخضوع للرقابة.

كذلك، شهدت النسخة الماضية أيضاً قيام مجموعة من المتظاهرات إطلاق أعمدة من الدخان الأسود الكثيف، ورفعن لافتة طويلة تحتوي أسماء 129 امرأة توفيت في فرنسا نتيجة للعنف المنزلي.

وظنّ الحاضرون آنذاك أنّ الفيلم هو نوع من الدعاية لفيلم "هولي سبايدر" للمخرج الإيراني علي عباسي عن قاتل متسلسل يتتبع عاملات الجنس في مدينة مشهد لقتلهم.

أمّا دورة عام 2018، فشهدت عدّة احتجاجات حول قضايا مختلفة. كان أوّلها احتجاج فريق عمل فيلم "صيف" للمخرج الروسي كيريل سيريبرنيكوف الذي كان محتجزاً تحت الإقامة الجبرية، على السجادة الحمراء قبيل العرض الأوّل للفيلم.

كذلك، قادت المخرجة الراحلة أنييس فاردا مجموعةً من 82 نجمة وامرأة عاملة في مجال السينما، من بينهن رئيسة لجنة التحكيم آنذاك كيت بلانشيت، بالسير على السجادة الحمراء للمطالبة بالمساواة في الأجور بين الجنسين.

من جهتها، رفعت الممثلة اللبنانية الفرنسية منال عيسى لافتةً كُتب عليها "أوقفوا الاعتداء على غزة" خلال مرورها على السجادة الحمراء، إلى جانب المخرجة السورية غايا جيجي والمخرج إيتين كالوس قبيل عرض فيلم "سولو: آ ستار وارز ستوري".

وجاء ذلك إثر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة، خلال مسيرة مليونية العودة، بالتزامن مع ذكرى النكبة، وأدّى إلى استشهاد 61 فلسطينياً وإصابة نحو 2771 آخرين.

أمّا دورة عام 2016، فشهدت احتجاج النجمة جوليا روبرتس على شرط ارتداء الكعب العالي للنساء المشاركات في المهرجانات، ومشت حافية القدمين على السجادة الحمراء، رفضاً للقوانين الصارمة التي فرضتها إدارة المهرجان.

المساهمون