الدراما السورية: إشكالية الهروب إلى الأعمال المُشتركة

01 فبراير 2022
قدمت سلافة معمار دوراً لافتاً في مسلسل "عالحد" (سيدرز آرت برودكشن)
+ الخط -

حضرَ الفنانون السوريون في بطولة المسلسلات المشتركة خلال العقد الفائت بقوة، لكنّ الكفة مالت في غالبية الأعمال لصالح أسماء قليلة من النجوم الشباب، تصدّروا معظم المسلسلات المنجزة في لبنان، وسط تغييب لحضور الممثلة السورية في بطولة هذه الأعمال، الأمر الذي اشتكت منه مراراً نجمات سوريات، مثل سلافة معمار وديمة الجندي وأمل عرفة، وغيرهن.
وإلى جانب البطل السوري الوسيم، حضرَ بعض الممثلين القديرين، بدوري الأب والأم، كضيوف شرف على هذه المسلسلات. لكنّ المعادلة بدأت تتغير، بعدما توسع نطاق الأعمال المشتركة، وتعددت بيئاتها، وراحت بوصلة شركات الإنتاج تتجه لأنواع أكثر اختلافاً، وفق نمط فرضته المنصات الرقمية، فاستقطبت هذه المسلسلات، في الآونة الأخيرة، نجمات من الصف الأول، إلى جانب فنانين من الصف الثاني، باتوا يلعبون أدوار بطولة في هذه الأعمال.
وسط التباين في التوقعات من هذه المسلسلات، جاء الأداء خافتاً ولا يضيف للفنانين نقاطاً أكثر إشباعاً في مسيرتهم الفنية، وكانت التجربة الأكثر جدلاً هي حضور الفنانة السورية سلافة معمار في بطولة مسلسل "عالحد"، ما صُنّف على أنه البطولة الأولى لمعمار في الدراما المشتركة، وضمن موجة المسلسلات القصيرة.
سؤال الجمهور جاء حول دوافع معمار لقبول هذا المسلسل بالتحديد، ليكون انطلاقة في الدراما المشتركة، بعد تمنّع لسنوات عديدة عن خوض مثل هذه التجربة، ولتبدو سلافة مجازفةً في دخول وسط فني جديد، لا تعرف قوانينه والآليات التي تحكم العمل خلاله.
فجأة، ظهرت ضمن المسلسل كالحامل الفني الوحيد للعمل الآيل للسقوط، وسط عدد كبير من الأخطاء الإخراجية، وغياب الرؤية الفنية لصناعة عمل متماسك. هذا ليس جديداً في الدراما المشتركة، إلا أنّ الجمهور توقع من معمار تحدياً مختلفاً يضاف لسجل نجاحاتها السابقة، ولا يضعها في مكان تراوح من خلاله في إثبات قدراتها الفنية على الساحة العربية.


فالفنان السوري وصلَ بأدائه ضمن الأعمال المحلية، والجمهور تعرف من المحيط إلى الخليج على سلوم حداد في "الزير سالم" وقصي خولي في "غزلان في غابة الذئاب"، ومكسيم خليل في "الولادة من الخاصرة"، وتيم حسن في "ربيع قرطبة"، وباسل خياط في "أحلام كبيرة"، لتكون الدراما المشتركة مطباً بدلاً من كونها هامشاً أوسع من التنوع والانتشار، فلم تضف السنوات العشر الفائتة للفنانين السوريين الأدوار المفصلية ضمن نطاق الدراما المشتركة، وإن حصّل بعضها جماهيرية كبيرة.

لكنّ ذلك يأتي وسط حالة رفض وعدم تبنٍّ من الجمهور، الذي ما زال يذكر تيم حسن وسلافة معمار في "زمن العار"، وينتظر من باسل خياط دوراً كالذي قدمه في "على حافة الهاوية،" ومن قصي خولي دوراً مثل "تخت شرقي"، وهذا ما يصعب تحقيقه في معادلات الدراما المشتركة؛ إذ يبدو الاتفاق واضحاً على تسليم الدفة لطاقم فني خبير تحت إدارة مخرج ضعيف، لتحقيق توازن من نوع آخر، تراه شركات الإنتاج يشبه في ضعف بنيته ما حدث بتقديم البطل السوري إلى جانب الفتاة اللبنانية الجميلة، لينتج عن هذا القرار الإنتاجي صف من الجميلات اللواتي يخفقن في حمل مسؤولية البطلة المطلقة، من دون حضور ممثل محترف إلى جانبهم.

المساهمون