الحيوانات في غزة لم تنجُ من العدوان الإسرائيلي

02 ديسمبر 2023
منعت نيران الاحتلال الأشخاص من الوصول إلى الحديقة وإطعام الحيوانات (فيسبوك)
+ الخط -

بعدما كانت موطناً لمائة نوع من الأحياء، تحوّلت حديقة الحيوانات في غزة إلى أنقاض، وقُتل 90 في المائة من حيواناتها نتيجة الجوع والقصف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي.

 تأسست أول حديقة حيوانات في غزة عام 2004 شمال شرق سوق السيارات القديم في حي الزيتون، مساحتها 5 دونمات، واحتضنت أشكالاً من الحيوانات والطيور المستأنسة والمستوحشة. 

ووفقاً لبلدية غزة، فإن الحديقة كانت تضم 100 نوع من الحيوانات بين الأسود والثعالب والقرود والنعام والطاووس وغيرها. كما كانت تضمّ مسرحاً ومكاناً للألعاب وساحة واسعة من الأشجار والنخيل ومقاعد للعائلات، لكن كل هذا صار الآن أنقاضاً.

مع بدء العدوان الحالي على غزة، اضطر عمّال حديقة الحيوانات إلى المغادرة، ومن حاول منهم العودة لإنقاذ الحيوانات استُهدف مباشرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وكان اثنان من موظفي البلدية قد أصيبا بنيران الاحتلال خلال محاولتهما الوصول للحديقة وإطعام الحيوانات.

وحين حصل الاتفاق على الهدنة التي انتهت، أمس الجمعة، كان الأوان قد فات. إذ تبيّن أن الحديقة فقدت 90 في المائة من حيواناتها، فيما الحيوانات الباقية تعاني من أوضاع مأساوية نتيجة غياب التغذية، والصدمة من أصوات الصواريخ والقذائف.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

قبل سنوات كانت غزة تحتضن ست حدائق حيوان، وكان الأطفال يقفون لالتقاط الصور ويضحكون وهم يلمسون قضبان أقفاص الغزلان والطيور. لكن الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع قلّل الموارد والإمكانات وصعّب تعويض الحيوانات المفقودة بسبب أسعارها، وباتت غزة مع الوقت تفتقر إلى المرافق الطبية اللازمة لعلاج الحيوانات، وحتى إلى الطعام الكافي لها. وكان على منظمة فور باوز الدولية إنقاذ الحيوانات وإيجاد منازل جديدة لها في دول أخرى كجنوب أفريقيا، وما بقي منها قتل في هذا العدوان.

وقد وجهت منظمة بيتا (Peta) التي تعنى بالمعاملة الأخلاقية للحيوانات رسالة، في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تطالبه فيها بضمان وصول مساعدات الإغاثة للحيوانات في غزة.

وجاء في الرسالة التي نشرتها "بيتا" على موقعها الإلكتروني: "إن الحيوانات النازحة أو التي تُركت أو المصابة في غزة بحاجة ماسة إلى المساعدة الآن. إننا نطلب من الأمم المتحدة ضمان إضافة إمدادات الإغاثة للحيوانات، بما في ذلك الإمدادات الطبية البيطرية، إلى تلك التي ترسل إلى قطاع غزة... بيتا وشركاؤها على استعداد لتقديم كل المساعدة والتعاون الممكنين، كما فعلوا في أوكرانيا، لمساعدة الحيوانات التي تعاني في غزة".

المساهمون