الاختلاط والهجرات لمسافات طويلة قد تؤدي إلى طلاق الطيور

05 يوليو 2023
شملت الدراسة 232 نوعاً مختلفاً من الطيور (Getty)
+ الخط -

تؤدّي عوامل مثل السفر لوقت طويل أو وجود الشريكين في منطقتين مختلفتين في كثير من الأحيان إلى الانفصال ووقوع الطلاق بين البشر، لكن الغريب أنّ عوامل مماثلة تلعب دوراً بانفصال أزواج الطيور بعضها عن بعض.

يسود اعتقاد بأنّ أكثر من 90% من أنواع الطيور تكتفي بشريكٍ واحد خلال موسم التكاثر، وفي كثير من الأحيان لأكثر من موسم. ومع ذلك، فإنّ بعض الطيور المعروفة باعتمادها على شريكٍ واحد قد تنتقل إلى شريك آخر في موسم تكاثر لاحق، على الرغم من بقاء رفيقها الأصلي على قيد الحياة، وهو سلوك يصنّفه الباحثون في خانة "الطلاق".

وفي حين أنّ عدداً من الدراسات السابقة قد بحثت في العوامل المحتملة المرتبطة بحدوث هذا النوع من الانفصال، إلّا أنّها ركّزت على أنواع محددة من الطيور. أمّا اليوم، فيقول الباحثون إنّهم وجدوا عاملين رئيسين للطلاق لدى أنواع مختلفة من الطيور، هي: تنقل الذكور بين أكثر من شريك، وهجرات المسافات الطويلة.

وفي دراسة منشورة، اليوم الأربعاء، في دورية Proceedings of the Royal Society B ، وأوردتها صحيفة ذا غارديان البريطانية، استعان باحثون من ألمانيا والصين بالدراسات المنشورة سابقاً حول معدلات الطلاق بين 232 نوعاً من الطيور، تتضمّن بيانات الوفيات ومسافات الهجرة.

وتكشف النتائج أنّ أنواع الطيور التي تملك معدلات طلاق مرتفعة تميل إلى أن تكون وثيقة الصلة بعضها ببعض، وينطبق الأمر نفسه على الأنواع التي تملك معدلات شديدة الانخفاض.

وكتب الفريق في الدراسة: "لدى الزقزاق والسنونو والصفاري والشحرور معدلات عالية من الطلاق وتنقل الذكور بين أكثر من شريك، في حين تنخفض هذه الأرقام بشدة لدى القطرس والإوز والبجع".

وفي حين وجد الباحثون أن ارتفاع نسبة التنقل بين الشركاء عند الذكور مرتبط بارتفاع معدلات الطلاق، جاءت النسبة أقل بكير بين الإناث، بحسب الدراسة.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة والباحث في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا زيتان سونغ لـ"ذا غارديان": "عندما يتنقل ذكر الطائر بين أكثر من شريك، ويقسم انتباهه وطاقته بين العديد من الإناث، تقلّ جاذبيته بالنسبة لشريكته، وبالتالي من المرجح أن يصير مطلقاً في موسم التكاثر القادم".

وأضاف: "في المقابل، يمكن للذكر زيادة لياقته من خلال التزاوج مع عدة إناث. ونتيجة لذلك، قد ترتفع معدلات الطلاق حين تتاح للذكور فرص أكثر للاختلاط".

على الجهة الأخرى، في حال انتقلت أنثى الطائر بين أكثر من شريك، فإنّ ذلك قد لا يؤدي بالضرورة إلى انفصال شريكها عنها، بل على العكس، قد يؤدّي عدم اليقين بشأن أبوة الأبناء إلى زيادة مشاركة الذكر في رعايتهم.

كذلك، وجد الفريق أنّ الأنواع التي تعتمد على الهجرات الطويلة تملك معدلات طلاق أعلى. قال سونغ: "خلال الهجرة، قد يصل الأزواج إلى وجهتهم في أوقات منفصلة، ما يؤدي إلى موقف قد يتزاوج فيه الواصلون بشكل مبكر مع شريك مختلف، ما يؤدي إلى الطلاق".

كذلك، يمكن أن تؤدي الهجرة إلى هبوط الأزواج في مواقع مختلفة، ما يعني وقوع الطلاق. أضاف سونغ: "يمكن أن يساعد الطلاق في تسهيل التكاثر الفوري عند الوصول، بدلاً من انتظار الشريك السابق".

وتوصل الفريق بناءً على النتائج إلى أنّ الطلاق بين الطيور قد لا يكون مجرد استراتيجية لتعزيز اللياقة أو استجابة لعوامل بيئية مثل الهجرة، بل قد يتأثر بكلتيهما في الوقت نفسه.

المساهمون