آمنة الكعيو: رغم التطوّر الرقمي... الفتيات يملن لفنون الخطّ

آمنة الكعيو: رغم التطوّر الرقمي... الفتيات يملن لفنون الخطّ

02 مايو 2014
آمنة الكعيو
+ الخط -
تبدو الخطاطات السعوديات في الساحة الثقافية، على قلتهنّ مقارنة بمثيلاتهنّ من الفنانات التشكيليات، عملة نادرة. فعندما تسأل أو تفتش عن خطّاطة سعودية معروفة في الوسط الثقافي المحليّ تكاد لا تعثر إلا على أقلّ من أصابع اليد الواحدة. من بينهنّ الخطّاطة آمنة الكعيو، التي نشأت وترعرعت في عائلة فنية موهوبة بالخطّ، ما جعلها تفتتن منذ الصغر بكلّ ما يمتّ إلى الخطّ بصلة.

"العربي الجديد" التقت آمنة التي تروي أنّها مالت إلى فنّ الخطّ منذ صغرها "بسبب نشأتي في عائلة فنية". وعندما تعمّق حبّ الخطّ في نفسها بدأت في العمل بصمت: "رحت أتجوّل بين المعارض الفنية لأغذّي ذائقتي البصرية، ولأتعرّف إلى جديد الفنانين والمدارس التي ينتمون إليها".

لم تكن تكتفي بتجريب موهبتها بالخطّ فقط، بل كانت تتشعّب لتجريب فنون عدّة أخرى أحبّتها، من بينها الرسم، الخياطة والتطريز،التصميم، التصوير الفوتوغرافي، تصفيف الشعر، ووضع المكياج.

في العام 2007 كانت انطلاقتها الجادّة والمحترفة بدخولها الساحة الثقافية على أنّها "خطّاطة" رسميا. وقد استفادت آمنة من مواقع التواصل الاجتماعية لعرض لوحاتها الفنية أمام الجمهور. ثم شاركت في عدد من معارض الخطّ.

ولآمنة أعمال كثيرة: "لكلّ لوحة من لوحاتي حكاية موقف لامس يوما ما مشاعري. لذلك هناك ارتباط وثيق بيني وبين لوحاتي التي أعتبرها في مكانة صغاري، إلى جانب طفلتيّ رانيا ورهام".

وتميل آمنة إلى نوعين من الخطّ أكثر من بقية الخطوط ، هما "الثلث" و"النسخ". كما أنّها، في عام واحد، لا تشتغل على أكثر من عمل واحد أو اثنين في حدّ أقصى: "بسبب حساسية ودقّة الخامات التي أستخدمها، مثل الخشب والمسامير والسيراميك والكريستال والزجاج والرخام، إضافة إلى القماش والحرير والخيوط، وهي جميعها خامات تتطلّب العمل بأناة وصبر ودقّة متناهية". وتلفت إلى أنّ أحد أعمالها استعملت لصنعه نحو 65،295 مسمارا، بينما وصل عدد حبّات السيراميك التي استخدمتها داخل اللوحة إلى 73،540 وحدة.

تؤكّد آمنة أنّها في اش غالاها الفنية تزاول "عمل حرفيين متعدّدين، فتارة أمارس النجارة وأخرى البناء مستخدمة المطرقة والمسامير والسيراميك، وأحيانا أمارس الحفر على الرخام". كما تتعامل مع الأحماض الكيميائية التي تساعد على الحفر أو تلجأ إلى الصنفرة الكهربائية أو اليدوية. وفي كلّ حالاتها: "أستشعر المتعة".

هذا الفنّ انعكس على نفسيتها "بشكل إيجابي كبير، فهو هذّب تعاملي مع الله ومع الناس". وتشير إلى أنّ مزاولة هذا النوع من الإبداع "القريب في كثير من حالاته من آيات القرآن الكريم يخلّصني من الطاقة السلبية ويجعلني منفتحة على العالم بحبّ".

كما تلفت أيضا إلى حبّها الألوان الزيتية "التي تضفي على اللوحة جمالا أخّاذا"، متمنية أن "تتوافر بنية فنية ومراكز متخصّصة لتعليم وتطوير وتدريب المواهب الشابّة على الفنون التشكيلية بجميع فروعها ومنها الخطّ".

وحول سبب ندرة الخطاطات السعوديات قالت آمنة: "في السابق لم تكن هناك دورات للخطّ العربي فقد كنّا نتعلّم الخطّ في المدرسة، وللأسف فإنّ حصّة الخطّ كانت للترفيه فقط، أما في الوقت الحالي فقد بدأ اهتمام الوالدين  يتزايد بصقل مواهب أبنائهم وإلحاقهم بالدورات الفنية، وفي المقابل زاد اهتمام الفتيات بالالتحاق بدورات الخطّ العربي والرسم. بيد أنهنّ يحتجن إلى مزيد من الوقت والتشجيع لخوض هذه التجربة بشكل جادّ".

وزادت آمنة أنّ "الخطّ يحتاج إلى التدريب المستمر كما يحتاج إلى المزيد من الممارسة لأنّه لا يقتصر على قدرة الإمساك بقلم الخطّ أو القصبة أو الريشة، بل هو يحتاج إلى تناغم عضلاتك الجسدية والذهنية كلّها، وأن تكون قادرا على التمتّع الفني البصري والتذوّق الحسّي كي تتمكّن من رسم الحروف".

وبرأيها أنّ "ألأثر السيّئ الذي خلّفته التقنية الحديثة، رغم ايجابياتها، على الخطّ، هو استحداثها برامج للخطّ الرقمي". وفي النهاية تعبّر آمنة عن أملها في "أن أمثّل المملكة يوما ما في معارض الخطّ الدولية".

 

المساهمون