"تشانغ 4"... الصين وراء القمر

"تشانغ 4"... الصين وراء القمر

08 ديسمبر 2018
مجسم المركبة الأميركية "آبولو" (Getty)
+ الخط -

ذكرت وكالة الأنباء الألمانية الرسميَّة، أمس الجمعة، أنَّ الاستعدادات الأخيرة لإطلاق مركبة "تشانغ 4"، قد انتهت تماما. وقد انطلقت المركبة في رحلة اسمها "ما وراء القمر"، يوم أمس، من ميناء فضائي في مدينة شيتشانغ في غرب الصين، في الساعة 15 بتوقيت غرينتش، حسبما ذكرَ مصدرٌ في برنامج الفضاء الصيني الرسمي. وإذا نجحت المهمَّة، فإنّ الصين ستكون لأوّل مرَّة تهبط على سطح القمر بمفردها. وتم ربط المركبة "تشانغ 4"، مع مركّب روبوتيّ حديث، في القطب الجنوبي للقمر الصناعي، إذْ ستكون مهمة هذا الروبوت، اكتشاف سطح القمر بدقة. وقال، أويانج زيوان، كبير علماء برنامج الفضاء الصيني الرسمي: "لم يفعل ذلك أحدٌ من قبل، وسيكون ذلك مهمّاً". وقد أتت التسمية "تشانغ"، من التسمية المعتمدة على القمر في إحدى الأساطير الصينية القديمة.

تحدّيات تقنيّة
ويشير بالعلماء إلى أنَّ دوران القمر هو "دورانٌ مقيَّد"، إذْ إنّنا نحن، سكّان الأرض، نرى فقط 59% من سطح القمر، في حين 41% هو مخفّي. وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل من عام 1959، أرسل المركبة السوفييتية "لونا 3"، 29 صورة من الجانب المخفي من القمر والذي لا نراه من كوكب الأرض. وقال أويانغ زيوان، بأنّ أكبر تحدّ تقني للبعثة، هو صعوبة التواصل بين المركبة في الفضاء، ومركز التحكّم على الأرض. وفي أيار/ مايو الماضي، أطلقت الصين قمرًا صناعيا سيكون بمثابة صلة وصل بين "تشانغ 4"، ومركز التحكم على الأرض، وذلك من أجل سهولة التواصل. وتوجد على متن "تشانغ 4" بعض البذور الطبيعية، إذْ سيتمُّ فحص ما إذا كانت الخضروات قابلة للزراعة في بيوت مغلقة على سطح القمر.


جمع الصخور وإعادتها
بينما تقطع الدول الأخرى برامجها الفضائيَّة، تسعى الصين إلى وضع خطط طموحة من أجل غزو الفضاء. ولا تخطط الصين فقط لإنشاء محطّة فضائيّة خاصة، بل في استشكاف المزيد من الأمور الغامضة على القمر. وستقوم المركبة بعد الهبوط على سطح القمر، بجمع الصخور من أجل إعادتها إلى كوكب الأرض في العام المقبل. ووفقاً للخطط الصينية، فإنّ أول صيني سيهبط على سطح القمر بحلول عام 2030.



وأرسلت دول عدة مركبات فضائية إلى سطح القمر. وقام الاتحاد السوفييتي بإجراء أول هبوط له على سطح القمر في عام 1959 من خلال هبوط المركبة الفضائية "لونا 2" بسرعة عالية على سطح القمر، وهو إنجاز تكرر في عام 1962 من قِبل الأميركيين من خلال المركبة الفضائية "رينجر 4". خلال فترة الحرب الباردة، كان السباق للوصول إلى سطح القمر أولاً مع الحصول على قدرات خاصة أحد أبرز مظاهر سباق الفضاء. من أجل الذهاب إلى القمر، يتعين على المركبة الفضائية أولاً أن تخرج من مجال الجاذبية الخاص بالأرض، والسبيل العملي الوحيد لتحقيق هذا هو باستخدام صاروخ، وعلى عكس المركبات المحمولة جوًا الأخرى مثل المناطيد أو الطائرات النفاثة، فإن الصاروخ عبارة عن شكل معروف من أشكال الدفع الذي يمكنه الإستمرار في زيادة سرعته على ارتفاعات عالية في الفضاء خارج الغلاف الجوي للأرض.

(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون