تزوير جوازات سفر السوريين: تجارة مربحة

تزوير جوازات سفر السوريين: تجارة مربحة

12 اغسطس 2014
السوريون يهربون من دولهم ويجوبون العالم (أرشيف/getty)
+ الخط -

نشطت مهنة استصدار جوازات السفر في سورية وتزويرها، بعد منع نظام بشار الأسد منح المعارضين جوازات جديدة أو تجديد جوازاتهم منتهية الصلاحية، وبعد عدم الإيفاء بجميع الوعود التي أطلقها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في طبع جوازات سفر للمعارضة، أو تجديد جوازاتهم منتهية الصلاحية.

وتفاوتت أسعار جوازات السفر بحسب المنطقة ونسبة تغيير المعلومات أو التزوير، بحسب ما يوضح الشيخ أبو أحمد في ريف ادلب الذي امتهن "تجارة الجوازات". حيث يبدأ سعر الجواز بألف دولار ولا ينتهي عند ثلاثة آلاف "ومن يشعر بالغلاء فليبحث عن شخص آخر لأن نسبة ربحي لا تزيد عن 50 ألف ليرة (نحو 300 دولار)" وفق ما يقول أبو أحمد لـ"العربي الجديد".

الحاجة أم الابتزاز

يقول مصطفى محمد، من سرمين في ريف ادلب: "لم يبق لنا طريقة للهروب من خطر الموت نتيجة القصف اليومي للنظام إلا الهجرة، لكن عدم منح النظام جوازات سفر وعدم قدرتنا على الوصول إلى مدينة ادلب، بسبب الحواجز وتعميم أسمائنا على أننا ثوار، دفعنا للجوء إلى السماسرة ودفع 2000 دولار لنحصل على جواز سفر".

ويضيف محمد لـ"العربي الجديد" أنه "حتى تركيا التي تساهلت في بداية الثورة، تشددت الآن وباتت تمنع كل من لا يحمل جواز سفر من دخول أراضيها، والآن نفكر في السفر إلى الخليج مع أسرنا لأننا تعبنا من الموت والانتظار".

أما حمد محمود من ريف ادلب فيقول: "أنا مصنف إرهابي لدى نظام بشار الأسد، وممنوع من الحصول على جواز سفر، لكني حصلت عليه عبر وسطاء ودفعت 1500 دولار بعد تغيير إسم أبي كي لا يكتشف موظفو الهجرة والجوازات أني مطلوب".

وأضاف محمود لـ"العربي الجديد": "جوازي صادر عن الهجرة والجوازات في حماه ومن إدارة الهجرة التابعة للنظام، وكان الاتفاق عندما أخذوا صورتين شخصيتين مني أن المبلغ ألف دولار، لكنهم تعذروا بأن موظف الهجرة والجوازات كشف أمرهم واضطروا لدفع 5 ملايين ليرة سورية، وقسموا المبلغ الإضافي على أصحاب الجوازات فزاد سعره من ألف إلى ألف وخمسمائة دولار أمريكي".

لا يرد ولا يبدل

اقتداء بعبارة يكتبها السوريون على محالهم "البضاعة التي تباع لا ترد ولا تبدل" أخذ سماسرة جوازات السفر هذا الشعار، فهم يبيعون "سمكاً بالبحر" كما قال الشيخ أبو أحمد لـ"العربي الجديد".

وأضاف أبو أحمد: "نحن وسطاء مع متعاملين من موظفين في الهجرة والجوازات في ادلب وحماه واللاذقية، ولا نأخذ كل المبلغ حتى نسلم الجواز، ولكن إن كان مزوراً "مضروباً" فهذه ليست مشكلتنا".

وكان أبو رزوق قد قال إنه دخل تركيا من خلال الجواز الذي حصل عليه مقابل 2000 دولار، لكن السلطات السعودية أرجعته من المطار لاكتشافها أن الجواز مزور.

ولم تف مؤسسات المعارضة السورية بحل مشكلة جوازات السفر للسوريين، رغم تأكيد مكتب المجلس الوطني في طرابلس (ليبيا) عن نيته في اصدار جوازات سفر، ورغم وعود سفير الائتلاف السوري في الدوحة نزار الحراكي مراراً اصدار جوازات سفر وتجديد مدة صلاحية المنتهي منها.

وكان أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري السابق، قد أكد خلال لقائه الجالية السورية في الكويت في مارس/آذار الفائت توفير ومنح جوازات جديدة للسوريين خلال شهرين ، وأن الجوازات الجديدة التي سيمنحها الإئتلاف ستصدر بالتعاون مع السلطات الفرنسية وبموافقة الدول الأوروبية التي ستعمل على طباعة جوازات السفر السورية الخاصة بالائتلاف، على أن تكون مرفقة بالجواز السابق منتهي الصلاحية، وهي جوازات سفر معترف بها في جميع المنافذ في مختلف دول العالم... لكن شيئاً من تلك الوعود لم يتحقق حتى اليوم.

التزوير له أكثر من وجه 

وقد تعددت مجالات تزوير جوازات السفر لتطال تمديد فترة صلاحية الجواز لعام أو عامين، ولكن بطريقة غير نظامية، وقد قبلت بعض المطارات الجوازات ممددة الصلاحية كتركيا وقطر في حين لم تقبل دول أخرى دخول أصحاب الجوازات الممددة فترة صلاحياتها من دخول أراضيهم .

وأيضاً لتمديد فترة الصلاحية أسعار على حسب الجهة والخاتم الممهور به الجواز، كما يقول أبو مصطفى من النيرب في ادلب شمال سورية.

وأضاف أبو مصطفى لـ "العربي الجديد": دفعت 400 دولار ل"جهة ثورة" مددت لي فترة صلاحية جواز سفري بخاتم شعبة تجنيد حلب، بعدما غنم الثوار خاتم مديرية الهجرة والجوازات في حلب وآلاف جوازات السفر الفارغة التي بيعت إلى السوريين بأسعار لا تقل عن ألف دولار للجواز الواحد .

يذكر أن جوازات السفر مازالت من وسائل الضغط التي تمارس على المعارضة السورية، سواء من السماسرة أو من النظام الذي يسعى إلى تغيير شكل وحجم جوازات السفر رغم ما قيل عن "نصائح روسية" بعدم استخدام جوازات السفر كطريقة ضغط على المعارضة، وأن ثمة قانون جديد متعلق بمنح جوازات السفر سيصدر قريباً كما نقلت "جريدة الوطن" السورية الموالية لنظام بشار الأسد.

المساهمون