المغرب يبحث عن رقعة أوسع في سوق الأسمدة العالمي

المغرب يبحث عن رقعة أوسع في سوق الأسمدة العالمي

24 نوفمبر 2014
يتملك المغرب أكبر احتياطي للفوسفات في العالم (ارشيف/getty)
+ الخط -

يسعى المجمع الشريف للفوسفات الحكومي، أكبر مصدر للفوسفات في العالم، إلى لعب دور كبير في تحديد مستقبل قطاع الأسمدة في العالم، حيث يعكف على إنشاء أربعة مصانع للأسمدة بالمجمع الصناعي الكيماوي الواقع بالجرف الأصفر، غير بعيد عن مدينة الجديدة (شمال غرب المملكة).

ورصدت الحكومة المغربية لهذه المصانع ميزانية استثمارية تتجاوز 2.4 مليار دولار، ومن المقرر أن توجه المملكة إنتاج أحد هذه المصانع الأربعة إلى قارة أفريقيا.

وعرض المجمع الشريف للفوسفات، خلال ندوة عقدتها الجمعية العالمية لصناعة الأسمدة، في مدينة مراكش، أمس، مخططه التنموي من أجل الاستجابة للطلب العالمي، وخاصة الأفريقي منه، حيث يعبئ المجمع قدراته من أجل تعزيز حضوره في السوق العالمية.

وعقدت الجمعية العالمية لصناعة الأسمدة ندوتها الاستراتيجية الأولى في مراكش، حسب بيان صادر عن المجمع الشريف للفوسفات، بمشاركة 158 شخصية تمثل أربعين بلدا، حيث انصب النقاش حول تطوير قطاع الأسمدة والتحديات المستقبلية المرتبطة بالأمن الغذائي وطرق انتفاع المزارعين من الأسمدة.

ولم يخف المكتب الشريف للفوسفات، في السنوات الأخيرة، سعيه للاستحواذ على شركات لإنتاج الأسمدة في الخارج.

في الوقت ذاته عمل المكتب على جذب شركات عالمية متخصصة في إنتاج الأسمدة إلى المركب الصناعي بالجرف الأصفر، وهو ما يتم عبر مشروعات مشتركة أو دخول تلك الشركات بمساهمات في رأسمال مصانع الأسمدة.

ويعول المجمع الشريف أكثر، على السوق الأفريقية من أجل تسويق الأسمدة، حيث يريد خلق سوق مضمون للأسمدة بالقارة التي يسعى إلى الحفاظ على موقعه كأول مزود لها بالأسمدة الفوسفاتية، ناهيك عن خدمة هدف الأمن الغذائي بالقارة.

وكان المجمع، قد أعلن في السنوات الأخيرة عن سعيه إلى تعزيز دوره في الثورة الخضراء بالقارة السمراء بالزيادة في استعمال الأسمدة، كي يتم بلوغ 50 كلغ في الهكتار بدلاً من 10 كلغ في الهكتار حاليا، علما أن المعدل العالمي يصل إلى 80كلغ في الهكتار.

وكان القادة الأفارقة التزموا في 2006 عبر إعلان أبوجا، لسد نقص الأسمدة في بلادهم كي يصل في المتوسط إلى 50 كلغ في الهكتار قبل 2015، غير أن قلة من البلدان بلغت ذلك الهدف، حيث لم يتعد متوسط استهلاك القارة من الأسمدة 10 كلغ في الهكتار.
 
وتتجلى أهمية الأسمدة في كونها تعد عنصرا حيويا لتنمية الزراعة، على اعتبار أنها تساهم في زيادة المردودية وإنتاج المواد العضوية التي تغني التربة. في الوقت ذاته تساعد الأسمدة على تحسين نوعية المحاصيل وتعزيز استعمال المياه التي تندر في المناطق الجافة، خاصة في القارة السمراء.

ويتملك المغرب على أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، هذا ما يدفعه إلى المراهنة، على الريادة في قطاع الأسمدة من أجل ربح حصص كبيرة في السوق، حيث يسعى إلى رفعها إلى 40% في الخمسة أعوام المقبلة.

ويحاول المجمع الشريف للفوسفات، ألا يقع تحت رحمة تقلبات الأسعار في السوق الدولية، ويعمل على دعم رقم معاملاته عبر مضاعفة إنتاج الفوسفات، حتي يتاح له مضاعفة تصنيع الأسمدة بثلاث مرات، وتركيز حضوره في سوق الحامض الفوسفوري، حيث يراهن على تفادي تصدير المعدن الخام فقط، هذا ما دفعه إلى وضع خطة لاستثمار 12 مليار دولار بين 2010 و2020.

وبلغت مبيعات المغرب من الفوسفات ومشتقاته خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري نحو 3.6 مليار دولار، حسب مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية.

ويتوقع أن يستفيد المغرب من انتعاش الأسعار في السوق الدولية في العام المقبل، إذا ما صدقت توقعات المراقبين.

دلالات

المساهمون